اليوم العالمي للترجمة 2024.. كيف فتح المترجمون العرب آفاقا لرؤية العالم؟
في زمنٍ تتداخل فيه الثقافات وتتشابك، تبرز الترجمة كأداة حيوية لنقل المعرفة والفنون بين الشعوب.
تعد الترجمة من أكثر المجالات تأثيرا في بناء جسور التواصل بين الأمم، حيث يسهم المترجمون في إغناء المكتبات العالمية بترجمات متنوعة تشمل الأدب، العلوم، والفنون.
وفي اليوم العالمي للترجمة 2024، نسلط الضوء على عدد من المترجمين العرب الذين تركوا بصمات واضحة في هذا المجال.
أنيس عبيد.. رائد ترجمة الأفلام إلى العربية
يُعتبر أنيس عبيد من الأسماء البارزة في عالم الترجمة السينمائية، إذ كان أول من أدخل الأفلام الأجنبية إلى الجمهور المصري.
وُلد عام 1909، وحصل على بكالوريوس الهندسة، ولكنه اتجه إلى ترجمة الأفلام الطويلة، وكان من أوائل أعماله ترجمة فيلم "روميو وجولييت"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا.
ورغم الصعوبات التي واجهها في البداية بسبب استخدامه أدوات بدائية، تمكن عبيد من إحداث ثورة في عالم ترجمة الأفلام في مصر.
وتوفي عام 1988، تاركًا وراءه إرثا كبيرا في هذا المجال.
أبوبكر يوسف.. الجسر بين الأدب الروسي والعربي
يُعد أبوبكر يوسف واحدا من أبرز المترجمين الذين أسهموا في تعريف العالم العربي بالأدب الروسي.
قضى سنوات عديدة في العمل بدار التقدم السوفياتية للنشر، حيث قام بترجمة العديد من الروائع الأدبية الروسية، بما في ذلك أعمال بوشكين وغوغول.
وتعتبر ترجمته لقصائد الشعر الروسي من أهم إسهاماته، حيث صدرت له مجموعات شعرية تُبرز جمال اللغة الروسية.
بفضل جهوده حصل على العضوية الشرفية من اتحاد أدباء روسيا، ليصبح بذلك أول عربي ينال هذا الشرف.
سامي الدروبي.. عملاق الأدب الكلاسيكي
المترجم السوري سامي الدروبي، الذي وُلد في عام 1921 بمدينة حمص، أسهم بشكل كبير في تقديم الأدب الكلاسيكي الروسي إلى القراء العرب.
ترجم الأعمال الكاملة لدستويفسكي، وأصبح مرجعا مهما في هذا المجال. كما شملت ترجماته أعمالًا أخرى متنوعة مثل كتاب "الضحك" لهنري برجسون و"معذبو الأرض" لفرانز فانون.
بجانب عمله الأكاديمي في كلية التربية بدمشق، كان أيضا سفيرا للجمهورية المتحدة في البرازيل خلال الوحدة بين مصر وسوريا، مما أضاف بعدا جديدا لتجاربه الثقافية.
أحمد الصمعي.. نقل الأدب الإيطالي للعالم العربي
أحمد الصمعي هو مترجم عراقي بارز، عُرف بترجمته لرواية "اسم الوردة" التي حققت شهرة واسعة وترجمت إلى 47 لغة.
وُلد في العراق، ويعمل أستاذا للغة الإيطالية، وقد نجح في نقل العديد من النصوص الإيطالية إلى العربية، بما في ذلك "الحكايات الشعبية" لإيتالو كالفينو، أسهمت ترجماته في تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافتين العربية والإيطالية، مما يجعله واحدا من أبرز المترجمين في العالم العربي.
تأثير المترجمين في تشكيل المشهد الأدبي والثقافي العربي لا يغفله أحد، حيث تُعتبر ترجماتهم نافذة تفتح الأفق على عوالم جديدة وتسهم في تعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة، في اليوم العالمي للترجمة نحتفل بهم وبجهودهم القيمة التي جعلت العالم أكثر ترابطا.