"أنقذوا كرة القدم".. العالم يتحد لعودة الدوريات
الأندية والمؤسسات الرياضية حول العالم تتحد من أجل استئناف منافسات كرة القدم خلال الموسم الحالي، بعدما توقفت مؤخرا بسبب فيروس كورونا
منذ توقف المنافسات الرياضية، ظهرت العديد من المحاولات التي تستهدف إعادة النشاط لما كان عليه قبل انتشار فيروس كورونا المستجد، لا سيما على مستوى كرة القدم التي تعد اللعبة الشعبية الأولى حول العالم.
المسابقات توقفت في معظم أنحاء العالم منذ مارس/آذار الماضي، بعدما تسبب الفيروس في إصابة العديد من لاعبي كرة القدم، وبعد نحو شهر ونصف من هذا التوقف، بدأت العديد من التكهنات تشير إلى إمكانية العودة.
التكهنات أحيطت بالعديد من المطالبات، من قبل القائمين على المسابقات والفرق الرياضية حول العالم، التي تؤكد ضرورة عودة اللعبة للاستئناف، وتحذر من خطورة التوقف الذي يضر بالجميع على المستويات الفنية والبدنية والمادية والنفسية.
أنقذوا كرة القدم
المناشدة الأقوى جاءت من قبل هانز يواخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند الألماني، الذي طالب بإنقاذ كرة القدم من خلال استئناف الدوري الألماني.
وقال فاتسكه لمحطة "سكاي تي في" الألمانية الأحد: "إذا لم نلعب في الأشهر القليلة المقبلة فإن البوندسليجا بأكملها ستتعرض للانحدار، وبعدها لن تصبح على الشكل نفسه الذي عرفناها به".
وأضاف "بالتأكيد أدرك أن الكثير من الجماهير تقول إنه لن تكون هناك أجواء داخل الملعب، وهذا الأمر سينقل عبر شاشات التلفاز، بالتأكيد هذا أمر واضح، ولكن المسألة تتعلق بإنقاذ كرة القدم".
الأمر نفسه طالب به فريتز كيلر، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي طالب الجماهير الرافضة لفكرة عودة المسابقة بالتراجع عن رفضها، لإنقاذ الأندية التي تعاني على المستوى المادي بسبب التوقف.
وجاء ذلك بالتزامن مع تصريحات كريستيان شايفرت، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني، التي أكد فيها إمكانية عودة المسابقة يوم 9 مايو/أيار المقبل، شريطة موافقة الحكومة الألمانية على هذا الأمر.
الروح المعنوية
الروح المعنوية من الأمور التي أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أهميتها في رفع قدرة الجهاز المناعي للإنسان، وهو ما لفت إليه كريس وايلدر، المدير الفني لفريق شيفيلد يونايتد، خلال تصريحاته التي طالب فيها بعودة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال وايلدر في تصريحات نشرتها إذاعة "توك سبورت" البريطانية: "لاعبو كرة القدم أقوياء، ولديهم القدرة على لعب مباراتين في الأسبوع، علينا أنّ نفعل ما نحتاج إليه عندما يكون الوقت مناسبا لاستعادة الموسم".
وأضاف: "الجميع يتحدث عن الحالة المعنوية، وأن الأمور ليست على ما يرام، ولكن أنا متأكد أن عودة كرة القدم وظهورها على التلفاز مرة أخرى سوف يساعد في رفع الحالة المعنوية لعدد هائل من الناس".
وفي السياق نفسه، طالب رودي هودجسون، المدير الفني لفريق كريستال بالاس، بعودة "البريمييرليج"، من أجل تحديد الفائز باللقب والهابطين والصاعدين.
وقال هودجسون في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للنادي: "الجميع متفق على أننا بحاجة لإنهاء الموسم".
وأوضح المدرب المخضرم: "لا نريد وسائل اصطناعية تحدد من الفائز بلقب الدوري، ومن يتأهل لدوري أبطال أوروبا، ومن يهبط ومن يصعد".
وتشير بعض التقارير إلى إمكانية عودة الدوري الإنجليزي الممتاز للاستئناف خلال شهر يونيو/حزيران المقبل، أو يوليو/تموز التالي على أقصى تقدير.
نأسف للجماهير
الجماهير تُعد العنصر الأبرز في كرة القدم، بل كما يقول الكثير من المدربين واللاعبين، هي العنصر التي تُلعب من أجله كرة القدم، غير أن هذا العنصر قد لا يكون حاضرا بعد العودة، خوفا من تفشي انتشار الفيروس مجددا.
مارشيلو ليبي، المدير الفني الأسبق للمنتخب الإيطالي، أكد في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس" الإيطالية ضرورة عودة الدوري الإيطالي خلال الفترة المقبلة، ولو كان ذلك بدون حضور الجماهير، لإنقاذ الأندية من أزمتها المادية.
وقال ليبي: "عندما يتم تجنب فيروس كورونا، أعتقد أنه يجب إنهاء الموسم، حتى لو كان خلف أبواب مغلقة بدون جمهور".
وأضاف: "ليس من الجيد اللعب بدون مشجعين، ولكن على الأقل يمكن مشاهدة المباريات على التلفزيون، يجب أن ينتهي الموسم على أرض الملعب".
واستدرك: "الوضع مستمر، والآن تظهر صعوبات اقتصادية كبيرة، خاصة بالنسبة لمجموعات معينة من الناس".
وكانت رابطة الدوري الإيطالي قد أعلنت، الأسبوع الماضي، موافقة جميع الأندية على استئناف المسابقة، مشيرة إلى انتظار قرار حكومي من أجل العودة.
الإلغاء ليس حلا
الدوري الهولندي شهد تجربة فريدة، بعدما أعلن الاتحاد المحلي، الأسبوع الماضي، إلغاء المسابقة بشكل نهائي، دون تحديد بطل أو الصاعدين والهابطين.
القرار لاقى اعتراضا كبيرا، لا سيما من قبل نادي أوتريخت الهولندي الذي اعتبر أن هذا اليوم الذي صدر فيه القرار يوم مظلم في تاريخ كرة القدم.
وقال ثيس فان إس، رئيس النادي، في تصريحات صحفية: "هذا يوم مظلم لكرة القدم، قرار الاتحاد الهولندي يفتقد للشفافية والموضوعية".
ويعتزم النادي الهولندي التقدم بدعوى قضائية من أجل استكمال المسابقة خلال الفترة المقبلة.
الدوري الهولندي سار بذلك على غرار الدوري البلجيكي، الذي أعلن في وقت سابق إلغاء المسابقة، وتتويج المتصدر كلوب بروج بطلا لها، قبل أن يجمد القرار.
وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد منح الروابط والاتحادات المحلية رخصة إلغاء المسابقات، شريطة وجود عائق قوي يحول دون استئنافها، مع تحديد المتأهلين إلى البطولات القارية على أساس قاعدة الجدارة الرياضية.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg
جزيرة ام اند امز