لم يُعلن السبب المباشر لتقديم موعد الصفقة، فيما يبدو أن الأمر مرتبط بالتنسيق حول الملف السوري خلال القمة الروسية-التركية-الإيرانية الأخيرة.
وافقت روسيا على أن تبدأ بتسليم منظومات الدفاع الجوي "إس-400" إلى تركيا في وقت مبكر 8 أشهر عن الموعد المتفق عليه عند توقيع الصفقة، فيما بدا للمتابعين للملف السوري أنه صفقة مقابل التناغم بين البلدين على استنزاف سوريا الممزقة.
ولم يتضح سبب طلب تركيا تقديم موعد تسليم الصفقة، ولا موافقة روسيا على ذلك، ولكن يبدو للأمر علاقة بتطورات الأوضاع في سوريا، وتقاسم النفوذ بين البلدين وإيران هناك، وهو ما ظهر جليا في القمة التي جمعت رؤساء البلدان الثلاثة في أنقرة الأربعاء الماضي لإنهاء الأزمة السورية حسب رؤاهم.
وبحسب ما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الجمعة، فإن موعد بدء تسلم تركيا ما تعاقدت على شرائه من منظومات "إس- 400" سيكون في يوليو/تموز 2019 بدلا من مارس/آذار 2020، وذلك بناء على طلب تركي.
ونقل الإعلام الروسي عن مصدر عسكري قوله إن الاستجابة الروسية لهذا الأمر تعني أن العلاقات الروسية التركية بلغت "مستوى عاليا".
غير أن صحيفة "كوميرسانت" الروسية اعتبرت أن هذا الأمر "تنازل غير مسبوق من روسيا إلى تركيا".
وقد تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صفقة التسليح في ختام محادثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، قائلا إنه تم تقديم موعد تسليم بطاريات صواريخ "إس- 400"؛ تلبية لطلب "شركائنا وأصدقائنا الأتراك".
وفي وقت سابق، قال مساعد الرئيس الروسي للتعاون التسليحي الدولي، فلاديمير كوجين، إنه من مصلحة روسيا أن يتسم الوضع السياسي في تركيا بالاستقرار.
وتوترت العلاقات بين روسيا وتركيا في عام 2015 حين أسقط الجيش التركي طائرة روسية على الحدود التركية-السورية، واتخذت موسكو عدة إجراءات عقابية ضد أنقرة، منها تخفيض التعاون الاقتصادي والسياحي، إلا أن العلاقات عادت أقوى مما كانت عليه على خلفية التنسيق بين البلدين حول سوريا.
فعلى الرغم من تناقض المصالح الظاهر بين الجانبين، لقيام روسيا بدعم الرئيس السوري بشار الأسد في مقابل دعم تركيا لفصائل المعارضة المسلحة، فإن السنوات الأخيرة تشهد تنسيقا بينهما في توزيع النفوذ داخل سوريا، وهو ما ظهر في عدم اتخاذ روسيا خطوات جادة لمنع التوغل التركي في إدلب وجرابلس وعفرين.