الغابات تحت التهديد.. تأثيرات الحرائق على الإنسان والبيئة في «COP30»

من المعروف أنّ حرائق الغابات قد تتسبب في مشاكل تنفسية، لكن اتضح مؤخراً أنها تؤثر على الصحة النفسية؛ فما القصة؟
تدعم الغابات نحو 1.6 مليار إنسان بصورة مباشرة، وما زالت هناك الكثير من المجتمعات التي تعيش في الغابات حتى يومنا هذا. وهناك أيضًا بعض المجتمعات التي تعيش بالقرب وحول الغابات، ما يعني أنّ البشر قريبون جداً من التأثيرات السلبية لحرائق الغابات التي تفاقمت بسبب التغيرات المناخية، لحسن الحظ أنّ ملف الغابات من أبرز الملفات التي من المقرر مناقشتها خلال "مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثلاثين" (COP30)، والذي سينطلق في البرازيل خلال نوفمبر/تشرين الثاني للعام 2025.
وتُظهر الأبحاث يوماً بعد يوم عن آثار حرائق الغابات على النظام البيئي، بل إنّ الأمر قد يمتد إلى الصحة النفسية للإنسان. وهذا ما كشفت عنه دراسة حديثة منشورة في دورية "جاما نيتورك أوبن" (JAMA Network Open) في 4 أبريل/نيسان 2025.
مشكلة تنفسية
من المعروف أنّ دخان الغابات، يتسبب في العديد من المشكلات التنفسية؛ خاصة وأنّ الجسيمات الدقيقة الناتجة عن الحرائق مُهيجة للجهاز التنفسي، وقد تتسبب التركيزات المرتفعة منها في إصابة الإنسان بالسعال والبلغم وصعوبة التنفسي وانخفاض في وظائف الرئة والالتهاب الرئوي.
والصحة النفسية
وبينما ركزت الدراسات السابقة على الرابط بين الجهاز التنفسي وجسيمات دخان حرائق الغابات (PM2.5)؛ فقد أراد مؤلفو الدراسة التركيز على العلاقة بين جسيمات الدخان (PM2.5) والصحة النفسية. لذلك، حلل الباحثون بيانات حول مستويات (PM2.5) المرتبطة بحرائق الغابات وزيارات أقسام الطوارئ لحالات الصحة النفسية في كاليفورنيا بين شهري يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول للعام 2020؛ وخصصوا تلك الفترة تحديداً لأنها تغطي أشد موسم حرائق غابات مُسجل في ولاية كاليفورنيا.
تدهور!
وجد الباحثون أنه خلال فترة الدراسة، كانت هناك نحو 86588 زيارة لقسم الطوارئ للصحة النفسية، ولاحظوا الارتباط الواضح بين الزيادة في تركيزات جسيمات الدخان الدقيقة (PM2.5) في الهواء وزيادة الحالات في طوارئ أقسام الصحة النفسية بحالات مختلفة بما فيها: الاكتئاب، القلق، اضطرابات المزاج والانفعالات الأخرى. وأظهرت النساء النساء والشباب والأطفال وبعض الأفراد من أصول أفريقية وإسبانية زيادة واضحة في زيارات الصحة النفسية نتيجة التعرض لجسميات الدخان الدقيقة تلك.
يرى مؤلفو الدراسة أنّ هناك تفاوتات حسب العرق والجنس والعمر في الاستجابة النفسية لحرائق الغابات. لذلك يدعون إلى ضرورة حصول الجميع على رعاية الصحة النفسية خلال مواسم حرائق الغابات؛ خاصة الفئات المهمشة والضعيفة.