"الأوزون" ثقب في ضمير البشرية.. كيف نصلحه؟
ذاع صيت ثقب الأوزون إعلاميًا خلال العقود الماضية؛ فإلى أين انتهى مصيره الآن؟
تبدأ قصة طبقة الأوزون عندما لاحظه عالم الكيمياء الألماني «كريستيان فريدريش شونباين» في مختبره عام 1839، عندما كان يُجري بعض التجارب لاكتشاف مصادر الروائح المنبعثة في أثناء بعض العمليات الكيميائية. شارك كريستيان ما توّصل إليه مع مجموعة صغيرة من زملائه الباحثين، كما كان الحال في تلك الحقبة الزمنية، التي لم يكن متاحا لتفي فيها مشاركة الخبرات على نطاق واسع مثل يومنا هذا.
وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، كان العلماء قد وسعوا مفاهيمهم عن الإشعاع الكهرومغناطيسي والضوء، وتتبعوا الأطوال الموجية، وتأكدوا من وجوده، وفي أثناء العقد الثاني من القرن العشرين، استطاع اثنان من علماء الفيزياء الفرنسيين، وهما: «تشارلز فابري» و«هنري بويسون»، قياس سمك طبقة الأوزون، وحددوا موضعها في طبقة الستراتوسفير، واتضح أنها تعمل كدرع حماية قوي جدًا ضد الأشعة فوق البنفسجية.
وقفة عالمية
وفي عام 1985، بعدما هبط الإنسان على سطح القمر، تزامنًا مع التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، كشف فريق بريطاني عن ترقق طبقة الأوزون فوق محطة أبحاث هالي، الواقعة في القارة القطبية الجنوبية. وهذا يعني اختراق المزيد من الأشعة فوق البنفسجية للأرض، وما يترتب على ذلك من كوارث.
وهنا، اجتمع العالم في مدينة مونتريال في كندا، لمعالجة مشكلة تآكل طبقة الأوزون، وخرج إلى النور بروتوكول مونتريال، الذي هدف للتخلص التدريجي من المواد المستنفذة لطبقة الأوزون، وهي مواد كيميائية يزيد عددها عن 100 مادة. واعتُمد البروتوكول في يوم 16 سبتمبر / أيلول 1987. ويُعد هذا البروتوكول واحد من أهم إنجازات الأمم المتحدة؛ إذ وقعت كل دول العالم على هذه المعاهدة، في محاولة عالمية لحفظ أرضنا من الدمار.
التئام
وفي عام 2022، أشار تقرير عن «برنامج الأمم المتحدة للبيئة» (UNEP) إلى أنّ البشر قد نجحوا في التخلص من نسبة تصل إلى 99% من المواد الكيميائية المستنفذة لطبقة الأوزون، وهذا إنجاز رائع.
ومن المتوقع أنه إذا استمر البشر على تطبيق هذه السياسات التي تحظر المواد المستنفذة للأوزون فوق مناطق مختلفة من كوكب الأرض، ستستمر طبقة الأوزون في الالتئام، كالتالي:
- استعادة قيم غاز الأوزون فوق القطب الجنوبي بحلول العام 2066.
- وفوق القطب الشمالي، بحلول العام 2045.
- وبقية العالم بحلول عام 2040.
هل الاهتمام بثُقب الأوزون ضروري؟
الإجابة باختصار هي نعم، وربما يكون السبب الأبرز هو حمايتها لكوكب الأرض من الأشعة فوق البنفسجية. ولا يُدرك كثير من الناس أنّ هذه الأشعة مدمرة، تتسبب في العديد من الأمراض الخطيرة، منها: إعتام عدسة العين وسرطان الجلد والعديد من الأمراض الأخرى.
فضلًا عن أنها تدمر الموائل وتُتلف المحاصيل النباتات وتؤثر على الحيوانات والكائنات الدقيقة، كل هذا يعود بالسلب على النُظم البيئية، والسلاسل الغذائية، ما جعل الاهتمام بثقب الأوزون ضرورة، ينبغي إعطاؤه أولوية.