"القمة العالمية للصناعة" تسلط الضوء على إمكانيات أفريقيا غير المستغلة
القمة العالمية للصناعة والتصنيع تنظم جولة ترويجية بمدينة بريتوريا يومي 10-11 ديسمبر لبحث الإمكانات الصناعية غير المستغلة
نظمت "القمة العالمية للصناعة والتصنيع" المبادرة المشتركة بين دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" جولة ترويجية جديدة بمدينة بريتوريا يومي 10 و11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لبحث الإمكانات الصناعية غير المستغلة التي تتمتع بها دول جنوب أفريقيا وتأثيراتها المحتملة على سلاسل القيمة العالمية ودورها في صياغة مستقبل القطاع الصناعي.
- القمة العالمية للصناعة والتصنيع.. الإمارات تتفقد أسواق المكسيك
- اليونيدو تعتمد "إعلان أبوظبي".. إطلاق أول تحالف عالمي للقطاع الخاص
وسلطت الجولة الضوء على التأثير المحتمل للثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي على سلاسل القيمة في جنوب القارة الأفريقية وناقشت الدور الذي يلعبه نشر المعرفة وتطبيق أفضل الممارسات في تطوير القطاع الصناعي، ودفع عجلة التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.
وتنظم القمة جولات ترويجية في أبرز المدن والأسواق الناشئة في القطاع الصناعي حول العالم، وذلك ضمن برنامج خاص بالجولات الترويجية الدولية ينظم بالتعاون مع الشركاء المحليين والإقليميين بهدف تحديد التوجهات والفرص والتحديات المحتملة والمتعلقة بتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
شارك في الفعالية ممثلون عن الشركات الصناعية بدول جنوب أفريقيا، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة وجمعيات رجال الأعمال وممثلو الحكومات الإفريقية والأوساط الأكاديمية ومنظمات الأمم المتحدة، الذين شاركوا في سلسلة الجلسات التي ركزت على تعزيز التعاون التجاري الإقليمي من خلال تطوير سلاسل القيمة والقطاع الصناعي في أفريقيا.
ووفقا لتقرير مجموعة البنك الأفريقي للتنمية حول التوقعات الاقتصادية لمنطقة جنوب أفريقيا في العام 2019، تمكنت دول منطقة جنوب أفريقيا من تحقيق العديد من الإنجازات الهادفة إلى تعزيز التكامل والتعاون الإقليمي.
وأشار التقرير إلى أن تعزيز وتقوية سلاسل القيمة الإقليمية يسهم وبشكل كبير في تطوير قاعدة صناعية متكاملة تعزز القيمة المضافة والقدرة التنافسية للصادرات.
وتكشف المشاركة المنخفضة نسبيا لدول جنوب أفريقيا في سلاسل القيمة إلى نقص في استغلال الإمكانات التي تتمتع بها ما ينجم عنه انخفاض في حجم استثمارات القطاع الخاص، وبالتالي تباطؤ النمو في القطاع الصناعي.
وحددت إحدى الدراسات الصادرة مؤخرا والمتخصصة في تدقيق السياسات المتعلقة بالقطاع الصناعي في منطقة جنوب أفريقيا مجموعة من المجالات التي تتمتع بفرص استثمارية هائلة، وتتضمن زراعة الفواكه والقطن واستخراج الفحم والذهب والألماس والنحاس والنفط والحديد والبلاتين، والغاز الطبيعي، والمنتجات البحرية.
وناقشت الجولة الترويجية في منطقة جنوب أفريقيا بعض أبرز التحديات المتعلقة بتأثير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على مجموعات سلسلة القيمة ذات الأولوية التي تعيق مشاركة دول المنطقة في الإنتاج والتجارة.
وقالت إلسي مينتجيس، رئيس المستشارين الفنيين لدى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية " ليونيدو" في الكلمة التي ألقتها في إحدى جلسات النقاش: "توفر الثورة الصناعية الرابعة فرصا هائلة للقطاعين العام والخاص للتواصل والمشاركة في سلاسل القيمة المحلية والعالمية".
وساهمت الجولة الترويجية للقمة في منطقة جنوب أفريقيا في تحديد الفرص التي ستسهم في تطوير المشاريع الوطنية والإقليمية التي يمكن أن تدفع عجلة التحول الصناعي.
وناقشت الدور الذي يمكن للقطاع العام القيام به لتسهيل الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي والسياسات الداعمة للتكامل الاقتصادي الإقليمي.
وركزت النقاشات أيضا على ضرورة إشراك القطاع الخاص في بناء سلاسل القيمة، تنفيذا لإعلان أبوظبي، الذي تبنته الدول الأعضاء في منظمة "اليونيدو" خلال المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" الذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في أبوظبي.
ويمكن لإعلان أبوظبي أن يشكل دفعة قوية للمناطق النامية مثل جنوب القارة الأفريقية كونه يدعو إلى تحالف عالمي للقطاع الخاص يعمل وفق رؤية مشتركة لتحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة والمساهمة في نشر الازدهار العالمي.
ويلعب القطاع الخاص دورا كبيرا في تحقيق التكامل الإقليمي المستدام، خاصة مع تنامي حصته في الناتج المحلي الإجمالي لغالبية الدول بنسبة تزيد على 70% حسب تقرير مجموعة البنك الأفريقي للتنمية حول التوقعات الاقتصادية لأفريقيا الجنوبية.. ويعد القطاع الخاص محركا أساسيا للتكامل الإقليمي مع توفر الدعم الحكومي المناسب.
وقال نمير حوراني، المدير الإداري للجنة التنظيمية لقمة العالمية للصناعة والتصنيع: "تشهد منطقة جنوب أفريقيا تغيرات كبيرة في اقتصاداتها ويشكل تطوير الإمكانات الصناعية أداة هامة في تحقيق الاستدامة في المنطقة".