عام على إعلان القاهرة.. أول خطوة على طريق إرساء استقرار ليبيا
عام كامل يمر اليوم على إعلان القاهرة مبادرتها لحل الأزمة الليبية والتي كانت أول خطوة على طريق توحيد المؤسسات في اتجاه استقرار البلاد.
وأرست المبادرة المصرية في ليبيا أولى دعائم الاستقرار وكانت ركيزة أساسية لوقف نزيف الدم الليبي والاتجاه للمسار السياسي في ليبيا، وعلى ضوء نتائجها مر الليبيون بجولات من الحوار حتى توافقوا على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم في طريق طي صفحة 10 أعوام من الاقتتال والانقسام.
وفي السادس من يونيو 2020 أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رفقة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر المبادرة التي "تدعو إلى احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو/حزيران 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية".
ولاقت المبادرة قبولا ودعما محليا ودوليا مهد الطريق إلى التفاوض المباشر بين الليبيين في المسارات الثلاثة السياسية والأمنية العسكرية والاقتصادية وصولا إلى تشكيل سلطة تنفيذية موحدة -المجلس الرئاسي والحكومة- لتقود البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة ديسمبر/كانون الأول من هذا العام.
ويرى سياسيون ليبيون أن الدور المصري في الأزمة الليبية مهم جدا وقد ساهم في تخفيف الاحتقان السياسي، خاصة أن القاهرة تعاملت مع الملف الليبي بمبدأ الضمير والأخوة ولم تراهن على مكاسب سياسية كونها تراعي مكانتها وتاريخها.
وأضاف السياسيون في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن مصر تعمل جادة من أجل إنجاح الانتخابات وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.
نجاح الدبلوماسية المصرية
ويؤكد السياسي الليبي ناصر الدعيسي، أن الدور المصري في الأزمة الليبية مهم جدا وقد ساهم في تخفيف الاحتقان السياسي وكان ركيزة أساسية لوقف نزيف الدم الليبي والاتجاه للمسار السياسي.
وأضاف الدعيسي لـ"العين الإخبارية" أن الدبلوماسية المصرية نجحت على الصعيدين العسكري والسياسي ورسمت خط سرت الجفرة ومن ثم صنعت مقاربة مع حكومة الوحدة الوطنية وفتحت سفارتها في طرابلس.
ويشير الدعيسي إلى تحذير أطلقه الرئيس المصري لردع مليشيات الغرب من التقدم باتجاه الشرق وحدد حينها السيسي ما سماه خط سرت الجفرة باعتباره خطا أحمر مصريا لن تقبل بتجاوزه.
وتابع السياسي الليبي أن مصر ما زالت تعمل جادة من أجل إنجاح الانتخابات وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية حفاظا على الأمن القومي الليبي والمصري والعربي.
وأوضح الدعيسي أن المبادرة التي تحققت بعد مؤتمر جنيف وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هي المسار السياسي الذي بدأ يفكك المشهد المحتقن سياسيا أما النجاح ما زال رهن ما سوف يأتي مستقبلا بعد انتخابات 24 ديسمبر القادم وخروج القوات الأجنبية هنا يمكن القول إن الاستحقاقات السياسية تحققت.
وأكد الدعيسي أن هناك مناورات واضحة من الإخوان في ليبيا على خروج المرتزقة والقوات الأجنبية رغم أن هذا أحد بنود أتفاق جنيف ورغم المطالب الشعبية والسياسية بهذا الشأن بخروج الأتراك والمرتزقة ما زال هناك وضع العثرات من قبلهم.
ترحيب الشارع الليبي
ويرى عضو مجلس النواب عن مدينة الشاطئ علي السعيدي القايدي أن كل النجاحات التي تحققت في إنهاء الانقسام السياسي والعمل على توحيد المؤسسات الليبية كان للمبادرة المصرية دور كبير فيه.
وأضاف السعيدي لـ"العين الإخبارية" أن الدولة المصرية تعاملت مع الملف الليبي بمبدأ الضمير والأخوة ولم تراهن على مكاسب سياسية كونها تراعي مكانتها وتاريخها.
وأكد عضو مجلس النواب الليبي أن المساعي المصرية وجدت ترحيباً كبيراً من الشارع الليبي لأنها تعتمد بشكل رئيسي على إنهاء الصراع السياسي داخل البيت الليبي والذي أججته الجماعات الإرهابية بتمويل رئيسي من تركيا.
وتابع السعيدي الخطوط الحمراء التي وضعتها القاهرة أجبرت قوى دولية على تقبل دور الصف الوطني وقطعت الطريق أمام تركيا الساعية لاحتلال البلاد.
حل عاجل
أما الصحفي الليبي عبدالرحيم الزلاوي فيرى أن الدولة المصرية قوة متوازنة تبحث عن الحلول العادلة في وسطها القاري والإقليمي.
وأضاف الزلاوي لـ"العين الإخبارية" أن المبادرة المصرية أوجدت حلا عاجلا لمشاكل الليبيين التي ظلت لعقد من الزمن.
وتابع: "مصر حاولت احتواء كل التوجهات السياسية في عملية سياسية واحدة ينتج عنها استقرار وأمن دائم ينعم به كل الليبيين".
وأكد الصحفي الليبي أن كل الاتفاقيات سواء في جينيف أو تونس أو المغرب اتخذت من خارطة الطريق المطروحة من المبادرة المصرية عنوانا لها بما فيها محادثات الغردقة بين اللجنة العسكرية الليبية التي توفق من خلالها الليبيين في إخراج عديد الأسرى والمعتقلين وحولت سرت لعاصمة لحلحلت كافة ملفات الجيش الليبي الموحد العالقة.
aXA6IDUyLjE0LjI3LjEyMiA= جزيرة ام اند امز