كاتب فرنسي يشعل الجدل.. ملكات جمال كثيرات تعرضن للاعتداء الجنسي

أثار كتاب جديد صدر مطلع الأسبوع في فرنسا بعنوان "ميس فرانس: من الحلم إلى الواقع" جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والشعبية.

 السبب يعود إلى مقطع صغير لا يتجاوز أحد عشر سطرًا من أصل 492 صفحة، لكنه يكفي ليُشعل عاصفة من التساؤلات والانتقادات.

وفي هذا الكتاب، يكشف المؤلف الشاب هوبرت غيران عن شهادات خطيرة تتحدث عن تعرض بعض المتوجات بلقب مس فرنس لاعتداءات واغتصابات خلال فترة ولايتهن.

كاتب شاب… ومعجب قبل أن يكون مؤلفًا

هوبرت غيران، البالغ من العمر 27 عامًا، ليس صحفيًا استقصائيًا ولا محققًا، بل يصف نفسه أولًا بأنه "معجب" بمسابقة الجمال الشهيرة. شغفه بدأ في سن مبكرة جدًا، إذ كان في الثانية عشرة من عمره حين كتب رسالة إلى جنيفياف دو فونتني، السيدة الأسطورية التي ارتبط اسمها طويلًا بمسابقة مس فرنس، طالبًا منها صورة وتوقيعًا.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تجرأ الصغير على أن يطلب منها أن تتناول الغداء معه، مبررًا بأنه لا يملك المال ليدعوها. المفاجأة أن دو فونتني قبلت الدعوة، ولقاؤهما في مطعم "لي تروا أوبيو" قرب حديقة الأمراء في باريس تحوّل إلى بداية صداقة غير متوقعة.

مع مرور السنوات، تطورت العلاقة إلى تعاون مباشر: في سن الرابعة عشرة بدأ غيران يساعدها في إدارة حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت تفتقر للخبرة التقنية، فقدم لها دعمه بشكل تطوعي، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.

كتاب يروي تاريخ المسابقة… لكن بفصل صادم

العمل الذي أصدره غيران عبر دار نشر صغيرة مستقلة (Vérone) هو في الأساس كتاب يؤرخ لمراحل مسابقة مس فرنس منذ نشأتها وحتى اليوم، ويتتبع كواليسها وشخصياتها المؤثرة.

لكن الضجة لم تثرها فصول التاريخ الطويل، بل ثماني جُمل فقط من فصل واحد، حملت شهادات مجهولة المصدر تفيد بتعرض بعض الفائزات بلقب مس فرنس لاعتداءات جنسية، بما في ذلك حالات اغتصاب خلال فترة حمل اللقب.

نفي وتشكيك من بعض الملكات

سرعان ما خرجت بعض ملكات الجمال السابقات اللاتي ذكر غيران أسماءهن أو ألمح إلى تجاربهن، لتكذيب أقواله والتأكيد أنهن لم يلتقينه من قبل ولم يدلوا له بأي شهادة. هذا الموقف وضع المؤلف في قلب موجة من الانتقادات، حيث اتُّهم بعدم التدقيق في مصادره والاكتفاء بسرد شهادات منقولة أو غير مثبتة.

بين الشغف والجدل

ويعترف غيران نفسه أنه لم يقم بعمل استقصائي منهجي، بل كتب كتابه بدافع الحب للمسابقة والرغبة في نقل تاريخها إلى القراء. لكنه في الوقت نفسه فتح الباب أمام قضية حساسة: هل هناك بالفعل جانب مظلم في كواليس مس فرنس؟ وهل ستقود هذه الادعاءات إلى تحقيقات رسمية؟

وهوبرت غيران، الذي بدأ قصته كطفل معجب بملكة القبعات جنيفياف دو فونتني، وجد نفسه اليوم في قلب جدل وطني بفضل كتابه الذي يجمع بين التأريخ والفضيحة.

وبينما لا تزال ادعاءاته تفتقر إلى الأدلة القاطعة، فإنها سلطت الضوء على موضوع حساس طالما ظل مسكوتًا عنه في كواليس مسابقات الجمال: قضية التحرش والاعتداءات الجنسية التي قد يتعرض لها المشاركون في هذا النوع من المنافسات.