مياه ساخنة بدل الغذاء.. سورية تواجه الجوع
سيدة سورية تعد المياه على الغذاء بدلًا من الطعام، فما القصة؟
منال سيدة سورية تعيش بحمورية تتجه إلى حيلة لإيهام أطفالها بأنها تعد الغذاء، في حين أنها في الواقع ليس لديها أي طعام تطهيه.
تضع منال وعاءً من الماء على الموقد على أمل إقناع أبنائها أنها تطهي طعاما، وتنتظر حتى يناموا قبل أن يدركوا حقيقة أنه لا شيء على الغذاء.
- أطفال الغوطة الشرقية بسوريا يموتون جوعا تحت الحصار
- "فتنة الغوطة الثانية" تطحن العشرات بدمشق لليوم السادس
تعيش منال في الغوطة الشرقية التي تقع تحت سيطرة المتمردين، وهناك يوجد أكثر من 1100 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، والمئات معرضون للخطر؛ نظرا لنقص الغذاء الذي يتسبب فيه حصار الحكومة، بحسب ما ذكرته صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية.
قالت منال لوكالة فرانس برس، وهي تبكي: "لم يأكلوا شيئا غير الخبز منذ ثلاثة أيام، أحد جيراننا أعطانا الدقيق".
كانت مدينة الغوطة الشرقية، منطقة زراعية رئيسية، لكنها وقعت تحت حصار حكومي مشدد منذ عام 2013؛ مما تسبب في نقص بالغذاء والدواء، وارتفاع أسعار السلع المتبقية الموجودة في الأسواق، سواء كانت محلية أو مهربة.
زوج منال أبو عزام غير قادر على العمل بسبب إصابة خطيرة أصيب بها خلال عملية قصف على منزلهم القديم في مكان ما في الغوطة الشرقية منذ عدة أعوام، وأسفر الهجوم عن مقتل أحد أطفالهم، وفقدان ابنهم عزام إحدى قدميه واعتماده على عكازات للتنقل.
تعاني العائلة من فقر مدقع، حتى إنهم باعوا معظم أثاث منزلهم كي يتمكنوا من تحمل تكاليف الطعام.
وقال أبو عزام بيأس: "نحصل على وجبة طعام واحدة خلال 24 ساعة، وهي غير كافية للأطفال".
في الأحوال العادية، ربما تأمل الأسرة في الحصول على مساعدة من منظمات المساعدات الإنسانية، لكن دخول المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية كان نادرا جدا خلال الصراع الذي بدأ مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس 2011.
يمكن لقوافل المعونة الدخول فقط بتصريح من الحكومة، حيث يدخل اثنان فقط إلى المنطقة منذ أغسطس، ويحملان مساعدات لعدد أقل من 100 ألف شخص.
وقالت إنجي صدقي، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، إن الاحتياجات الإنسانية في الغوطة الشرقية هائلة، وهناك حاجة لفعل المزيد"، مضيفة: "الوضع يزداد سوءا".
وتابعت: "نعلم من التجارب السابقة أن مثل هذه الأوضاع، حيث يعتمد السكان على توفير المساعدات الإنسانية لاحتياجاتهم الأساسية، يمكنها التدهور بسرعة كبيرة، حتى تصل إلى أبعاد مأساوية".
وبالنسبة لبعض الأسر، فقد وقعت المأساة بالفعل، فقد أفادت تقارير بأن طفلين على الأقل لقيا مصرعهما بسبب سوء التغذية أو مضاعفاتها، بينهم الطفلة سحر 34 يوما، التي كان وزنها أقل من 2 كيلو جرام قبل وفاتها في مستشفى في حمورية، الأحد.