كل ما في هذه الحياة يتطلب المتاعب، فعندما تشاهد نجاح شخص معيّن لا تعتقد بين ليلة وضحاها أنه قد استطاع صنع هذا النجاح بكل سهولة ويسر
كل ما في هذه الحياة يتطلب المتاعب، فعندما تشاهد نجاح شخص معيّن لا تعتقد بين ليلة وضحاها أنه قد استطاع صنع هذا النجاح بكل سهولة ويسر، بل اذهب وابحث عن قصة هذا الشخص الناجح، وبلا أدنى شك ستجد أمامك تضحيات وجهد سنين جعلته يصل إلى هذه المرحلة التي قادتنا للحديث عنه، فعلى سبيل المثال، وأنا دائماً كما يعرفني البعض أعشق قراءة قصص النجاح، وبينما كنت أقرأ وأبحث وراء سبب تفوق ونجاح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سياسياً واقتصادياً، وحتى اجتماعياً !
حديث زملائي الأجانب عن الإمارات ذكّرني بالصورة المصغرة للأندلس عندما كانت حلما ومطلبا لكل من يريد أن يرتقي بالعلم والحياة
لأنه كما نعرف ونشاهد حجم محبة الناس لهذه الشخصية، أمر يفوق أفق الخيال، فنظرة سريعة على التفوق السياسي وتلك الكاريزما الحادة التي تميز بها الشيخ محمد نتيجة إيمانه بأن الدول "ليست بالحجم" بل إنها "بالإرادة التي تمتلكها" ودائماً يرددها، وقد أثبتت هذه العبارة مدى ثبات وصواب مواقفه السياسية، لذلك فإن هذا الرجل صنع للإمارات قوة سياسية بين الدول نتج عنها أن أصبحت من أبرز الدول في المنطقة .
"فعلاً الدول بالإرادة"
ولو توجهنا نحو المجال الاقتصادي فنجد أن الشيخ محمد بن زايد صنع دولة اقتصادية من الدرجة الأولى، ولم يكتف بالاعتماد على النفط الذي تتميز به الإمارات دون أي شك، بل صنع منها دولة حضارية من أجمل دول العالم، وعلى الرغم من الحضارة التي تعيشها الإمارات في الوقت الراهن، إلا أن الشيخ محمد جعلها متمسكه بثقافتها وأصالتها العربية، حيث إن الإمارات تُعتبر فريدة من نوعها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الخليج العربي، أي أنها جمعت بين بلد متطوّر حضاريا ينافس أعظم الدول،
وبلد مهتم بثقافته إلى أن جعل كل فرد في أنحاء العالم يتمنى زيارة هذا البلد العظيم، وهذه الأمور سرعان ما تجعلني أعود بذاكرتي إلى الوراء قليلا عندما كنت طالبا في أمريكا وأتذكر حينها كيف أن الكثير من الزملاء الأمريكان وغيرهم يسألوني بشغف عن دولة الإمارات متمنين ليس فقط زيارتها بل حتى العيش فيها، إلى أن أصبحت أشعر أن هذه الأرض وطني وأتحدث عنها بكل فخر واعتزاز، فحديث زملائي الأجانب عن دولة الإمارات ذكّرني بالصورة المصغرة للأندلس عندما كانت آنذاك حلما ومطلبا لكل من يريد أن يرتقي بالعلم والحياة بشكل عام.
أما من الناحية الاجتماعية فإن الشيخ محمد بن زايد ورغم القوة وخشونة النشأة التي أعتاد عليها في طبيعة حياته وممارسته العسكرية منذ صغر سنه، واعتماد الشيخ زايد "رحمه الله" عليه في حرب الخليج عام 1990م ورأيناه جميعا عندما كان في مقدمة الجيش الإماراتي آنذاك، إلا أن الشيخ محمد بن زايد يملك في المقابل قلبا ينبض حبا للناس بالخير، كما أن الجميع يشهد له بالتواضع الذي "أتعب فيه من بعده"، فبهذا التميّز والكاريزما التي تزداد وتزدان يوما عن يوم، نرى كيف أن سموه ينثر ورودا ودروسا لنا نحن جيل الشباب بشكل غير مباشر، حتى بات شباب الإمارات خاصة والشباب العربي عامة يؤمن بأن القادة لا يأمرون فقط، بل هم المعلمون الأهم والأكثر تأثيراً على المجتمع والوطن، وكلي ثقة بأنني مهما ذكرت عن سموه من مواقف إنسانية لشرح علاقة هذا الإنسان مع الشعب الإماراتي أو الخليجي أو حتى العربي فلن يسع المقال هذه المواقف .
ولكنني أستطيع في النهاية أن أقول: إن هذه العزيمة المليئة بالإرادة التي آمن بها الشيخ محمد بن زايد ومن قبله والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" هي التي جعلت من الصحراء جنة على ضفاف الخليج العربي يهذي بها العالم كله .
ومضة:
أتى الربيع
وتفتحت الأزهار
وأشرق الصباح على الإمارات
بطموح قادتها وهمّة شبابها
وأصبحت في مصافِ الدول المتقدمة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة