اليمن 2021.. مؤامرات "الجزيرة" تتحطم على صخرة إنسانية الإمارات
في عام 2021 ارتفع ضجيج قناة الجزيرة، ضد التواجد الإنساني لدولة الإمارات في اليمن، ليأتيها رد من الأرض أخرس "بوق الفتنة".
و"بالكذبة تلو الكذبة"، استنفدت القناة الداعمة لتنظيم الإخوان الإرهابي كل قدراتها على صناعة "الأكاذيب"، مستندةً إلى تاريخها الحافل بنشر الفوضى والخراب بالمنطقة العربية، بحسب مراقبين ونشطاء يمنيين.
- حوّلت الأحلام إلى حقيقة.. "خير الإمارات" يغمر سقطرى
- قيادي بالشرطة اليمنية يفند لـ"العين الإخبارية" أكاذيب "الجزيرة" بشأن "سقطرى"
ونال اليمنيون هذا عام 2021 حظًا وافرًا من "سموم الجزيرة"، والتي أخذت منحىً أشد خبثًا وعدوانية، بدءًا من تمييع القضايا الهامة لليمنيين لصالح مليشيات الحوثي، وحتى ضرب الاقتصاد السياحي الناشئ لأبناء سقطرى.
وفي الذكرى الـ25 لتأسيسها، وقعت قناة الجزيرة الموالية للإخوان في أكبر سقطاتها الأخلاقية حيث تغاضت عن مقتل 3 أطفال بقذيفة حوثية في مجزرة تعز، وحولت الحادثة إلى قضية رغيف خبز.
حرف الأنظار
وكعادتها واصلت قناة الجزيرة هذا العام نفث سمومها بحق الشعب اليمني والترويج لأكاذيب تستهدف حرف الأنظار عن تحالف الحوثي والإخوان الإرهابي.
ففي وقت تجلت فيه لليمنيين مؤامرات الإخوان وإعادتهم للحوثيين إلى أبواب شبوة وطعن مأرب في قلبها، سارعت الجزيرة إلى بث الإفك لحرف البوصلة بعيدا وتحديدا إلى جزيرة سقطرى التي لطالما استثمرتها القناة والإخوان لابتزاز وتشويه تحالف دعم الشرعية باليمن بقيادة السعودية.
وجاء بث فيلم "الأطماع المبكرة" ضمن برنامج تسجيلي يعرف بـ"المتحري" على الجزيرة في توقيت حساس في دلالة على المخططات الإخوانية - الحوثية المبكرة ومدى التنسيق السري للتحرك على الأرض.
تزامن ذلك مع استيلاء مليشيات الحوثي على 3 مديريات في شبوة، ومثلها في مأرب، دون أي قتال وبتسهيلات من تنظيم الإخوان الإرهابي ضمن مؤامرة يشير لها مراقبون لـ"العين الإخبارية" على أنها "تبرهن على تنسيق الجماعتين أجندة إقليمية عابرة للحدود".
وحشدت قناة الجزيرة عددا كبيرا من "شهود الزور" في برنامج موجه، أعده معد برامج استقصائية يفتقر لأدنى معايير العمل المهني بل والإعلامي.
وأرادت القناة في تحقيقها المزعوم استهداف الإمارات، ودورها الإنساني في جزيرة سقطرى من خلال استضافة مجموعة من النشطاء المنتمين لتنظيم الإخوان.
وقال ناشطون يمنيون إن فيلم "متحري الجزيرة" لم يقدم شيئا جديدا باستثناء أنه يظهر أن القناة تحمل طابعا عدائيا للشعب اليمني ولا أحد يعرف دوافع ذلك.
ودحضوا في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" افتراءات الفيلم بشأن الدور الإنساني للإمارات في سقطرى، واعتبروا ذلك محاولة تندرج ضمن حملة التضليل التي تمارسها القناة منذ أعوام، ومحاولة لتسويق أكاذيب لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع.
صفعة رسمية
وجاء الرد على أكاذيب الجزيرة من عدة جهات رسمية، حيث فنّد مسؤول في محافظة أرخبيل سقطرى، الادعاءات التي ساقتها قناة الجزيرة حول الدور الإماراتي الإنساني.
وقال مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة سقطرى، سالم حواش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "التحقيق الذي بثته القناة القطرية مبني على تسجيلات مفبركة ومضللة"، واصفًا الفيلم بأنه "محض هراء".
وقال المسؤول المحلي في الجزيرة: "تلعب الإمارات دور الوسيط عن طريق طيران الإمارات وليس لها أي دور غير ذلك، ولا تستقبل السياح بل يستقبلهم أبناء سقطرى".
وأكد أن "المواطن السقطري مستفيد جدًا من استمرار تدفق السياح الذي يلعب طيران الإمارات دورا كبيرا فيه، حيث شهد هذا الموسم انتعاشًا سياحيًا مبهرًا زار خلاله سقطرى مئات السياح، ورغم الظروف ساهمت الإمارات في إنعاش هذا القطاع بشكل غير متوقع".
من جانبه، قال مدير عام شرطة محافظة أرخبيل سقطرى جنوبي اليمن، العميد الركن علي محمد الدكسمي لـ"العين الإخبارية"، إن "ما بثته قناة الجزيرة عن الإمارات يندرج في إطار الانتقام، لتوفيرها خدمة الطيران والدعم الإنساني والصحي والتعليمي والرياضي والثقافي والتراثي والكهرباء، وغيرها من المشاريع.
وأعرب عن أسفه من "أن يتم الانتقام من الإمارات بسبب إفشالها حرب الخدمات في سقطرى وإنقاذ الناس والممتلكات في مختلف ظروف الحرب والسلم والأعاصير التي ضربت جزر الأرخبيل".
الرد من الأرض
وشاركت الجزيرة منتصف هذا العام، في حملة شرسة لاستهداف التحالف العربي، عبر ادعاء وجود معسكرات وقوات عسكرية إماراتية في جزيرتي سقطرى وميون اليمنيتين.
وجاء الرد هذه المرة من أهل الأرض يخبرونهم عن إمارات زايد الإنسانية ودماء أبنائها الذين ضحوا في سبيل عروبة اليمن، وادّعوا أن الإمارات تطمع بسقطرى، فأخبرهم أهلها عن كهرباء وصحة وتعليم وطرقات وآبار، أخبروهم عن سواعد إماراتية بيضاء تبني وتضمد الندوب وتعيد الحياة وترأب صدع الانقلاب.
وقال مواطنون سقطريون في حديثهم لـ"العين الإخبارية"، إن "هذه الأبواق المأجورة التي تبث سموها عبر قناة الجزيرة تريد تشويه الدور الإنساني والتنموي لدولة الإمارات العربية المتحدة في سقطرى، إنه مشروع خراب لتدمير مشاريع التنمية".
وأكد المدير السابق لمكتب محافظ سقطرى، محمد عبدالله الدكسمي أن "الإمارات قدمت لسقطرى من التنمية ما لم يتم تقديمه خلال 50 عاما، لذلك فنحن نقدر ونثمن الدور الإنساني لهذا البلد الشقيق".
وأضاف: "لم نر من الإخوة الإماراتيين إلا كل خير، رأينا منهم إسعاف مرضانا مجانا إلى الإمارات وتوسيع الطرق وتوسيع الميناء ومطار سقطرى وبناء وحدات سكنية لأبناء سقطرى وتشييد مستشفى خليفة".