"فوز بطعم الكتب".. أوائل المشروع الوطني للقراءة يتحدثون لـ"العين الإخبارية"
لحظات من التوتر والقلق، عاشها 40 شخصا على منصة تتويج الفائزين في المشروع الوطني للقراءة، لكنها انتهت بفوز 3 أشخاص بـ3 ملايين جنيه.
تضم المسابقة 3 فئات، تجمع بين الطالب المثقف، لطلاب المدارس والمعاهد الأزهرية، وفئة القارئ الماسي، لطلاب الجامعات، وفئة المعلم المثقف، الخاصة بالمعلمين، وهناك فئة أخرى لكن الفائز بها ليس فردا، وإنما تخص المؤسسات التنويرية الخاصة بالمؤسسات المجتمعية.
وحاورت "العين الإخبارية" أصحاب المراكز الأولى في الفئات الثلاث، بعد فوزهم صباح اليوم الأحد، وتكريمهم من قبل الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، ونجلاء الشامسي رئيس مؤسسة البحث العلمي والأمين العام للمشروع الوطني للقراءة.
تقول أشرقت جمال، الفائزة بلقب الطالب المثقف، والحاصلة على المركز الأول، إنها كانت متوترة بشكل كبير وهي تجلس على منصة التتويج، ولم تتخيل أبدا أنها قد تحصل على المركز الأول، لكن مع نطق اسمها غمرتها فرحة كبيرة: "لم أكن أتخيل أن هذا سيحدث، لكنني سعيدة بهذا الفوز".
وتضيف أشرقت لـ"العين الإخبارية"، وهي تحمل كأس الفوز: "أحب القراءة في التاريخ والسياسة، وأحاول قدر الإمكان تثقيف نفسي في كل العلوم، وأحلم أن أكون مهندسة اتصالات وأجهزة حاسب آلي". قالتها طالبة الصف الثالث الثانوي، بينما كان أقاربها يتخطفونها لالتقاط صورة معها.
تشكر أشرقت أسرتها لمساعدتها في كل خطوات حياتها، كما تشكر معلميها في المدرسة.
وبينما وقفت والدتها جوارها، قالت لـ"العين الإخبارية"، إنها ترى في ابنتها نموذجا يستحق الافتخار به: "تحاول ابنتي تطوير نفسها في كل المجالات وتقرأ كثيرا وتحب الكتب، وما حدث اليوم تتويجا مستحقا لها".
كان الوضع مشابها بالنسبة إلى محمد طه، الذي فاز بلقب القارئ الماسي، متفوقا على المتقدمين من طلاب الجامعات، لكن لحظات التوتر مرت عليه مختلفة. فقد كانت ثقته في فوزه بالمركز الأول كبيرة، لكن كل شيء تغير حين جلس على المنصة لانتظار سماع مركزه ضمن الآخرين.
يقول طالب كلية الطب لـ"العين الإخبارية" إنه فرح بفوزه، وكان أول من التقى به بعد الفوز بالمركز الأول، صديقه أحمد خالد، الذي فاز بالمركز الثاني، وهنأه بالفوز: "قلت له لقد أخبرتك أنك ستفوز بهذه المسابقة معي، وسنحتفل معا وهو ما حدث".
يثمن الشاب تلك المسابقة، يراها فرصة جيدة للتذكير بأهمية الكتب والثقافة وعالم القراءة.
يميل محمد في قراءته للكتب الفلسفية، ويعتبرها ممتعة: "كان معي والدي ووالدتي اليوم، أعتقد أنهما لن ينسيا تفاصيل هذا اليوم أبدا".
على بعد خطوات من محمد، كان أحمد علوان، الحاصل على درجة الدكتوراة، في اللغة العربية، يحمل الكأس الخاص به، فقد فاز بالمركز الأول في فئة المعلم المثقف. قائلا لـ"العين الإخبارية"، إنه فخور بما قدم، وسعيد بأنه تفوق على الآخرين، ويعتبر الأمر شهادة له على ثقافته.
"لم تشغلني المسابقة كثيرا، في كل الأحوال أقرا كثيرا، لكنني هذه المرة كنت مضطرا إلى تلخيص ما أقرأ"، يحكي علوان لـ"العين الإخبارية"، مثمنا المسابقة والمشرفين عليها، ومتمنيا لها الاستمرار طويلا: "أقرأ كل ما يقع تحت يدي، لكنني أحب أكثر اللغة العربية والأدب العربي، كما أنني أعمل مدرسا لتلك اللغة العظيمة".
ويحاول الحاصل على الدكتوراة في اللغة العربية، أن يحبب أولاده في القراءة كما أحبها، ويعتبرها حياة أخرى تضاف إلى حياة الشخص: "أجد بعض المعاناة مع هذا الجيل، عالم التكنولوجيا أتاح لهم مغريات كثيرة، على عكس جيلي، كانت الكتب هي الرفاهية التي نملكها وما أجملها من رفاهية".
ويسعى المشروع لتحقيق استدامة معرفية لدى جميع فئات المجتمع، وتعزيز ريادة مصر الثقافية.
وتقدم للمشروع 3.5 مليون قارئ من طلاب المدارس والجامعات، يمثلون 11.5% من أعداد طلبة المدارس والمعاهد الأزهرية وطلبة الجامعات والمعلمين، بالإضافة إلى المعلمين والمؤسسات التنويرية، تنافسوا للحصول على الألقاب المختلفة.
وحصل صاحب المركز الأول على مليون جنيه، فيما يحصل باقي الفائزون على مبالغ مالية بالإضافة إلى زيارة أكبر مكتبة في العالم. ورصدت مؤسسة البحث العلمي 500 مليون جنيه خلال فترة المشروع.
حضر الاحتفال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم المصري، ونجلاء الشامسي رئيس مؤسسة البحث العلمي والأمين العام للمشروع الوطني للقراءة.
وقالت نجلاء: "هذا مزيج فريد من العلم والفنون، يجعل الفائزين حالة استثنائية، وهذا هو الاستثمار المضمون".
وأضافت خلال كلمتها اليوم، إن على الجميع أن يشدوا من أزر بعضهم البعض، لنجاح تلك الفكرة "وسنتنافس معا في محبة وطن عظيم هو مصر". ووجهت الشكر لوزارة التعليم العالي، والتربية والتعليم، ونقابة المعلمين، والأزهر الشريف، ووزارة الثقافة، والتضامن، والشباب والرياضة.
وقال دكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إنه فخور بالفائزين، والذين خاضوا أكثر من تصفية.
وروى شوقي بعض تفاصيل طفولته، حين كان يقرأ كتبا كثيرة، مثل أبناء جيله في الستينيات، قائلا: "هذا دور الأسرة، ومن جعلني أحب القراءة جدي ووالدي، وبالتالي فالأسرة عليها دور كبير في هذا الأمر".
واعتبر شوقي أن الفوز ليس في القيمة المادية، وإننا في قراءة الجميع للكتب: "وأقلهم قرأ ٣٠ كتابا على الأقل".