"اللهجة وقطع الرؤوس".. لماذا أطلق عليها خلية "البيتلز" الداعشية؟
بفيديوهات عمليات الخطف والذبح للرهائن، وتعذيب سجناء ومعتقلين، انتشرت خلية "البيتلز" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في عدد من الدول.
سنوات من الدمار والخراب والرعب، استطاعت خلية "البيتلز" التابعة للتنظيم الإرهابي أن تنتشر في العراق وسوريا عبر فيديوهات لذبح رهائن مدنيين من صحفيين أو غيرهم أو حتى قتلهم رميا بالرصاص.
وضم الفريق الإرهابي الذي كان إحدى أذرع تنظيم داعش الهادفة إلى بث روح الخوف والرعب بين الشعوب وخصوصا التي دمرت بلدانها هذه التنظيمات الإرهابية، 4 بريطانيين منهم من قتل ومنهم من تم اعتقاله سواء في بلاد الرافدين أو سوريا أو ليبيا وغيرها من البلدان التي انتشرت فيها هذه الشبكات الإرهابية.
اللهجة وقطع رؤوس
وأطلق على خلية "البيتلز" التابعة لتنظيم داعش الإرهابي من قبل سجناء ورهائن وذلك نظرا للهجة اللغة التي يتحدث بها عناصر هذه الخلية الأربعة البريطانيون، الذين خطفوا رهائن أمريكيين وأوروبيين ويابانيين في سوريا بين عامي 2012 و2015 تم تعذيبهم وقتلتهم، عبر قطع رؤوسهم.
وظهر أسلوب تعامل هذه الخلية مع الرهائن أو الضحايا عبر فيديوهات لعمليات الإعدام التي نفّذتها بحقّ رهائنها تم نشرها لأغراض دعائية من أهمها الترهيب والفزع.
وقبل أن يقتل بغارة جوية أمريكية في سوريا في نوفمبر /تشرين الثاني 2015، تزعّم خلية "البيتلز" محمد أموازي الذي لقّب بـ"الجهادي جون"، بالإضافة إلى عضوية كلا من ألكسندا كوتي، والشافعي الشيخ، آين ديفيس.
العناصر
في يناير/كانون الثاني 2018 اعتقلت القوات الكردية في شمال سوريا كلا من ألكسندا كوتي، والشافعي الشيخ العضوين في خلية الخطف "البيتلز" الإرهابية، وسلّمتهما إلى الجيش الأمريكي في العراق.
وبعد عملية الاعتقال لكوتي والشافعي، ظلا لسنوات يتمسكان ببراءتهما، رافضين الاعتراف بمساهمتها في قتل عشرات الرهائن، إلا أن تغييرا شهدته المحكمة الأمريكية في ولاية فرجينيا بالقرب من العاصمة واشنطن، حيث يحاكمان وتم الحكم عليهما بالسجن مدى الحياة.
وقضت محكمة فيدرالية أمريكية الجمعة 29 أبريل/نيسان 2022 بالسجن مدى الحياة على أحد أعضاء خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي تُعرف باسم "بيتلز".
وكان أليكساندا كوتي 38 عامًا المواطن البريطاني السابق قد أقرّ بالذنب في سبتمبر/ أيلول الماضي، معترفًا بمسؤوليته عن مقتل أربعة رهائن أمريكيين في سوريا فضلا عن خطف وتعذيب نحو 20 غربيًا.
ودين عضو آخر من الخلية نفسها في أبريل/نيسان الماضي، هو الشافعي الشيخ الذي اعتقلته القوات الكردية السورية مع كوتي في 2018، على أن تُحدّد عقوبته هذا الصيف.
وكان الرجلان حاضرَين في محكمة ألكسندريا، حيث تمكّن أقرباء ضحاياهما من الإدلاء بشهادتهم مرّة أخيرة.
وقالت البريطانية بيثاني هينز، ابنة أحد الضحايا، "خطفتم وعذّبتم وشاركتم في جرائم قتل أشخاص طيّبين وبريئين، وعليكم الآن التعايش مع ذلك طيلة حياتكم".
وأضافت ابنة ديفيد هينز الذي كان عاملًا في المجال الإنساني قبل أن يقتله العضو الثالث في الخلية محمد إموازي، "خسرتما كِلاكما!".
وهذه الخلية ضالعة في خطف عدة أشخاص غالبيتهم من الولايات المتحدة والدنمارك وفرنسا واليابان والنرويج وإسبانيا.
أما العضو الأخير في هذه الخلية الرباعية الإرهابية التابعة لداعش فيدعى آين ديفيس وهو مسجون في تركيا بتهمة الإرهاب.
التنسيق الدولي
وتعليقا على هذه الأسماء التي تطلقها الجماعات الإرهابية على نفسها، قال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري العقيد محمد نبيل، إن هذا هو أسلوب هذه الشبكات الإرهابية كنوع من الترويج لأفكارها وأنها تنشر في العديد من بلدان العالم.
وأضاف الخبير العسكري الاستراتيجي المصري، لـ" العين الإخبارية"، أن هذه الجماعات قد تطلق على نفسها هذه الأسماء على أساس مواقع تمركزها أو المناطق التي تنحدر منها أو القيادات التي تنتمي لها كزعيم أو أفراد تابعة لمناطق معينة مثل داعش في بلاد الرافدين أو داعش في بلاد المغرب العربي أو غيرها.
وأشار إلى أن التنسيق المستمر بين أجهزة المخابرات وخصوصا بين الدول الصديقة والشقيقة كمصر والدول العربية يساهم في ضبط هذه الجماعات الإرهابية وعناصر والقضاء على الإرهاب، مؤكدا أن الدراما العربية وخصوصا المصرية حاليا جسدت نموذج يحتذى به في هذا التنسيق.
وضرب الخبير العسكري الاستراتيجي المصري، مثلا بمسلسل يعرض حاليا "العائدون"، مشيرا إلى أن هذا المسلسل يعرض كيف ساهم التنسيق بين الدول العربية وبعضها البعض ساهم في انحدار الجماعات الإرهابية ووقف التمويل لها.