لماذا علينا الاهتمام بإعادة الحياة البرية؟
تواجه الحياة البرية العديد من الضغوطات في ظل التغيرات المناخية، وقد تتفاقم تلك الضغوطات إلى مدى يصعب السيطرة عليه.
قد تواجه 50% من الأنواع النباتية والحيوانية في العالم الانقراض بحلول نهاية القرن الحالي؛ نتيجة التغيرات المناخية، التي باتت مصدر تهديد لجميع سكان الأرض، بما في ذلك الحياة البرية، ما يؤثر على توازن النظام البيئي، وتظهر سلوكيات جديدة على الكائنات البرية.
صور تأثيرات المناخ
ويؤثر المناخ على الأنواع البرية بأشكال عديدة، من ضمنها:
فقدان الموائل
مع ارتفاع درجات الحرارة، تتأثر المناطق التي تقطنها الكائنات، والتي تُسمى بالموائل، وعادةً يصعب على الكائن الحصول على الغذاء والمياه الصالحة، وبمرور الوقت يصعب العيش فيها، وتموت الحيوانات في نهاية المطاف، أو تهاجر إلى أماكن أخرى.
الكوارث الطبيعية
اشتد تواتر الكوارث الطبيعية خلال السنوات الأخيرة عن أي فترة مضت، من ضمنها: الفيضانات، الجفاف، الأعاصير، وحرائق الغابات. وارتبط هذا التواتر بالتغيرات المناخية. وفي النهاية، تكون الخسائر فادحة في الحياة البرية، مثل: الكوالا والكنغر في استراليا التي تتضرر بسبب حرائق الغابات هناك.
صراع على الماء والغذاء
تؤثر التغيرات المناخية على جودة الماء والغذاء، سواء للإنسان أو الحيوان أو حتى النبات، ما يخلق حالة من الصراع على الغذاء والماء والموارد، وعادةً ما تكون الضحية هي الحيوانات البرية، على سبيل المثال، تفترس النمور بعض الحيوانات الأليفة أو التي يتغذى عليها الإنسان؛ فيضطر الإنسان لقتل النمور؛ لحماية غذائه، والنتيجة هي انخفاض أعداد النمور.
صحة الحيوان
قد تهاجر الحيوانات من بيئتها الأصلية إلى بيئة أخرى؛ بحثًا عن الغذاء وسبل العيش المناسبة، وتحمل معها أمراضًا لا تتحملها الحيوانات الأصلية في البيئة الجديدة.
الانقراض
وهو المحطة الأخيرة في معاناة الكائنات البرية؛ إذ ينتهي الحال بمعظم الأنواع النباتية أو الحيوانية المتضررة بفعل التغيرات المناخية إلى الانقراض، كما حصل في السابق.
لماذا علينا الاهتمام بالحياة البرية؟
حسنًا، هناك الكثير من الجوانب المرتبطة بصحة الحياة البرية، والتي تستدعي إعطاءها المزيد من الجهد، من ضمنها:
البيئة
تحافظ الحياة البرية على حفظ التوازن البيئي؛ فعند قتل الحيوانات آكلة اللحوم فهذا يزيد أعداد الحيوانات العاشبة، التي تحتاج إلى كميات أكبر من الغذاء، ما يؤثر على الغطاء النباتي ويحدث خلل.
الاقتصاد
تلعب الحياة البرية دورًا مهمًا في تنشيط الاقتصاد، فهناك العديد من المواد الغذائية والدوائية التي يحصل عليها الإنسان من الحياة البرية، وهذه المنتجات تُمثل قيمة اقتصادية كبيرة، وتساعد في زيادة الدخل القومي للبلاد.
العلم
تُستخدم بعض الأنواع كحقول تجارب في المجال العلمي، من أجل التحقق من مدى فعالية الأدوية والمنتجات قبل تقديمها للإنسان.
التنوع البيولوجي
التنوع البيولوجي هو الذي يحفظ الحياة على الأرض، وجزء كبير منه يتمثل في الحياة البرية، ما يعني أنّ الحفاظ على الحياة البرية يسهم بشكل ما في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
الزراعة
في كثير من الأحيان يستخدم العلماء الأنواع البرية الحيوانية أو النباتية؛ لإنتاج سلالات جديدة هجينة أفضل من السلالات الأصلية. ما يساعد في تعزيز الزراعة؛ فتُستخدم الحيوانات في أغراض مثل حرث التربة، وتكون الأنواع الهجينة أكثر فعالية، بينما يمكن للسلالات النباتية أن تكون أكثر مقاومة للأمراض وغنية بالمغذيات عن الأصلية.
من أجل المناخ
عند إعادة إدخال بعض الأنواع البرية إلى النظام البيئي مرة أخرى، فقد يساعد ذلك في إعادة التوازن للنظام، ما يعزز عملية إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتقل المخاطر المحتملة.
وأخيرا.. تُشكل الحياة البرية جزءًا أساسيًا من النظام البيئي، والحفاظ عليها مهمة أساسية على الإنسان الاهتمام بها، وإلا قد تتفاقم المشكلات المتعلقة بالتغيرات المناخية.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yNiA= جزيرة ام اند امز