قمة الحكومات 2025...دعم إماراتي للإبداع والابتكار لمستقبل أفضل للبشرية
![مبادرات إماراتية ملهمة لدعم الابتكار والإبداع تتوج في قمة الحكومات](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/214-132648-worldgovernmentssummit-uae-support-creativity_700x400.jpg)
"دولة الإمارات حريصة على تعزيز دورها الفاعل في دعم التعاون الدولي لخدمة الأهداف التنموية لمختلف المجتمعات في العالم" كلمات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال ترحيبه بضيوف دولة الإمارات المشاركين في القمة العالمية للحكومات 2025.
وتعقد القمة في دبي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، خلال الفترة من 11-13 فبراير/ شباط الجاري.
كلمات تحمل رسالة إماراتية هامة للعالم وهي أنها أخذت على عاتقها العمل على تعزيز التعاون الدولي لخدمة الأهداف التنموية وذلك " انطلاقاً من إيمانها الثابت بأن ازدهار العالم وضمان تقدمه يكون من خلال توحده على رؤى مشتركة من أجل السلام والاستقرار والتنمية المتوازنة للجميع."
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن القمة تعقد " في وقت أصبحت فيه البشرية بأمس الحاجة إلى تكاتف الجهود وتكاملها لمواجهة التحديات الكبرى التي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال جهود عالمية مشتركة".
وشدد رئيس دولة الإمارات، على أنه "في ظل ترابط العالم فإنه لا أحد سيكون بمنأى عن التأثر بالتحولات التاريخية التي يشهدها ما يتطلب تنسيق الرؤى والجهود المشتركة لاستثمار هذه التحولات في تحقيق تنمية مستدامة ومتساوية للجميع".
كلمات مهمة تدعو إلى تنسيق الجهود وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المختلفة التي يواجهها العالم أجمع وتحقيق تنمية مستدامة ومتساوية للجميع.
وتعد القمة العالمية للحكومات إحدى أبرز آليات الإمارات لتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة، لتحقيق هدفها في "بناء مستقبل أفضل للبشرية" عبر استشراف مستقبل الحكومات، من خلال استكشاف احتياجات الجيل القادم منها، وتوجيه الاهتمام نحو سبل تسخير الابتكار والتكنولوجيا لمعالجة التحديات العالمية الملحّة التي تواجه البشرية.
ومع الانتقال نحو عصر الابتكار التكنولوجي الجديد والتغييرات المجتمعية، تصبح التنمية التي تركز على بناء قدرات الأفراد وقادة المستقبل وتعزيز كفاءة الحكومات أولوية رئيسية ينبغي العمل على تحقيقها، وخصوصاً أن العالم يشهد تحولات متسارعة، تحتم على الجميع تمكين الأفراد وبناء قدراتهم المرنة والتشجيع على الابتكار والإبداع وتحقيق الازدهار بما يضمن بناء مستقبل أفضل لمجتمعاتنا.
قادة الغد.. والإبداع
ضمن هذا التوجه، وفي إطار حشدها الجهود الدولية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ورسم خريطة الطريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة على مستوى العالم عبر القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها سنويا، يأتي اهتمام القمة بالتشجيع على الإبداع ودعم قادة الغد مهيمنا على العديد من جلسات القمة الخاصة بمحور " مستقبل البشرية وتطوير القدرات "، الذي يعد أحد المحاور الأساسية الـ6 التي تشكل أجندة القمة.
ومع تحول القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها الإمارات سنويا إلى منصة عالمية رائدة تجمع تحت مظلتها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في مختلف المجالات، وتزايد الثقة الدولية المتزايدة بدور القمة المهم في استشراف مستقبل أفضل للبشرية.
آثرت الإمارات توظيف هذا الحشد، وتلك الثقة بتعزيز التعاون الدولي لرسم خارطة طريق لتحقيق تلك الأهداف عبر أكثر من جلسة تحمل عناوين من قبيل:
- قيادات المستقبل.. إعادة تشكيل كفاءة الحكومة وسياساتها.
- المسارات الحكومية الثلاثة لتشكيل قادة الغد
- القيادة المترابطة.. ما الذي يحددها؟
- اقتصاد الشبكات الاجتماعية والوجه الجديد للقيادة.
- قوة الإبداع العابر للحدود.
- رعاية مواهب تنافسية للمستقبل.
- كيف يمكن للمبدعين قيادة مستقبل الاقتصاد؟
أيضا تعقد العديد من المنتديات ضمن القمة تحت هذا الإطار من قبيل:
-ما وراء الكواليس.. صياغة السياسات لاقتصاد المبدعين.
-المجتمع.. القوة الدافعة لإبداع المحتوى الجديد.
-الإبداع في الإدارة الحكومية.. الاحتفاء بالممارسات الناجحة.
- دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تعزيز الابتكار في البنية التحتية الاجتماعية.
-وضمن اجتماعات الطاولة المستديرة يعقد اجتماع رفيع المستوى لمناقشة مهارات المستقبل.
-أيضا تقدم الدورة الحالية من القمة عدة جوائز عالمية، تقديراً لوزراء الحكومات وممثلي القطاع الخاص والمبتكرين والمبدعين لإسهاماتهم الاستثنائية في بناء مجتمع أفضل للبشرية وتشمل جائزة أفضل وزير في العالم، وجائزة ابتكارات الحكومات الخلاقة، والجائزة العالمية لأفضل التطبيقات الحكومية، وجائزة التميز الحكومي العالمي، وجائزة أفضل معلم في العالم .
القيادات العربية الشابة
أيضا ضمن اهتمامها بالقيادات العربية الشابة، تشهد القمة أكثر من فعالية من بينها :الاجتماع العربي للقيادات الشابة، ومنتدى القيادات العربية الشابة، وذلك بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين والخبراء ومستشرفي المستقبل وصنّاع القرار وقادة الفكر وعدد من المنظمات الدولية
ويعتبر الاجتماع العربي للقيادات الشابة منصة عمل مشتركة تجمع صناع القرار والشباب ضمن حوار سنوي لتعزيز مشاركة الشباب الكاملة.
ويدعم الاجتماع تعزيز مساهمات الشباب وتقريب وجهات النظر بين مختلف الشركاء في قطاع العمل الشبابي، سواء في مراحل الإعداد والتخطيط، أو التصميم والتنفيذ أو الحضور والمشاركة، ويأتي الاجتماع بالتعاون مع شركاء مركز الشباب العربي في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص على المستويين المحلي والإقليمي ممن اختاروا نموذج الاستثمار في طاقة الشباب منهجاً لمبادراتهم ومشاريعهم وأسلوباً لعملهم.
كما يعتبر "منتدى القيادات العربية الشابة" منصة ديناميكية تهدف إلى تمكين الجيل القادم من المبتكرين والمهنيين العرب، حيث يركز على تعزيز ريادة الأعمال والقيادة والنمو المهني، من خلال برامج الإرشاد والمبادرات التعليمية والاستفادة من رؤى القادة العرب البارزين لإعداد الشباب لمواجهة تحديات المستقبل.
ويتضمن منتدى القيادات العربية الشابة عدداً من الجلسات تحمل عناوين: "إعداد القادة الشباب للعالم الجديد"، و"الحالة الاقتصادية في العالم العربي"، وقيادات عربية في ريادة الأعمال"، و"قيادات عربية في الرياضة"، و"قيادات عربية في الفن والثقافة"، و"دروس في القيادة من الخليج العربي"، و"جاهزية القيادات العربية الشابة ودورها في التخطيط والإدارة في المناصب القيادية العليا".
جلسات ومنتديات ونقاشات رفيعة المستوى تحمل عناوين هامة لتحقيق أهداف الإمارات في تعزيز التعاون الدولي لتطويرات قدرات الأفراد والحكومات ودعم قادة الغد والتشجيع على الإبداع والابتكار .
مبادرات ملهمة
أهداف كان للإمارات السبق في السعي المتواصل لتحقيقها من خلال مبادرات ملهمة، كان أحدثها على الصعيد المحلي مبادرة عام المجتمع 2025، التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قبل نحو أسبوعين.
مبادرة تحوي قيما وأهدافا ومبادئ تجعل الإمارات نموذجاً عالمياً يُحتذى به في تعزيز التماسك الاجتماعي والترابط الأسري والتعاون المجتمعي ونشر ثقافة البذل والعطاء والتعاون والتطوع.
قيم ومبادئ تجسد رؤية القيادة الإماراتية التي تعتبر الإنسان أغلى ما تملكه الدولة من ثروات، وأن الاستثمار في بنائه واكتشاف مواهبه وتنمية قدراته خطوة هامة على طريق بناء مجتمع متماسك ومترابط بين كافة أفراده، الأمر الذي سيسهم تعزيز في تعزيز قوة الدولة واستدامة ريادتها وتقدمها وتعزيز مكانتها بين الأمم.
ويهدف عام المجتمع إلى تشجيع جميع من يعتبر دولة الإمارات وطناً له على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.
ويركز “عام المجتمع” على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات ومنها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن.
وضمن جهود القيادة الإماراتية في هذا الصدد، زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في أبوظبي.
والتقى رئيس دولة الإمارات، البروفيسور إريك زينغ رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وعدداً من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بجانب عدد من طلبة الدراسات العليا وحثهم على المثابرة وبذل مزيد من الجهد في تحصيل العلوم التي يخدمون بها أوطانهم ومجتمعاتهم، معرباً عن تطلعه إلى أن تسهم الجامعة في بناء قاعدة علمية من البحوث والدراسات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ومستقبل هذا المجال.
أيضا من مبادراتها الرائدة في هذا الإطار على الصعيد العربي، مبادرة "نوابغ العرب"، التي تعتبر نقلة نوعية لتسريع التنمية الاقتصادية الشاملة، عبر تبني نماذج اقتصادية مبتكرة قائمة على المعرفة والتكنولوجيا.
وتعزز المبادرة تكريم المبدعين العرب، مما يسهم في استعادة النهضة العلمية، ويتيح للجيل المقبل الاقتداء بإنجازاتهم، ويساهم في مكافحة هجرة العقول.
وفي 16 يناير الماضي، كرّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في متحف المستقبل بدبي، الفائزين الستة بلقب جائزة "نوابغ العرب 2024"؛ المبادرة الأكبر من نوعها عربياً لتكريم العقول العربية المتميزة ودعمها وتمكينها من توسيع دائرة مساهماتها المتميزة وإنجازاتها النوعية عربياً وعالمياً.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن العقول العربية الفذة التي تستحق التقدير والدعم هي منارات للإبداع والإنجاز والتميّز، وأن العالم العربي يتطلع إلى استدامة الأثر الإيجابي لمنجزات أبنائه في ميادين العلم والمعرفة والثقافة والعمران، من خلال مشاريع استراتيجية كمبادرة "نوابغ العرب"، لأنهم يسهمون في بناء الإنسان وإثراء المعرفة وتصميم مستقبل أفضل للبشرية.
مبادرات إماراتية ملهمة، آثرت الإمارات أن يستفيد العالم منها، عبر استلهام أهدافها في محاور وفعاليات قمة الحكومات أكثر من عنوان من جلسات القمة ، مستفيدة من هذا الزخم الكبير للقمة منذ انطلاقتها عام 2013، حتى أضحت أكبر تجمع عصف ذهني دولي تستضيفه وتديره دولة الإمارات سنويا من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ورسم خريطة الطريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة على مستوى العالم.
ويشارك في القمة العالمية للحكومات 2025 أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة وتجمع 140 حكومة وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 6000 مشارك.
تشهد أجندة القمة العالمية للحكومات عقد 200 جلسة رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، إضافة إلى عقد أكثر من 30 اجتماعاً وزارياً واجتماع طاولة مستديرة بحضور أكثر من 400 وزير.
وتركز القمة العالمية للحكومات 2025 على 6 محاور رئيسية تتناول الحوكمة الفعالة والمسؤولية، والاقتصاد العالمي وتمويل المستقبل، ومرونة المدن ومواجهة الأزمات والمناخ، ومستقبل البشرية وتطوير القدرات، وتحولات الصحة العالمية، والآفاق المستقبلية للتوجهات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المدفوعة بالاستدامة.
ريادة دولية
جهود توجت باحتلال الإمارات المركز الثامن عالمياً في محور "التكنولوجيا والابتكار" في مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2024 الذي يشمل 193 دولة حول العالم وهو ما يعكس التزام الدولة بالريادة في هذا المجالات التي تعد خير استعداد للمستقبل.
وقد أعلنت الإمارات عن سعيها الجاد لأن تكون مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا من خلال الاستثمار في التعليم، والبحث العلمي، والمجالات العلمية الحديثة والواعدة مثل التكنولوجيا المالية، والمجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والقطاعات الداعمة للصناعات الفضائية المتطورة.
aXA6IDE4LjE4OS4zMC4xOTMg
جزيرة ام اند امز