"ياسمينة" الجزائر.. مسيرة أدبية توجت ماضيا عسكريا
رصيد محمد مولسهول يضم عشرات الروايات التي تُرجمت لما يزيد على 30 لغة، ونُشرت في 25 بلدا منها "الاعتداء" و"سنونوات كابل"
باسم مستعار، وأفكار تدحض الصورة النمطية عن العرب، وذاكرة تعبق بذكريات العمل العسكري، وأحداث كبيرة طرأت على المجتمع الجزائري في شبابه، تمكن الكاتب الجزائري محمد مولسهول، المعروف بـ"ياسمينة خضرا"، من الوصول لنجاح عالمي وجمهور بالملايين، ليكون أحد سفراء الجزائر للعالم بأعماله الأدبية المميزة.
محمد مولسهول من مواليد 1955، بلدة القنادسة في ولاية بشار في الجزائر، لأسرة عرفت العمل العسكري إبان الحرب ضد الاحتلال الفرنسي، إذ كان والده ضابطاً في جيش التحرير الوطني، ليحذو محمد حذو والده بانتسابه لمدرسة "أشبال الثورة" بعمر 9 سنوات، التي تديرها وزارة الدفاع الوطني، وتُصبغ الحياة فيها بصبغة عسكرية.
ياسمينة خضرا
استعمل الكاتب محمد مولسهول اسم "ياسمينة خضرا" كاسم مستعار، وقّع به عدداً كبيراً من أعماله الأدبية، وصرح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بأن إخفاء اسمه كان لكونه ضابطاً في الجيش، وحينها كانت الجزائر تواجه حربا شرسة، وبالتالي خضع للجنة رقابة من طرف الجيش، رافضاً ما أُشيع عن الأمر بأنه بداعي الاختباء، ووقع اختياره على اسم زوجته اعترافاً بدعمها وعرفاناً لتأثيرها عليه في مسيرته الأدبية، إذ ساندته وشجعته في جميع محطات مشواره.
الفرنسية لغته بالتبني
واختار محمد مولسهول اللغة الفرنسية منذ أن خط قلمه أول أعماله الأدبية، فهي بوجهة نظره أداة لنقل الرسالة، لا للتعبير عن الهوية، ويشعر كما لو أنها لغته بالتبني، فلا حواجز بين أفكاره ومشاعره والقضايا التي يريد إيصالها واللغة الفرنسية، كما أنها وسعت جمهور رواياته التي تنكر العنف، وتنتقد العادات والتقاليد التي تحكم مجتمعه بالخوف أحياناً، وتقدم فكرة مخالفة للصور المسبوقة عن المجتمعات العربية.
في رصيد محمد مولسهول عشرات الروايات التي تُرجمت لما يزيد على 30 لغة، ونُشرت في 25 بلدا، منها "الاعتداء"، و"سنونوات كابل"، و"سفارات إنذار بغداد"، و"فضل الليل على النهار“، إذ تم تحويل بعضها لأعمال سينمائية، كما حصد الكاتب الجزائري عدة جوائز، منها الجائزة الكبرى "هانري جال".