مونديال 1958.. حقيقة بطولة لم تلعب ومؤامرة من صنع الإعلام
قبل أيام من انطلاق كأس العالم 2002، فجّر فيلم وثائقي سويدي مفاجأة كبرى، بالكشف عن تزييف كل ما يعرفه العالم عن نسخة 1958 المونديالية.
الفيلم حمل اسم "مؤامرة 58" وتبلغ مدته 28 دقيقة فقط، وهو من إخراج السويدي يوهان لوفشتاد، وقدّم أدلة وبراهين على عدم لعب النسخة السابعة من المونديال في بلاده، وأنها كانت مجرد عمل درامي تم إنتاجه في ستوديوهات هوليوود الأمريكية.
مؤامرة من صنع الإعلام
لوفشتاد استعان بعدد من المشاهير لإثبات نظريته، منهم المؤرخ ياكوب دي فايرن، الذي عمل سابقا في أرشيف السويد الوطني، والذي أكد حصوله على وثائق تؤكد أن المونديال أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وليس في الدولة الاسكندنافية.
أبرز تلك الأدلة كان وجود بعض المباني خلف أحد الملاعب الـ12 التي احتضنت البطولة، حيث أكد المؤرخ السويدي أنها لم تكن موجودة في السويد، بل في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
كذلك فإن طول ظل اللاعبين لا يتناسب مع زاوية الشمس في السويد أثناء فصل الصيف، ويتوافق أكثر مع نظيره في الغرب الأمريكي، حسب ما ورد في الفيلم.
نظرية صناع الفيلم استندت على دليل ثاني، هو أن الإمكانيات الإنشائية واللوجستية في أوروبا في ذلك الوقت، بعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، لم تكن تسمح بإقامة حدث كبير مثل تنظيم كأس العالم الذي شارك فيه 16 منتخبا من 3 قارات مختلفة، وأن أمريكا كانت أكثر استعدادا لاستضافة الحدث.
ولمَ كل هذا؟
حسب ما جاء في الفيلم الوثائقي، فإن أمريكا استضافت البطولة وحاولت إقناع العالم بأنها لُعبت في السويد، من أجل تجربة سلاح "البروباجاندا الإعلامية"، ودراسة كيف يؤثر التليفزيون على عقول الناس، لدرجة إيهامهم بإقامة حدث كبير مثل كأس العالم في دولة أخرى.
والسبب في تلك التجربة بحسب الفيلم، هو دخول الولايات المتحدة في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، وتجربة طرق وأسلحة جديدة في تلك الحرب.
الفيلم أثار استياء الجماهير السويدية، خاصة التي حضرت مباريات البطولة في ملاعب بلادها، وكذلك عدد من النجوم الذين شاركوا في تلك النسخة، وعلى رأسهم كورت هامرين الذي سجل هدفا في فوز أصحاب الأرض 3-1 على ألمانيا الغربية في نصف النهائي.
أين الحقيقة؟
في نهاية الفيلم، تم الكشف عن أن كل ما جاء فيه ليس حقيقيا، وأن البطولة أقيمت بالفعل في السويد وليس الولايات المتحدة، وجاءت فكرته بعدما دخل لوفشتاد في نقاش مع أصدقائه حول صحة إحدى الوقائع التاريخية، وهل حدثت بالفعل أم لا، وما يثبت وقوعها من عدمه.
وسعى لوفشتاد لإثبات قدرة وسائل الإعلام، لاسيما المرئية، على قلب الحقائق أحيانا، والتلاعب بعقول المتابعين ونفي الأحداث رغم وجود شهود أحياء على وقوعها.
الطريف في الأمر، أنه على الرغم من توضيح عدم صحة ما جاء في الفيلم، والهدف الذي تم إنتاجه بسببه، إلا أن هناك بعض الأشخاص حتى الآن يصدقون النظرية التي طرحها، ويعتقدون أن البطولة لم تلعب في السويد.
الجدير بالذكر أن كأس العالم 1958 كان ثاني نسخة من المونديال يتم بث مبارياتها عبر شاشات التليفزيون، بعد النسخة السابقة (1954) في سويسرا.
وفاز منتخب البرازيل بكأس العالم 1958 ليحقق اللقب الأول في تاريخه بالبطولة، بعد الفوز على السويد (5-2) في النهائي.