مسؤول سابق في البيت الأبيض: الإمارات لاعب عالمي في مسرح الأمن السيبراني
حذر مايكل دانيل، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ومنسق الأمن السيبراني في طاقم مجلس الأمن القومي الأمريكي، من إمكانية تكرار عطل "مايكروسوفت الأخير".
وقال: "كان لدى مايكروسوفت بعض العيوب التي سمحت بحدوث هذا العطل، وأعتقد أنه من الممكن حدوثه مرة أخرى".
وكشف دانيل، الذي يشغل حاليا منصب الرئيس والمدير التنفيذي لتحالف التهديد السيبراني، بولاية فرجينيا، خلال حوار خاص لـ"العيـن الإخبارية" من العاصمة الأمريكية واشنطن، عن الأسباب الطبيعية التي تجعل من دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة للغاية في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا الجديدة، قائلا: "الحكومة الإماراتية استثمرت في الأمن السيبراني بطريقة أدخلت مفاهيم جديدة في نشر التكنولوجيا".
ما رأيك في عُطل مايكروسوفت الأخير؟ هل تعتقد أن العالم تجاوزه وهل يمكن أن يتكرر مرة أخرى؟
لقد كان لدى مايكروسوفت بعض العيوب التي سمحت بحدوث الخلل الأخير، ومع ذلك، في الحقيقة هذا العطل كان يمكن أن يحدث عن طريق الصدفة، ومن ثم يمكن لشخص ما أن يجد طريقة للتسبب فيه عن قصد. وهذا بالتأكيد أمر مقلق للغاية.
أعتقد أنه من الممكن حدوثه مرة أخرى، وأعتقد أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه لا يمكن تكرار ذلك، وإذا كانت هناك حالة يمكن فيها لقطعة من البرمجيات التابعة لجهة خارجية أن تتسبب في انقطاع كبير، مثل فشل كارثي في نظام التشغيل، فلا يوجد سبب للاعتقاد بأنه لا يمكن أن يحدث هذا مرة أخرى.
وما هو أفضل حل لضمان عدم تكرار هذا العطل؟
برأيي، هناك مبادئ لدينا يمكن هندستها عند بناء نظام للأمن السيبراني، مثل مبدأ "التدهور التدريجي" أو الذي نشير إليه في عالم الأمن السيبراني بـ"graceful degradation" وهذا يعني أنه بدلا من الدخول في وضع فشل كامل، وتحطم النظام والحصول على شاشة الموت الزرقاء، كما حدث مع عطل مايكروسوفت الأخير، يمكن أن تسبب أعطال كهذه في فقدان بعض الوظائف أو القدرات، ولكن دون أن يتحطم النظام بالكامل.
وحاليا يتم استخدام هذه المفهوم في "تحالف التهديد السيبراني The CTA الذي أديره، ونحتاج إلى جلب هذا المفهوم إلى مزيد من هندسة البرمجيات وتطوير البرمجيات لدينا".
دعني أوضح لك، هذا في الواقع جزء من مفهوم أوسع للمرونة في عالم تكنولوجيا المعلومات. وإلى حد كبير، ما زلنا نتعامل مع حقيقة أن الأنظمة التي كانت حتى 20 عاما مضت كانت مهمة، لكنها لم تكن حاسمة للغاية لعمل جميع العمليات التجارية وكل ما نقوم به في حياتنا الاقتصادية والخاصة. ولكن الآن أصبحت كذلك، لذلك نحتاج إلى تغيير كيفية تفكيرنا في هذه الأنظمة إلى حد ما.
في رأيك، ما مدى أهمية التعاون الدولي في مواجهة تهديدات الأمن السيبراني حول العالم؟ وهل يمكنك تقديم مثال على التعاون الدولي الناجح في هذا المجال؟
أولا وقبل كل شيء، الإنترنت عالمي، لذا إذا كنت تريد التحدث عن كيفية تحسين أمان الإنترنت العالمي، فإنك تحتاج بالتعريف إلى العمل عبر الحدود الدولية لتحقيق ذلك. وفي الواقع، أعتقد أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل في القيام بذلك، لدينا الآن مكتب في وزارة الخارجية مخصص لهذه الموضوعات الرقمية، بما في ذلك الأمن السيبراني، وقد قمنا بتطوير ممارسات وسياسات حول كيفية تعاون الحكومات. لدينا أمور مثل المعايير الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة حول كيفية تصرف الدول في الفضاء السيبراني.
لدينا عمل مكثف يتم من خلال هيئات مختلفة، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي لديه شراكة ضد الجرائم السيبرانية التي تشمل العديد من البلدان والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والقطاع غير الربحي والمجتمع المدني.
وعلى الجانب الآخر، هناك العديد من الأمثلة التي تم فيها استخدام التعاون الدولي لملاحقة المجرمين السيبرانيين وإنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم سواء من خلال التعاون عبر اليوروبول أو الإنتربول أو غيرها من المنظمات الدولية للعمل معًا لتعطيل العمليات الإجرامية. لذا هناك تعاون دولي واسع النطاق في مجال الأمن السيبراني.
وحتى شركتي التي أديرها هي تحالف التهديد السيبراني، لدينا شركات أعضاء من 11 دولة مختلفة حول العالم. لذا في كل الطرق التي يمكن أن تفكر فيها، هناك تعاون دولي.
كما تعلم، فإن التعاون السيبراني بين الولايات المتحدة والإمارات هو نموذج فريد للتعاون الدولي في الأمن السيبراني، ومؤخرا تم توقيع اتفاق تاريخي بقيمة 1.5 مليار دولار بين Microsoft وشركة G42 الإماراتية. كيف ترى هذا التعاون بين البلدين وكيف يمكن أن يؤثر هذا التعاون في الأمن السيبراني وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على كلا البلدين والعالم؟
أعتقد أن الإمارات، بشكل خاص، هي رائدة في مجال الأمن السيبراني، إذا نظرت إلى الطريقة التي استثمرت بها الحكومة، وخاصة دبي وأبوظبي، في الأمن السيبراني لأمور مثل نظام النقل، وكيف أدخلت بعض هذه المفاهيم الجديدة في كيفية نشر التكنولوجيا.
لديكم في الإمارات قدرات بحثية رائعة في بعض الجامعات، لذا هناك الكثير من الإمكانات التقنية والمساهمات التي يمكن أن تقدمها دولة مثل الإمارات للعالم، خاصةً لأنك يمكن أن تختبر الأشياء بسرعة كبيرة في الإمارات.
لأن الإمارات صغيرة بما يكفي للتحرك بسرعة، ولكن في نفس الوقت يمكنها تشغيل الأشياء على نطاق كبير بما يكفي لإظهار أنها تعمل وتعمل على نطاق واسع. لذا فهي مكان رائع لاختبار بعض هذه التكنولوجيا الجديدة وطرق جديدة للتفكير في البنية التحتية الحرجة.
لذا أعتقد أن هناك بالتأكيد دورًا مهمًا على مسرح الأمن السيبراني العالمي للإمارات.
دعني أكشف لك، أن اثنان من زملائي في مجلس المستقبل العالمي للأمن السيبراني في المنتدى الاقتصادي العالمي هما من الإمارات، بما في ذلك رئيس مجلس الإدارة المشارك معي. وقد كانت تلك فرصة رائعة لي للتعرف على ما يحدث في الشرق الأوسط بشكل عام، ولكن بشكل خاص في الإمارات.
في تقديرك ما الذي نحتاج إليه لمواصلة طريق التعاون الدولي، للأمن السيبراني عالميا؟
بصراحة، نحتاج إلى مواصلة التفكير في كيفية نضجنا في التفكير حول المرونة، وكيفية حماية البنية التحتية الحرجة، وكيفية نشر هذه القدرات، بما في ذلك التقنيات الناشئة، الذكاء الاصطناعي بالتأكيد واحد منها. أعتقد أن كل هذا يشير إلى الحاجة إلى التعاون الدولي لأن الثقافات المختلفة، والدول المختلفة تتفاعل مع التكنولوجيا بطرق مختلفة، وللمواطنين توقعات مختلفة وطرق مختلفة للعمل. ونحتاج إلى هذه المنظورات.
لتنفيذ الأمن السيبراني بشكل جيد، نحتاج إلى مجموعة متنوعة من المنظورات من جميع أنحاء العالم لإعلام ما نقوم به.
وبالمثل، إذا كنت تريد بناء منتجات برمجية أفضل ونشرها، وجعلها تعمل في العديد من البلدان حول العالم، تحتاج إلى فهم كيفية عمل تلك الثقافات. وهذه الأنواع من التعاون، مثل التي ذكرتها، تساعد في توفير نافذة على ذلك وتساعد في بناء هذه العلاقات والفهم. وأعتقد أن هذا أمر حاسم لمستقبلنا إذا أردنا الاستمرار في الاستفادة من الإنترنت العالمي المتصل الذي لدينا.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز