اكتشاف سلاح بكتيريا "إي كولاي" لاستعمار القولون
الباحثون حددوا آلية تستخدمها البكتيريا للكشف عن انخفاض مستويات الأكسجين في الأمعاء الغليظة، ثم إنتاج البروتينات المطلوبة لتنفيذ هجومها.
كشفت دراسة لجامعة فرجينيا الأمريكية عن أن بكتيريا الإشريكية القولونية "إي كولاي" تبحث عن أكثر الشقوق الخالية من الأكسجين في القولون حتى تسبّب أسوأ إصابة ممكنة.
وأوضح الاكتشاف الجديد، الذي نُشِرت دراسة عنه في دورية "PNAS"، أن هذه البكتيريا المنقولة عن طريق الغذاء تعرف أين ومتى تستعمر القولون، بما يؤدي إلى إصابة المرء بالمرض، وذلك من خلال التعرّف على البيئة منخفضة الأكسجين في الأمعاء الغليظة، ما يمنحها أفضل احتمالات لإصابة الجسم بعدوى قوية.
وقالت الباحثة ميليسا كيندال، من قسم علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة وبيولوجيا السرطان، في تقرير نشره موقع جامعة فريجينيا أمس: "تقوم مسببات الأمراض البكتيرية بتحديد وقت نشر البروتينات والسموم في أماكن وجودها بالعائل البشري، وهذا يسمح لها بتجنّب أن تكشفها أجهزة المناعة لدينا".
وأضافت: "بمعرفة المكان الذي تفضله مسببات الأمراض البكتيرية والظروف الملائمة لها، قد نستطيع في يوم من الأيام الوقاية من بكتيريا الإشريكية القولونية، وكذلك سائر العوامل الممرضة".
وتعيش "إي كولاي" بشكل طبيعي في القولون، ومعظم السلالات لا تسبّب لنا أي ضرر، ولكن هناك عددا منها تنجم عنه التشنجات والإسهال والقيء، وحتى الفشل الكلوي والموت.
وخلال الدراسة حدّد الباحثون العملية التي تستخدمها البكتيريا للكشف عن انخفاض مستويات الأكسجين في الأمعاء الغليظة ثم إنتاج البروتينات التي تتيح لها التعلق بالخلايا المضيفة، وتحقيق العدوى.
وينتشر الأكسجين في الواقع من الأنسجة المعوية إلى الأمعاء، وهناك مستويات أعلى نسبياً في الأمعاء الدقيقة مقارنةً بالغليظة.
وتنتظر "إي كولاي" على وجه التحديد حتى تصبح الأمعاء الغليظة منخفضة الأكسجين قبل أن تبدأ هجومها.
وأفادت كيندال: "إذا تمكنّا من معرفة كيفية منع استشعار الأكسجين لدى هذه البكتيريا، فإننا سنمنعها من إنتاج بروتينات تسهّل عليها الالتصاق بأجسامنا".