عام على العلاقات المغربية الإسرائيلية.. محطات بمسار واعد
عام انقضى منذ استأنف المغرب وإسرائيل علاقاتهما الدبلوماسية، في خطوة دشنت عهدا جديدا من السلام بين الجانبين.
ومنذ توقيع الاتفاق الثلاثي بين الرباط وتل أبيب برعاية واشنطن، في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، انطلقت حركة دبلوماسية وثقافية غير مسبوقة بين البلدين.
وفي التاريخ المذكور، وقعت كُل من المملكة المغربية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إعلاناً مشتركاً دشن عهدا جديدا من السلام والتآخي بين الرباط وتل أبيب.
ليلة تاريخية
وفي ليلة تاريخية، أعلن كُل من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والديوان الملكي المغربي اتفاقا ثنائيا على استئناف العلاقات بعد توقف دام سنوات.
بداية الحدث كانت مع تغريدة لترامب عبر صفحته بموقع تويتر، يعلن فيها حدوث اتفاق بين البلدين لاستئناف العلاقات.
وفي الساعة (16:10) بتوقيت غرينتش من اليوم نفسه، كتب ترامب يقول إنه "تقدم تاريخي آخر اليوم!" مضيفاً: "وافقت إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة في اختراق هائل في سبيل السلام بالشرق الأوسط!".
تغريدة أعقبها بيان للديوان الملكي المغربي يؤكد ما قاله ترامب ويعلن "استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال".
وأعلن البيان المغربي عزم المملكة، آنذاك، على تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب.
وشدد على أهمية تطوير علاقات مبتكرة بين البلدين في المجال الاقتصادي والتكنولوجي، مع العمل على افتتاح مكاتب للاتصال في البلدين.
زخم دبلوماسي
أسبوعان تقريباً بعد الإعلان التاريخي، شرعت المملكة المغربية وإسرائيل في العمل عبر خطوات ملموسة على تعزيز علاقاتهما الدبلوماسية والاقتصادية.
ففي 22 ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، دشن البلدان مسيرة غير مسبوقة من العلاقات الثنائية باتفاق ثلاثي جمع المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة.
وفي خطوة أولى، وقع الطرفان، إلى جانب الاتفاق الثلاثي، أربع اتفاقيات ذات أبعاد استراتيجية كبيرة، تهم المجال الاقتصادي والتجاري والسياحي.
ومع توالي الأيام، شهدت العلاقات بين البلدين زخما أكبر، إذ تم إطلاق مجموعة من الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين، بالإضافة إلى إعادة فتح مكاتب الاتصال.
وشهدت المملكة المغربية زيارتين تاريخيتين لمسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل، ويتعلق الأمر بكل من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس.
وشهدت الزيارتان توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية، سواء على المستوى الأمني أو الدبلوماسي أو الاقتصادي.
700 ألف مغربي
وفي إسرائيل، يُقيم أكثر من 700 ألف يهودي من أصول مغربية، أي حوالي عُشر عدد السكان هُناك.
وفي تصريحات سابقة أدلى بها لـ"العين الإخبارية"، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، كشف أن المملكة تُعد البلد الوحيد الذي يعيش فيه مواطنون يهود حاملين لجنسيته، ويُمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية وأريحية.
ويشدد الدستور المغربي على أهمية الرافد العبري في الثقافة والهوية المغربية، بحسب بوريطة، والتي توليها المملكة الأهمية ذاتها إلى جانب الهوية العربية والأمازيغية والحسانية أيضاً.
التصريحات التي جاءت إبان الإعلان الأمريكي عن الاتفاق المغربي الإسرائيلي، أكد فيها بوريطة أن المغاربة اليهود تربطهم علاقات وثيقة جداً مع بلدهم الأم، ويأتون إليه باستمرار إما في احتفالات دينية أو أخرى عائلية.
خصوصية فريدة تلك التي تتمتع بها المملكة، إذ لا يجد اليهود المغاربة أي حرج في دخولها أو الخروج منها بجواز سفرهم الإسرائيلي، وذلك بخلاف العديد من الدول العربية الأخرى.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز