6 أسباب تجعل شعور أطفالك بالملل مفيدا
معظم الآباء يربون أبناءهم حاليا على الالتزام بجداول زمنية مليئة بالأنشطة، فضلا عن تشتيتهم بالأجهزة الرقمية.
نعيش حاليا في عصر يربي فيه معظم الآباء أبناءهم على الالتزام بجداول زمنية مليئة بالأنشطة، فضلا عن تشتيتهم بالأجهزة الرقمية أغلب الوقت بصورة مستمرة.
ويريد الخبراء من الآباء أن يربوا أطفالهم ليصبحوا بالغين أسوياء، ويمنحوهم وقتاً كافياً دون أي التزامات أو ارتباطات؛ دون تلفزيون أو باليه أو كرة قدم أو أي جهاز ذكي.
وحسب تقرير نشره موقع "نت دكتور" البريطاني، يقول الخبراء إن الأطفال يحتاجون إلى وقت للتخيل والإبداع والاستكشاف والتفكير. وإذا لم يتمكن الأطفال من اللعب بطريقتهم الخاصة، سيتم قمعهم في نظام متطلب يحتوي على الكثير من الأنشطة خارج نطاق المدرسة، وبالتالي تعريضهم إلى خطر عدم الوصول إلى إمكانياتهم القصوى.
وفي استطلاع رأي شارك فيه مركز أبحاث جالوب، توصل إلى أن أقل من واحد من بين 5 آباء بريطانيين (19%)، يتفقون بشدة على أنه من الجيد بالنسبة للأطفال أن يشعرون بالملل، ومن ثم سيحاولون الوصول بتفكيرهم إلى ما يمكنه إسعادهم من وقت لآخر.
ويعتبر شغل الأطفال طول الوقت هكذا أمرا مثيرا للقلق، حيث بدأت معدلات القلق المرضي والاكتئاب تزيد بشكل كبير بين صغار السن.
وفيما يلي أسباب تدفعك إلى جعل ابنك يشعر بالملل بدلا من ملء وقته وإجباره على الانشغال طول الوقت:
1- الملل يولد الإبداع
الملل يسمح لك بالتفكير ويجبرك على محاولة التوصل إلى أمور جديدة وفي النهاية يساعدك على تحقيق رغباتك. لكن في الوقت الحالي، الأسهل بالنسبة للأطفال تصفح الإنترنت عبر هواتفهم الذكية، للتخلص من الملل، وهو ما ينبغي ضحده تماما.
2- التعلم يأتي عندما يتم تركك وحدك
عندما يتم ترك الأطفال وحدهم ليلعبوا معا بحرية سيتعلمون التواصل والتعاون والإبداع والتفكير النقدي. وهذه هي المقومات التي يقول المعلمون إنها ضرورية للنجاح.
3- تقدير فوائد اللعب
توصل الباحثون إلى أنه بالرغم من فهم الآباء أن اللعب الذي يقوده الأطفال بأنفسهم يعزز الإبداع والقدرة على حل المشكلات، فإنهم يتجاهلون ربطه بمهارات أخرى تنتج عنه. وأظهرت الدراسات أن اللعب يعزز مرونة وثقة الأطفال بأنفسهم، علاوة على مهاراتهم المعرفية والاجتماعية، وما هو أكثر من ذلك.
4- طفل يشعر بالملل لا يعني أنك أب سيئ
عادة ما يسعى الآباء إلى شغل وقت أبنائهم قدر الإمكان بالرياضة والأنشطة التي يعتقدون أنها تمنحهم العديد من الفوائد. ويعتقد كثيرون منهم أن إبقاء الطفل منشغلا يجعله ناجحا في حياته. ولكن يرى الخبراء أن كفاءتك كأب أو أم ينبغي ألا تقاس بكم الأنشطة التي تشرك طفلك فيها، بل ترتبط بإعداد طفلك ليشعر براحة يتخللها عدم راحة بين كل وقت وآخر؛ من أجل إتاحة فرصة له للتوصل إلى مخرج منها.
5- الملل يؤدي إلى الشعور بالذات
مرحلة الطفولة تمهد إلى مرحلة البلوغ في بيئة آمنة وصحية. وعندما نرسم لأبنائنا كيفية قضاء وقتهم، تنمو عقولهم وأجسامهم دون أي شعور بالذات؛ لأنهم يكونون محرومين من أي وقت يسمح لهم بالتفكير وتطوير مهارات نقدية. لذلك اسمح لأطفالك ببناء مستقبلهم بطريقتهم.
6- امنح طفلك حياة مليئة باللعب
نفتقد في حياتنا الحالية أنواع اللعب بعد المدرسة، وفي منازل الأصدقاء، وفي الحدائق، حيث كنا ننعم بقدر أكبر من السعادة والحرية. ويوصي الخبراء بضرورة إعادة هذه الأنواع من اللعب لأبنائنا؛ لتشجعيهم على الاستكشاف والابتكار، ولذلك ينبغي أن نتراجع كآباء عن إبقاء تركيز الأبناء على حصد الجوائز والميداليات، والتركيز بدلا من ذلك على منحهم فرصة للعب الذي يجعلهم أكثر انفتاحا وإبداعا.