تزدان شوارع الإمارات، وقلوب قاطنيها ببهاء ألوان علمها الشامخ، محتفلةً بعُرسها في عيد الاتحاد الخمسين، والذي يشكل دافعاً ومحفزاً للانتقال لحقبة جديدة ممتازة عما قبل، بما تحمله من خطط تنموية شاملة لخمسين عاماً أخرى.
بدعم إدارة سياسية عمادها مبادئ السلم والسلام والحوار والتنمية، وانطلاقاً من إرثها الراسخ، وإيمانها العميق، تنطلق خطاها من خلال مبادئ الخمسين، والتي خطتها الأهداف السامية لقادتها، وكما قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: "مصلحتنا العليا والوحيدة والرئيسية توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد ولجميع من يقيم في دولة الإمارات"، سيما أن إدماج كافة المقيمين على أرض هذه البلد الطيبة، ضمن أهداف الدولة العليا، ومنحهم وافر الاحترام والاهتمام، لا يجيء إلا من خلال تلك الحالة الإنسانية الفريدة، والتجربة القيمية التي يعوزها كل مجتمع، إذ لا يختلف اثنان على تراب إماراتنا الحبيبة ما لهذا المكان الآمن والبهي من وقع صادق وقلبي يقبع لصيقاً بمكانة وطنه، وأهله.
فالإمارات العربية المتحدة، اليوم، تفتح ذراعيها للعالم، لاحتضان الإنسانية والسمو بها والبحث عن كافة البذور النضرة لريها، وإيلائها ما تستحقه من رعاية واهتمام، منطلقةً بخلاصة خبرتها التي امتدت لعقود وخلصت بتراكم ناضج سخرت له الطاقات والعقول والموارد، دون توانٍ أو تردد.
لقد استطاعت الإمارات استيعاب الحالة الإنسانية الفطرية التي وقع كثير في عائق عدم الاتفاق معها، مرحبةً ببهاء ما للتنوع الإنساني من تميز، ومحققةً تقدماً ملموساً في تشكيل الصورة الواضحة عن الشرائع والأديان الداعية للانسجام والتعاون الإنساني في جميع مناحي حياته العملية، ومبرزةً ومؤصلةً للقيم الإسلامية السامية، استناداً لقول الحق في محكم تنزيله: "ومِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ"، مسندةً منظومتها القيمية والأخلاقية، بتشريعات وقوانين توضح من ملامح البوصلة الحازمة الاتجاه، وتقعد مقعد المنبر القويم الدافع ببث الأخلاقيات، والنهوض بالرقي الإنساني.
وفي إمعان مبادئ "وثيقة الخمسين التاريخية"، وما ضمته من دعامات، نستطيع لمس ملامح ما حققته هذه الدولة الطموحة، فقد نجحت الإمارات بصياغة مقاربة محكمة للأنموذج المجتهد المطلوب بين أخاديد تضاريس النظام العالمي القادم، من خلال صياغة قوانين داعمة للقيم الإنسانية عامةً، والتسامح وقيم الوئام خاصةً، ففي حين تسعى الدول الكبرى بمؤسساتها الفارهة من خط ملامح المشاريع الأكثر رصانة على مواجهة القادم، تحتفل الإمارات العربية المتحدة في خمسينية تأسيسها، بزخرفتها إطار صياغة الثقافة المتشبثة بأصالة الماضي، والمسهبة في فخامة المستقبل، مؤسسةً ما يضمن تحصين العقول من مخاطر التحولات الفكرية، وآخذةً أكثر وأكثر في نقل المجتمعات الإنسانية من ضيق الواقع، لبراحة المأمول بعيداً عن أكبر التحديات الإنسانية، من صراعات تنموية، ودينية، وطائفية، وأخلاقية.
ويكفينا فخراً وأملاً، التطلع لما ستؤول إليه الدولة الشامخة باتحادها وترابط إماراتها، من التحول لكبرى وجهات الاقتصاد، وأكثرها نشاطاً على مستوى العالم، من خلال تطوير دعامات سياستها الخارجية، والقفز لخطوات سباقة في تطوير التعليم، واستقطاب ذوي المواهب، وري المهارات ودعم الابتكارات.
ومن جانب آخر، تعمل على صون علاقاتها مع الجوار، والحفاظ على جو استقرار وود مع المحيط، مرسخةً من خلال كل ذلك السمعة الطيبة والفواحة بأريج نجاحاتها، بالتوازي وريادتها الرقمية والتقنية في شتى مجالات الحياة، ومرتكزةً على ثمار مشوارها الطويل في العناية بغراس القيم الإنسانية والأخلاقية الداعية لروح التسامح والتعايش والوئام والأخوة الإنسانية، والحاضنة لها على امتداد الرقعة الجغرافية من خلال مبادراتها الخيّرة، وعطاءاتها ومساعداتها الإنسانية الداخلية، والخارجية، وديمومة دعوتها للحوار وصون السلم، انسجاماً مع التزاماتها الأخلاقية المتوارثة من روح "زايد الإنسانية والعطاء".. وفي عيد الاتحاد الخمسين طال عمرك يا إمارات المحبة!
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة