فقدان الوزن مقابل 3 أضرار صحية.. تحذير من الثمن الخفي لأدوية التخسيس

شهدت شعبية أوزمبيك وأدوية إنقاص الوزن المماثلة ارتفاعا هائلا، لكن وفقًا للدكتور بن بيكمان، عالم الأيض وأستاذ في جامعة بريغهام يونغ الأمريكية، قد تُمهد هذه الأدوية الطريق لأزمة صحية صامتة.
ودق بيكمان في مقابلة صحفية مع موقع "ديلي ميل"، ناقوس الخطر بشأن 3 مخاطر رئيسية مرتبطة بهذه الأدوية، هي:
أولا: خطر الوهن البدني
في حين أن مستخدمي أوزمبيك قد يفقدون كيلوغرامات على الميزان، فإن جزءا كبيرا من هذه الخسارة يتمثل في العضلات الهزيلة والعظام، وليس الدهون فقط. في تجربة سريرية استمرت لأكثر من عام، فقد المشاركون في المتوسط ٢٣ رطلا من الدهون، ولكن أيضا ١٥ رطلا من العضلات.
ويحذر الدكتور بيكمان قائلاً: "قد يؤدي هذا النوع من فقدان العضلات والعظام إلى وهن واسع النطاق، وهذا يزيد، خاصة لدى كبار السن، من خطر الإصابة بالعدوى، والإقامة في المستشفى، والوفاة المبكرة".
ثانيا: إضعاف الحيوية العاطفية
إلى جانب الجانب البدني، يعتقد الدكتور بيكمان أن الأدوية قد تُضعف الحيوية العاطفية، ويُبلغ المرضى عن فقدان شهيتهم ليس فقط للطعام، بل أيضًا للمتع اليومية مثل الجنس، أو القهوة، أو حتى التواصل الاجتماعي.
ويقول: "قد تكون فائدة تقليل الرغبة الشديدة في تناول الحلويات في الواقع تقليل الرغبة الشديدة في الحياة"، محذرا من أن الاكتئاب والضعف العقلي قد يتبعان ذلك.
وفي الواقع، أظهرت إحدى الدراسات التي استشهد بها الدكتور بيكمان زيادةً في خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بنسبة 195%، وأكثر من ضعف خطر السلوك الانتحاري بين مستخدميه.
ووجد تحليلٌ آخر زيادة في بلاغات الأفكار الانتحارية المرتبطة بدواء سيماجلوتايد (المكون الرئيسي في أوزيمبيك) بنسبة 45% مقارنة بالأدوية الأخرى.
ومع ذلك، فقد صرحت كل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والوكالة الأوروبية للأدوية بأنهما لم تجدا أي صلة مؤكدة بين هذه الأدوية والأفكار الانتحارية.
ثالثا: فخ استعادة الوزن
ولعل الأمر الأكثر إثارةً للدهشة هو ادعاء الدكتور بيكمان بأن هذه الأدوية قد تجعل الناس أكثر عرضة لزيادة الوزن مع مرور الوقت.
ويقول: "بعد حوالي عامين، تعود الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وعندها يقلع الكثيرون عن تناوله، ويعود الوزن بسرعة".
ووجدت تجربة أُجريت عام 2022 أن المرضى الذين توقفوا عن تناول سيماجلوتايد استعادوا 12% من وزن أجسامهم في غضون عام، وكثيرا ما عانوا من تدهور في مؤشراتهم الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
ومن المثير للقلق أن إحدى الدراسات أظهرت أن هذه الأدوية قد تُحفّز تكوين خلايا دهنية جديدة، مما يزيد من خطر زيادة الوزن مستقبلا.
الحذر وليس المنع
ويؤكد الدكتور بيكمان أنه لا يُعارض استخدام أوزمبيك وأدوية إنقاص الوزن الواقع، وكان قد اعتبر سابقًا النسخة الأصلية منخفضة الجرعة علاجا "رائعا" للتحكم في سكر الدم وتقليل الشهية.
ولكن مع زيادة الجرعات، بعضها يصل إلى 2 ملغ أسبوعيا لمرضى فقدان الوزن، يخشى أن تفوق مخاطرها الآن فوائدها.
وبدلًا من التخلي عن هذه الأدوية، يحث الدكتور بيكمان على اتباع نهج أكثر توازنا، يتضمن:
1- الالتزام بأقل جرعة فعالة
2- إعطاء الأولوية للبروتين وتمارين القوة للحفاظ على العضلات
3- استخدم الدواء كأداة، وليس كعكاز لبناء عادات غذائية مستدامة
ويقول: "في النهاية، يجب أن تُساعد هذه الأدوية الناس على تعلم التحكم في الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات، لا أن يصبحوا معتمدين عليها".
ومع استمرار جنون دواء أوزمبيك وغيره من أدوية انقاص الوزن، فإن الرسالة التي يوجهها الدكتور بيكمان في النهاية هي أن: فقدان الوزن بأي ثمن لا يستحق ثمن الصحة على المدى الطويل.