المواطن سالم بن سهيل خميس بن زعيل، الشرطي صاحب الرقم العسكري 190، هو أول شهيد إماراتي، روى بدمائه الطاهرة جزيرة طنب الكبرى في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1971 وذلك قبل إعلان قيام دولة الإمارات بيومين فقط.
المواطن سالم بن سهيل خميس بن زعيل، الشرطي صاحب الرقم العسكري 190، هو أول شهيد إماراتي، روى بدمائه الطاهرة جزيرة طنب الكبرى في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1971 وذلك قبل إعلان قيام دولة الإمارات بيومين فقط.
يوم الشهيد الإماراتي الذي اعتمده رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 2015، ارتبط بتاريخ استشهاد الشرطي سالم بن سهيل خميس، وذلك تحية لإنجازه الوطني وإحياءً لقصة المواطن الشجاع الذي دافع بدمائه الزكية عن وطنه أمام هجوم المحتل الإيراني برفقة 5 من زملائه.
ولد الشهيد سالم بن زعيل في إمارة رأس الخيمة بمنطقة المنيعي، انضم في البداية إلى فرقة الموسيقى العسكرية في الشارقة، ثم انتقل إلى شرطة رأس الخيمة والتحق بها إلى جانب إثنين من إخوته، ليتم توزيعهم لخدمة الوطن في عدة مناطق، وذهب سالم ليخدم في جزيرة طنب الكبرى، حيث عين مسؤولاً عن المركز بعد 7 سنوات من الخدمة فيه.
بتاريخ 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1971 وتحديداً الساعة الخامسة والنصف صباحاً كان أفراد الشرطة في مركز شرطة جزيرة طنب الكبرى يستعدون لأداء الطابور الصباحي؛ وإذ بهم يلاحظون البارجات الحربية الإيرانية تدور حول الجزيرة.
فوجئ الشرطي سالم وزملاؤه الستة في مركز الشرطة بمحاصرة المحتل الإيراني لهم بقوة وصل تعدادها إلى نحو 3500 جندي إلى جانب البوارج البحرية التي حاصرت الجزيرة من مختلف الجهات.
في تلك الأثناء، لاحظ سالم وزملاؤه تحليق 3 طائرات حربية إيرانية حول الجزيرة، ثم ألقت هذه الطائرات منشورات فوق المساكن مكتوبة باللغة الفارسية، فيما نزل الجنود الإيرانيون إلى شاطئ الجزيرة باستخدام زوارق برمائية من طراز "هوفر كرافت".
تقدم الجنود الإيرانيون نحو مركز شرطة طنب الكبرى وشرعوا في إطلاق النار عليه، فرد الشرطي سالم بن زعيل وزملاؤه على الهجوم المباغت ورفضوا الرضوخ لأوامر المحتل بالاستسلام وتسليم مركز الشرطة لهم وإنزال العلم الإماراتي.
تمكن الشرطي سالم بن زعيل وزملاؤه من إيقاع إصابات وقتلى بين جنود الجيش الإيراني الذي هاجم مركز شرطة طنب الكبرى وتبين لاحقاً أن من بين القتلى قائد القوة في جنود العدو.
دافع الشرطي سالم وزملاؤه عن مركز الشرطة بكل شجاعة إلى أن أصيب إثنان منهم، فيما روى الشهيد سالم بدمائه أرض الجزيرة، حيث كان يزحف نحو العلم لمنع إنزال العلم الإماراتي على أرض الجزيرة في ملحمة بطولية سجلها التاريخ لهذا الرجل وزملائه بأحرف من ذهب ستتذكرها الأجيال في كل احتفاء بيوم الشهيد.