دفن المهاجرين بصنعاء.. وسيلة حوثية لإخفاء معالم الجريمة
عشية اكتمال أسبوع على جريمة صنعاء التي هزت اليمن، عمد الحوثيون إلى دفن جثامين المهاجرين كوسيلة لطمس معالم الجريمة المروعة.
واستبق الحوثيون المدعومون إيرانياً دعوات دولية وأخرى للحكومة المعترف بها دولياً للتحقيق بجريمة مقتل وإصابة مئات المهاجرين من الجنسية الإثيوبية داخل سجن "الهجرة والجوازات" في صنعاء بالعمل على تشييع جثامين المهاجرين بعيدا عن أي جهة دولية معنية.
- الجيش اليمني يكبد "الحوثي" 57 قتيلا وأسيرا في معارك بتعز وحجة
- لأول مرة.. مليشيا الحوثي تعترف بتجنيد لاجئين أفارقة
وخرجت مليشيا الحوثي في مسرحية هزلية مفضوحة بعقد مؤتمر صحفي تدعي أنه لـ"الجاليات الأفريقية"، فيما كان جميع الضحايا القتلى والجرحى من الجنسية الإثيوبية، في محاولة من الانقلابيين لتضليل الرأي العام الدولي أن الضحايا من جنسيات مختلفة.
وقالت مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية"، إن مسارعة مليشيات الحوثي في دفن ضحايا المحرقة المروعة دون حضور ممثلين عن الأمم المتحدة أو عن وكالات إنسانية دولية تعد بالمقام الأول وسيلة مكشوفة لإخفاء معالم الجريمة والأعداد الحقيقية للقتلى واستباقاً لأي تحقيق دولي.
وأوضحت المصادر أن ممثل الجالية الإثيوبية طالب من قلب صنعاء بتحقيق دولي لمحاسبة المسؤولين في الجريمة، لكن وسائل إعلام المليشيات حجبت تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي المزعوم الذي عقد عقب دفن جثث المهاجرين.
وسعت مليشيات الحوثي لإجبار ممثلي الجاليات على نفي جرائمها بحق المهاجرين، بزعم عدم تجنيدها لهم، غير أنها بثت خلال الأشهر الماضية العديد من عمليات تشييع اللاجئين والمهاجرين الذين قتلوا في جبهات القتال عقب زجهم بالقوة.
بالتزامن، تداول ناشطون تسجيلات مرئية جديدة للجريمة تظهر تدافع المهاجرين على جثث متناثرة مع تصاعد أعمدة اللهب.
وفيما كان البعض يصرخ طلبا للنجدة كانت جرافة حوثية تعمل في هدم سور المستودع الذي حوله الحوثيون إلى سجن جماعي للمهاجرين في تأكيد فعلي على أنها كانت تقفل البوابات عقب رمي قنابل حارقة تسببت باشتعال النيران وتفحم جثامين العشرات.
كما تظهر التسجيلات صدمة المهاجرين عند رؤية جثث زملائهم بعد أن أحدثت الجرافة فتحة كبيرة في السور، بينما ظهر عناصر مليشيا الحوثي وهم يمسكون العصي والهراوات وقت اندلاع الحريق، ما يشير بالفعل إلى أن مجاميع المليشيات تدخلت لقمع احتجاج المهاجرين عقب رفضهم إجراءات المليشيات بتجنيدهم للقتال في الجبهات ضد الشرعية.
وتمنع مليشيات الحوثي المنظمات الدولية من الوصول للضحايا، وتفرض طوقاً أمنياً حول منطقة الحادثة وتمنع أي جهات حقوقية أو صحفية من الوصول، فضلا عن حملة اعتقالات طالت عشرات المهاجرين الذين وثقوا الجريمة وقاموا بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن سجن الاحتجاز يقع تحت سيطرتها الكاملة فقد لجأت لتحميل منظمة الهجرة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة كامل المسؤولية للحريق الذي وقع الأحد الماضي، ولاقى ذلك دعوات دولية ومطالبات إثيوبية ويمينة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل.
وتقول الحكومة اليمنية إن الجريمة أودت بحياة أكثر من 170 مهاجراً إثيوبياً ممن رفضوا الانصياع لأوامر الحوثيين لتحشيدهم في جبهات القتال في مأرب، داعية إلى تحقيق دولي شفاف في الجريمة.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية فأن الحريق التهم محتجز يضم أكثر من 350 مهاجراً، فيما كان هناك قرابة 900 مهاجر معظمهم من الإثيوبيين، في مبنى الهجرة والجوازات المجاور لمكان الحريق.