عام من ثورة لبنان.. أزمات اقتصادية تطيح بمستقبل وطن وأحلام مواطن
اندلعت احتجاجات عقب تراجع قيمة الليرة اللبنانية لحدود غير مسبوقة. وترافق التراجع مع إغلاق المتاجر وصرف العديد من العمال عقب أزمة كورونا
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، شهد لبنان احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد مكوّنات الطبقة السياسية برمتها، ترافقت مع أزمات متتالية من انهيار اقتصادي إلى انتشار وباء كوفيد-19 وصولاً إلى انفجار دامٍ ومدمّر هزّ بيروت.
فعلى مدار العام أطاحت الأزمات بمستقبل وطن يربو نحو الاستقرار والرفاهية الاقتصادية في سويسرا الشرق "لبنان"، وأحلام مواطن كانت كل أمانيه أن يتخلص من الفساد الذي استشرى في أنحاء البلاد.
الشرارة واتساب
كانت شرارة الانفجار في لبنان، حينما أعلنت الحكومة اللبنانية في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 عزمها فرض رسم مالي على الاتصالات المجانية عبر تطبيقات المراسلة الإلكترونية مثل واتساب.
- الكرة في ملعب اللبنانيين.. صندوق النقد مستعد للمساعدة
- سعر الدولار في لبنان اليوم الخميس 15 أكتوبر 2020
فجّر ذلك غضب لبنانيين، كانوا بدأوا قبل أسابيع تلمس مؤشرات أزمة اقتصادية حادة، فنزلوا إلى الشوارع تعبيراً عن رفضهم القرار، مرددين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".
وعلى وقع غضب الشارع، أعلن سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني وقتها استقالة حكومته.
في 11 ديسمبر/كانون الأول 2019، اشترطت مجموعة الدعم الدولية للبنان التي اجتمعت في باريس، تشكيل حكومة "فاعلة وذات صدقية" تجري إصلاحات "عاجلة" لتقديم أي مساعدة مالية.
في 19 ديسمبر/كانون الأول 2019، كُلّف حسان دياب وهو وزير سابق وأستاذ جامعي، بتشكيل حكومة بدعم من عون وحزب الله، وسط رفض أحزاب سياسية أخرى على رأسها الحريري.
في 14 و15 من شهر يناير/كانون الثاني 2020، شهدت العاصمة بيروت مواجهات ليلية عنيفة بين القوى الأمنية ومتظاهرين حطموا واجهات عدة مصارف ورشقوا الحجارة باتجاه القوى الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة.
في 21 يناير/كانون الثاني، ولدت الحكومة الجديدة مؤلفة من اختصاصيين سمتهم أحزاب سياسية هم حزب الله وحلفائه الذين يشكلون غالبية في البرلمان.
تخلف عن سداد الديون
وفي 7 مارس/آذار، أعلن حسان دياب رئيس الوزراء الجديد أن لبنان "سيعلق" سداد دين بقيمة 1,2 مليار دولار يستحق في 9 مارس/آذار، مؤكدا أن "الدولة اللبنانية ستسعى إلى إعادة هيكلة ديونها".
وفي 23 مارس/آذار الماضي، أعلنت وزارة المالية "التوقف عن دفع جميع سندات اليوروبوند المستحقة بالدولار".
في محاولة لإنعاش الاقتصاد، أعلنت الحكومة في 30 أبريل/نيسان الماضي خطة إنعاش اقتصادي وطلبت مساعدة صندوق النقد الدولي.حيث انطلقت مفاوضات لبنان مع الصندوق في 13 مايو/أيار/مايو.
انهيار قيمة الليرة
في منتصف يونيو/حزيران 2020، اندلعت احتجاجات جديدة في البلاد عقب تراجع قيمة الليرة اللبنانية إلى حدود غير مسبوقة. وترافق التراجع مع إغلاق متاجر أبوابها وصرف العديد من العمال والموظفين عقب أزمة تفشي كوفيد-19.
في 10 يوليو/تموز، عُقدت آخر جلسة مع صندوق النقد الدولي قبل أن تعلق المفاوضات بانتظار توحيد المفاوضين اللبنانيين تقديراتهم لحجم الخسائر وكيفية وضع الإصلاحات قيد التنفيذ.
انفجار
في الرابع من أغسطس/آب، وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت طالت أضراره الجسيمة أحياء عدة في العاصمة، وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين.
وفي السادس من أغسطس/آب، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت ودعا إلى "تغيير" في النظام، وأعلن عن مؤتمر دولي لدعم لبنان بعد الانفجار على أن يزور لبنان مجدداً في الأول من أيلول/سبتمبر.
وبعد ثلاثة أيام، تعهد المجتمع الدولي تقديم مساعدة طارئة للبنان بقيمة 300 مليون دولار على ألا تمر عبر مؤسسات الدولة.
وفي العاشر من آب/أغسطس، استقالت حكومة حسان دياب.
عودة الحريري
في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، أعلن سعد الحريري أنه مرشح محتمل لتشكيل الحكومة ثم أطلق مشاورات مع الكتل السياسية البارزة للتأكد من استمرار التزامها الورقة الفرنسية وموقفها من تشكيله للحكومة.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز