تقوى الأجساد بالغذاء والإمداد، وتقوى الدول بالسياسة والاقتصاد، بينما سرطان الدول يُداوى سياسياً واقتصادياً وأحياناً عسكرياً
دويلة شبه الجزرة، وعقلية الجزرة، وليتها كالجزرة في فوائدها، ولكنها كالجزرة في شكلها وعقليتها، فتعشِّم وتخدع، تجذب وتكذب، إن استقوت بانت عصاها وإن ضعفت استكانت وتجزرت، دويلة سرطانية شيطانية، والشيطان يُكافَح بالتعوذ والتوحد والتحصن بالله، ويد الله مع الجماعة ومع طاعة ولاة الأمر، والسرطان يستشري بعمق ويتعدى بخبث، فوجب كشفه ومقاطعته وقطع الأشياء التي تقويه وتسرّعه كي لاينتشر سوؤه.
وإن لم تجدِ مقاطعته نفعاً، فحينها وجب بتره واستئصاله، لحماية الجسد العربي والعالمي من شره وخبثه.
تقوى الأجساد بالغذاء والإمداد، وتقوى الدول بالسياسة والاقتصاد، بينما سرطان الدول يُداوى سياسياً واقتصادياً وأحياناً عسكرياً، وآخر الدواء الكي.
ومن أقوى أسلحة العصر في إضعاف الدول سلاح الاقتصاد، ومن الحماقة المراهنة على سلاح الإعلام فقط، سلاح الضعفاء يحوي خبثاً ونباحاً، والتغافل عن الأسلحة الحقيقية، من سياسة واقتصاد وقوات حربية.
وسلاحنا الاقتصادي الناعم، والذي مازلنا في درجته الأولى والخفيفة، قد أبلى وأجدى في دويلة السراب، فرأيناها تتهاوى في مختلف كياناتها الإعلامية والاستثمارية والرياضية والعسكرية والسياسية والتموينية وحتى "الإنسانية" التي اتخذتها مطيِّة لتحقيق أهدافها السياسية والتخريبية وحتى اللأخلاقية.
سلاحنا الاقتصادي الناعم، والذي مازلنا في درجته الأولى والخفيفة، قد أبلى وأجدى في دويلة السراب، فرأيناها تتهاوى في مختلف كياناتها الإعلامية والاستثمارية والرياضية والعسكرية والسياسية والتموينية وحتى "الإنسانية" التي اتخذتها مطية لتحقيق أهدافها التخريبية واللاأخلاقية
قد يُسأل البعض لماذا لم يتم استخدام الدرجة الثانية والثالثة من سلاح الاقتصاد، واكتفينا بالمقاطعة وبأدنى مستوياتها، في التعامل مع الدويلة السرطانية.
الدرجة الثانية والثالثة من سلاح المقاطعة الهادف لهز الاقتصاد، سوف يؤدي لهلاك النسل والزرع والإضرار بالمجتمع المدني المغلوب المقهور، كي لايتضرر هذا المجتمع وحتى لايتحول إلى عبء إنساني على الأمة العربية، كما أن الحكمة العربية، حكمة زايد دوماً ماتثبت نجاحها وحسن نتاجها وجمال مخرجاتها.
عقلية الجزرة وعصاها، تنجح في القصص والروايات، أما في الدول والسياسات فعقلية الحكمة وسياسة الوحدة والتكتلات، وبناء الكيانات والاقتصادات وصناعة العلم وبناء الإنسان، حينها تتكون مجتمعات إماراتية وخليجية وعربية تطور العالم وتغير المعادلات.
الغرور الاقتصادي، وثروة السراب، عقول قديمة تراهن على البترول والغاز، واليوم شركات البترول هي الأكثر تضرراً في أسواق الاقتصاد.
نحن في عصر العلوم والتقنيات والثروة الصناعية الرابعة والمرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، عصر التقنيات المتقدمة "النانو"، وإنترنت الأشياء، والطابعات ثلاثية الأبعاد، والروبوتات" بالإضافة إلى الطفرات المالية والتكنولوجية والارتباط بينهما، كتقنية البلوك تشين، والكريبتوكارانسي، وجنون العملات الرقمية، كل هذا أين دويلة السراب منها؟.
الإمارات من الدول السباقة إلى كل هذه التقنيات من تقنيات الجيل الرابع تكنولوجياً، والجيل الخامس مالياً ورقمياً، والدول العربية المجاورة وغيرها والتي تراهن على مخزونها من البترول والغاز، دول مصيرها الفقر والمساعدات والعثرات إن لم تتدارك نفسها بسرعة الضوء.
قطر الدويلة، لاتمتلك ولا تقنية من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ومازالت تغني على آبارها وأطلالها، وباعت العديد من استثماراتها.
دويلة السراب .. دويلة الخراب
يقوى اقتصاد الدول بالشفافية وتطوير العلم وبناء الإنسان، دول الصدق والحق، وما رأينا دولة في التاريخ تساعد الغير وتمنح وتنشر الخير، إلا وكانت من عظام الدول وطال أمدها، في المقابل فإننا ما رأينا دولة نشرت الفتن وتآمرت، إلا انتكست وانتهت، والغريب بأن المتآمرين، أول ما يبدؤون التآمر الحقيقي، يبدؤونه على أنفسهم وفيما بينهم، وأسرع تقلباً على بعضهم من السحر على الساحر.
فبالحكمة والاقتصاد والدراية في السياسة تدوم الدول وتنعم الشعوب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة