"فتنة الغوطة الثانية" تطحن العشرات بدمشق لليوم السادس
كبرى فصائل المعارضة المسلحة التي تسيطر على الغوطة الشرقية بدمشق تواصل الاقتتال فيما بينها فيما المدنيين محاصرين في البيوت
لليوم السادس على التوالي تتواصل المعارك الحامية والدموية بين كبرى فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة بالعاصمة السورية دمشق، والتي أودت بحياة العشرات.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء)، الأربعاء، فإن الاقتتال متواصل لليود السادس منذ هجوم "جيش الإسلام" على مقار "هيئة تحرير الشام" و"فيلق الرحمن" في مناطق عربين وكفربطنا والأشعري ومديرا وحزة.
واليوم تدور المعارك على محاور في أطراف بلدة بيت سوى الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، حيث يحاول مقاتلو "جيش الإسلام" تحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على البلدة، وسط استهدافات ترافق الاشتباكات بين الطرفين.
في المقابل، لا يزال الشلل مستمرًا في حركة المواطنين؛ حيث وجه مئات العائلات القاطنة في المنطقة بين مدينة زملكا وبلدة حزة مناشدات لفك الحصار عنهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين مستلزماتهم اليومية أو حتى تأمين المياه، وذلك منذ اليوم الأول من الاقتتال.
ووفق المرصد، فقد سقط خلال الاشتباكات في الساعات الأخيرة ناشط إعلامي يتبع "فيلق الرحمن"، فيما أصيب عشرات المقاتلين الآخرين بجروح.
ووصل عدد القتلى خلال الأيام الستة إلى نحو مائة قتيل، معظمهم من المسلحين، وفق المصدر ذاته.
وهذا القتال بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية يتجدد بعد عام من الاقتتال الذي جرى بين "جيش الإسلام" من جانب، و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" الذي كان يضم مقاتلين من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة من جانب آخر، ونجم عنه مقتل 500 عنصر من جميع الأطراف، إضافة إلى مئات الأسرى.
وتتبادل الفصائل إلقاء التهم حول المسؤولية عن نشوب القتال، عبر اتهم بعضهم البعض بالتعدّي على المناطق التي يسيطر عليها كل جانب، ومحاولة الاستحواذ على أسلحته، والتورط في اغتيالات لعناصرهما.
ويعد "جيش الإسلام هو الفصيل المهيمن على الغوطة الشرقية، وقتل قائده زهران علوش في ضربة جوية ديسمبر/كانون الأول 2015.
وفيلق الرحمن، يوصف بأنه ثاني أكبر فصيل عسكري بعد جيش الإسلام في الغوطة الشرقية وريف دمشق، ويتنافس الاثنان على ضم تشكيلات عسكرية، في سباقهما نحو الانفراد بالزعامة والسيطرة.
أما "هيئة تحرير الشام" فتضم الآن جبهة النصرة، وفتح الشام وحركة نور الدين زنكي وغيرها من فصائل، وباتت تعد الفصيل الأبرز.
وخلال القتال هاجمت القوات السورية الحكومية وحلفاؤها حي القابون شمال غربي الغوطة الشرقية براً وجواً، وأحرزت تقدماً وفق المرصد، إلا أنه لم يصدر بيان من الحكومة حول الأمر.