التقنيات القابلة للارتداء.. من الاستخدام الحربي إلى الضرورة الحياتية

التقنيات القابلة للارتداء هي أجهزة يتم ارتداؤها على الجسم أو زرعها فيه أحيانا، وتؤدي عملا ملموسا أو تعطي مزايا مساعدة معززة لمستخدميها
"ستنتشر التكنولوجيا القابلة للارتداء وتلقى رواجا كبيرا في القريب العاجل، حتى يعتاد المرء على استخدامها في حياته اليومية"، هذا ما صرّح به البروفيسور الياباني ماساهيكو تسوكاموتو في بحثه الأخير عن التقنيات القابلة للارتداء وتطورها ومستقبلها المتوقع.
ترجع بداية التقنيات القابلة للارتداء في الأساس إلى عام 2001، حيث الظهور الأول لأجهزة العرض المثبتة على الرأس المعروفة باسم "Head Mounted Display"، وإدراج مستخدميها لها في حياتهم اليومية، بعد أن كانت الاستخدامات الشائعة آنذاك من نصيب الهواتف الخلوية، والكاميرات الرقمية، وأجهزة الفيديو جيم، ومشغل الوسائط المتعددة "الذي تطور فيما بعد إلى جهاز آيبود".
ذلك إلى جانب تطور الحواسب الآلية من صورتها المعتادة قديما إلى المحمولة التي تتميز بحجم أصغر وكفاءة أعلى وسهولة أكثر في الاستخدام.
ووفقا للأبحاث والدراسات التي قام بها البروفيسور الياباني، حول التطبيقات، ونظم الحوسبة المتنقلة، فإنه يؤكد أن الخطوة التالية في زماننا هذا ستكون إدراج الحوسبة الملبوسة في حياتنا اليومية بين عشية وضحاها.
والملبوسات التقنية أو الملابس الذكية هي أجهزة ذات إدراك أو ذكاء إلكتروني يُمكن ارتداؤها على الجسم أو زرعها فيه أحيانا وتؤدي عملا ملموسا، أو تعطي مزايا مساعدة معززة لمستخدميها.
وكما بات الحاسب الآلي والأجهزة الذكية جزءا أساسيا لا غنى عنه في حياتنا اليومية، نجد أيضا أن هناك احتمالات كبيرة أن الملبوسات التقنية هذه تحمل في طياتها تغيير وظائف وأنماط حياة البشر بصورة غير مسبوقة.
وعليه، فإن كثيرا من الشركات اليابانية أمثال "هيتاشي" و"ميتسوبيشي" و"نيكون" وغيرها من كبرى الشركات اليابانية وغير اليابانية أيضًا أدركت ذلك التغيير المرتقب والطفرة المنتظر أن تقوم مثل هذه التكنولوجيا بتفجيرها، وعملت على تطوير الملبوسات التقنية هذه وحوسبتها، اعتمادا على الفكرة الأولى لأجهزة العرض المثبّتة على الرأس المعروفة باسم Head Mounted Display.
يذكر أن هذه الفكرة ظهرت في العقد السادس من القرن المنصرم باعتبارها مخصصة للاستخدامات الحربية آنذاك، وتم بيع منتجات منها على هذا الأساس في العقدين الثامن والتاسع، ولكن الألفية الجديدة شهدت ظهور مختلف المنتجات منها، ما عمل على تنوّع وتشعّب قواعد استخدامها، وتنوّع فئات مستخدميها لتتعدى الحدود الحربية وتندرج في الحياة اليومية.
ففي بداياتها كانت مثلها كمثل أي اختراعات أخرى، تتسم بثقل وزنها، وضخامة حجمها، وبطاريتها قصيرة العمر، وعلاوة على ذلك باهظة الثمن، حيث لم يكن بمقدور العامة من الشعب شراؤها واستخدامها، وبذلك لا تلبي الغرض المنشود من توسعها خارج نطاق الاستخدامات الحربية.
ولكن كما اعتدنا أيضا مع مختلف الاختراعات التي تطرأ على الساحة التكنولوجية أنه مع مرور الوقت والعمل على تطوير هذه المنتجات، أخذ وزنها يخف، وحجمها يتضاءل، وبطاريتها تدوم طويلا، وكفاءتها في العمل تعلو عما قبل.
هكذا نجد أن الملبوسات التقنية تسلك مسار أجهزة العرض نفسه المثبّتة على الرأس "HMD"، بل إنها تتفوق عليها في تنوّعها وتشعّبها، مثل الساعات الذكية ونظارة جوجل وحتى الملبوسات الذكية التي تتخذ صور الأحذية والجوارب وغيرها مما يندرج تحت مظلة الملبوسات الرقمية المحوسبة.
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjI3IA== جزيرة ام اند امز