ما هي الهشاشة النفسية؟ يمكنك التغلب عليها في 5 خطوات فقط

يتساءل البعض حول ما هي الهشاشة النفسية؟ والفرق بينها وبين الحساسية النفسية، لنتعرف إلى أعراض الهشاشة النفسية والحساسية النفسية وكيف يمكن التغلب عليها.

إن كنت تسأل حول ما هي الهشاشة النفسية؟ فهي حالة نفسية يشعر فيها الفرد بضعف قدرته على التعامل مع ضغوط الحياة، وعدم قدرة الفرد على التغلب على المشاعر السلبية، الأمر الذي يحول بينه وبين ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية.

الفرق بين الهشاشة النفسية والحساسية النفسية

يتمثل الاختلاف بين الهشاشة والحساسية النفسية، كون الحساسية النفسية هي قدرة الفرد على الشعور بمشاعر الآخر، وفهمها بشكل عميق، كما قد يميل الفرد إلى مساعدة الآخر، والشعور بالتعاطف تجاه من حوله، بل والتأثر بمشاعر الغير سواء الإيجابية أو السلبية، والشخص ذو الحساسية النفسية قادر على تكوين علاقات عميقة مع الآخرين، ويكتسب الفرد هذه السمة إما بسبب تجاربه الشخصية، أو بسبب نشأته، أو لأسباب وراثية، ولا تعتبر الحساسية النفسية حالة مرضية.

في حين تعد الهشاشة النفسية حالة تتميز بضعف القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية وأي مشاعر سلبية، وفيها يشعر الفرد بصعوبة في التعبير عن المشاعر، وينتج عنها شعور بالإرهاق المستمر، والإصابة بأمراض مختلفة، وتغييرات في الشهية، فضلاً عن صعوبة في النوم، والميل إلى العزلة، والشعور بالقلق بصورة متكررة.

إليك: رياضة تخفف من أعراض الاكتئاب والقلق.. 10 فوائد تقلل من حدة الأعراض

ما هي أعراض الهشاشة النفسية؟

تعتبر الهشاشة النفسية هي عكس المرونة العقلية، وحسب موقع (Shepherd Express) فإن المرونة العقلية تعكس قدرة الفرد على الإنحناء وليس الانكسار في مواجهة أي تغيير أو تحدي، وتتطلب انفتاح الذهن، والتسامح مع الشعور بعدم اليقين؛ لذا لا يخاف من لديه مرونة عقلية من اعتماد تصرفات جديدة وطرق مختلفة في التفكير.

وعلى العكس، من لديه هشاشة نفسية، يجد صعوبة دائماً في الأفكار المختلفة أو المتغيرة، بل يعتمد العقلية الثابتة، والانغلاق على سلوكياته، وآرائه، وقناعاته الجامدة، ويجدوا في أي معارضة لأفكارهم معارضة لهم شخصياً، ويذكر موقع (Mental Help) بعض الأسباب التي تجعل الفرد هشاً، لعل أهمها ما يلي:

1. الاستعداد النفسي أو البيولوجي.
2. احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
3. المرور بعلاقة عاطفية صعبة.
4. التعرض للإساءة.
5. عدم تعلم مهارات التأقلم أو الثقة بالنفس.
6. صدمات الطفولة غير المعالجة.
7. النشأة أو التربية.

لذا في حالة كانت هذه الهشاشة تحول بينك وبين ممارسة حياتك اليومية بصورة بسيطة، وتُلحق الأذى بمن حولك، لا بد أن تراجع الطبيب المختص، واخضع للعلاج إما بالأدوية، أو بالعلاج السلوكي.

للمزيد: 8 تطبيقات للصحة النفسية تساعدك على إدارة القلق والاكتئاب

كيفية التغلب على الهشاشة النفسية

على الرغم من أن الهشاشة النفسية قد تكون سبباً لمعاناة صاحبها إلا أنها تجعل الفرد أكثر تعاطفاً وحساسية بمن حوله، وهذا الأمر لا يمكن تعميمه على الجميع. وحسب موقع (Psychology Today)، يمكن أن تحقق بعض المكاسب من خلال ممارسة بعض السلوكيات وتغيير بعض الأفكار، لعل أهمها ما يلي:

1. لا بد أن تتقبل الهشاشة العاطفية: اعترف بمشاعرك، واسمح لمن حولك أن يعبروا عن مشاعرهم أيضًاـ فلا تحاول أن ترفض هذه المشاعر، أو تجبر من حولك على تغيير ما يشعرون به.
2. حاول الفصل بين المزاج والسلوك: إن المزاج قد يحرك السلوك؛ لذا احرص على أن ترى مشاعرك منفصلة عن سلوكك، وفكر كيف تريد أن تتصرف، وكيف تريد أن يراك من حولك، وكيف تريد أن ترى نفسك بالمقام الأول.
3. عبر عن احتياجاتك: بدلاً من أن تغضب عبر عن غضبك في جمل واضحة، وعبر عن احتياجاتك بصورة سلسة، ولا تتردد في طلب المساعدة بدلاً من الشعور بالضعف أو الحرج حين تطلب المساعدة من الآخرين.
4. قدر الخطوات البطيئة: لا بد أن تستمر في الحركة نحو هدفك، فلا تقلل من الخطوات الصغيرة التي تتخذها خلال رحلة التعافي، فحدد هدفك للتغلب على الهشاشة النفسية، واستمر في التحرك باتجاهه ولو بخطوات بسيطة، ولكن لا تتوقف، فمن الطبيعي ان تمر بلحظات من الإحباط، لكن أرغم نفسك على الاستمرار.
5. استمر ولا تتوقف: في لحظات الإحباط أحرص على أن تقوم بالأشياء التي اعتدت أن تقوم بها، فمثلاً إن كنت تجري يومياً 10 مكالمات هاتفية، لا مانع من أن تُجري 2-3 مكالمات في اليوم، بدلاً من أن تتوقف نهائياً.

 نذكرك أن الهشاشة النفسية ليست مشكلة في ذاتها، لكن المشكلة فيما يترتب عليها من سلوكيات، فالجميع لديه نسبة من الهشاشة النفسية قد تزيد أو تقل حسب طبيعة كل شخص، لكن يظل الهدف هنا تخفيف تأثير هذه الهشاشة على الفرد، وليس تجنبها أو قمعها.