النباتي ينتصر في كأس العالم للحلويات
جابرييل باياسون، مؤسس المسابقة يقول: "أضفنا العسل لأن النحل حارس البيئة وهو معرّض للخطر في ظلّ انتشار المبيدات"
تضمنت دورة عام 2019 من كأس العالم لصنع الحلويات التي فازت ماليزيا بها فقرة كان المطلوب فيها إعداد حلوى من مكونات مصدرها نباتي صرف؛ ما حمل المشاركين على مزيد من التفنّن.
وبمناسبة النسخة الثلاثين من هذه المسابقة الدولية العريقة في مجال فنّ الطهي التي تنظّم كلّ سنتين في مدينة ليون الفرنسية، طُلب من المتنافسين في المرحلة النهائية الآتين من 21 بلدا إعداد مجموعة من أنواع الحلوى خلال 10 ساعات.
وشملت الحلويات طبقا بالشوكولاتة والعسل وآخر مع مثلّجات بالفواكه وقالب حلوى من دون أي مادة حيوانية المصدر، فضلا عن 3 منحوتات من الشوكولاتة والسكر والمثلّجات.
وقال جابرييل باياسون، مؤسس هذه المسابقة: "أضفنا العسل؛ لأن النحل حارس البيئة وهو معرّض للخطر في ظلّ انتشار المبيدات؛ فإذا ما توقّف التلقيح، لن يبقى لنا الكثير لنأكله".
وأردف: "في عام 1989، كان صنع الحلويات من فنون الطبخ المهملة، فقد ذاع صيت جاستون لونوتر، لكننا لم نسمع بكثيرين مشهورين من بعده"، غير أن الصحافة والبرامج التلفزيونية أسهمت في تغيير النظرة إلى القطاع الذي يسعى إلى مواكبة العصر، حتى لو كان ذلك لا يحلو لبعض أوساط الزراعة والصناعة.
وبقيت الآراء متباينة بشأن الفقرة الخاصة بصنع حلوى من مكونات مصدرها نباتي صرف، وقال فيليب ريجولو، صانع الحلوى في أنسي في جبال الألب الفرنسية: "لا أعرف كيف أفسّر ذلك، لكن الزبدة والكريمة وغيرهما من المواد الدسمة ترفع المعنويات".
وذكر إتيين لورواي رئيس لجنة التحكيم وحامل اللقب في دورة عام 2017 أن "مفهوم الحلوى بالنسبة لي يتمحور على قائمة الحلويات التقليدية المطعّمة بالزبدة والكريمة"، غير أن هذا التحدّي، على صعوبته، دفع المشاركين إلى البحث عن أفكار وأساليب جديدة بعيدا عن القوالب النمطية.
وما من شيء في الظاهر يسمح بالتمييز بين هذه الحلويات المكونة من مصادر نباتية صرف وتلك التقليدية، وهي تأتي خصوصا على شكل أطباق غنية بالفواكه والمثلّجات المصنوعة من حليب الصويا واللوز والجوز "للتعويض عن غياب البيض والمواد الدسمة"، بحسب ما أوضح لودوفيك ميرسييه، صانع الحلوى في جنيف، وقدّم الفريق البريطاني مثلا حلوى بيضاء القشرة محشوة بالمثلّجات بنكهة التوت، وأتى المصريون بحلوى فرنسية.
ولم يخفِ صانعو الحلوى المصاعب التي واجهتهم في إعداد هذا النوع من الحلويات، وأخبر لودوفيك ميرسييه أنه صنع 30 قالب حلوى بمكونات مصدرها نباتي صرف من أصل ألف في موسم عيد الميلاد، مقرا بأن هذه السوق لا تزال محصورة بحفنة من الزبائن.
وفي المحلات، من الصعب التخلي عن الكريمة والجيلاتين للقوالب المعروضة في الواجهات، بحسب باتريك شوفالو من فال ديزير في الألب الفرنسية، وفي ظلّ الطلب المتزايد، بات كثيرون يقدّمون حلويات بنسبة أقلّ من السكر لكن تلك المصنوعة من مكونات نباتية صرف لا تلقى بعد رواجا كبيرا.
وأقرّ جميع المشاركين بأن هذه التجربة عادت عليهم بالنفع، خصوصا أن هذه المكونات تستخدم في آسيا منذ زمن طويل واعتاد المستهلكون على طعمها، وفاز بالفعل بلد آسيوي بالمسابقة هو ماليزيا، التي تقدّمت على اليابان في المركز الثاني وإيطاليا في المركز الثالث، وتبقى فرنسا صاحبة أكبر عدد من الألقاب في هذه المسابقة العالمية.
aXA6IDE4LjIyMi45Ni4xMzUg جزيرة ام اند امز