رقعة خصوم المليشيا تتسع.. الحوثي يغدر بأهالي صعدة اليمنية
منذ الأحد الماضي، تشهد محافظة صعدة، شمالي اليمن، اشتباكات عنيفة بين المليشيا الحوثية ومسلحين موالين للمرجعية الزيدية.
تضيق الدائرة على مليشيا الحوثي الانقلابية وتتضاءل فرص البقاء أمامهم أكثر فأكثر، مع اتساع رقعة الخصوم، التي باتت تشمل جميع اليمنيين بما في ذلك ذوو القربى وحلفاء البارحة، ما ينذر بسقوطها الوشيك والمدوي، وفقا لتأكيدات المراقبين.
وعلى غرار داعمها الإيراني، لا تتوانى المليشيا الحوثية في استخدام القوة المفرطة مع خصومها من قتل وحشي وتفجير للمنازل، متكئة على مخزون هائل من الأسلحة التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني عقب انقلابها على السلطة 2014، بالإضافة إلى ما يصل إليها من الأسلحة الإيرانية المهربة .
ومنذ الأحد الماضي، تشهد محافظة صعدة، شمالي اليمن، اشتباكات عنيفة بين المليشيا الحوثية ومسلحين موالين للمرجعية الزيدية محمد عبدالعظيم الحوثي، الذي تربطه علاقة قرابة بزعيم المليشيا الانقلابية .
مصدر محلي أكد لـ"العين الإخبارية" أن الاشتباكات المتصاعدة لليوم الرابع على التوالي في مديرية مجز بصعدة، جاءت بعدما قامت المليشيات بتفجير منازل تابعة لآل حميدان وآل القمادي الموالين للعلامة محمد عبدالعظيم بموجب توجيهات مباشرة من عبدالملك الحوثي زعيم المليشيا .
وبحسب المصدر، فقد استمرت المواجهات لساعات طويلة، سقط خلالها أكثر من 40 قتيلا وجريحا من الجانبين، بعد فشل وساطات دينية وقبلية في احتواء الخلاف، وفي ظل أنباء متواترة عن حدوث انقسامات وخلافات حادة بين مراكز النفوذ داخل المليشيات ذاتها.
وسبق أن دعا المرجعية الزيدي محمد عبدالعظيم، وهو ابن عم زعيم الحوثيين، للجهاد ضد عبدالملك الحوثي وجماعته، الذين نعتهم بالفساق والفجرة، واصفا إياهم بـ"أوغاد" يستبيحون دماء اليمنيين لمجرد الخصومة والاختلاف مع معتقدهم الرافضي الذي تم استيراده من إيران، حد قوله.
وفي تسجيل مرئي تم تداوله مؤخرا، قال الداعية الزيدي: إن الحوثيين ينتهجون سياسة الانفراد بكل قبيلة على حدة لكي يبيدوها، وقد أضروا بالمساجد والمدارس وضربوا الأئمة، ولم يسلم من ظلمهم وجبروتهم أي يمني.
وأشار محمد عبدالعظيم إلى أن الحوثيين جماعة متجبرة، لديها أسلحة فتاكة ومال وجهاز إعلامي لمحاولة التعتيم على أي صوت يرتفع ضدها من أصوات المظلومين.
وليست هذه المرة الأولى التي تفتك فيها المليشيا الحوثية بمقربين منها ومن قاداتها، حيث سجلت في العقدين الماضيين أحداثا عدة تؤكد أنها جماعة غادرة لا تلتزم بتعهداتها وتحالفاتها، كما يشير ناشطون ومحللون يمنيون.
وبحسب الإعلامي اليمني صلاح صالح، فإن الحوثيين ليسوا أكثر من مليشيا كهنوتية تستقوي بالسلاح على اليمنيين -الخصوم منهم والحلفاء- لتركيعهم وإذلالهم؛ طمعا في التهام اليمن لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة .
وأضاف صالح، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيا لم تنجح منذ ظهورها سوى في خلق أعداء وهميين ومضاعفة أعداد خصومها فقط؛ من أجل التنكيل بهم والاستمرار في حروبهم العبثية، كما حدث مع حليفها السابق علي عبدالله صالح الذي قامت بتصفيته نهاية العام الماضي .
وتعاني مليشيا الحوثي الانقلابية حالة شديدة من التخبط والهلع عقب توالي الانكسارات الميدانية التي منيت بها مؤخرا، على يد قوات الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي في مختلف جبهات القتال وبالأخص جبهة صعدة التي وصلت فيها طلائع الجيش إلى جبال مران، المعقل الرئيسي للمليشيا، ويرجح المراقبون وجود عبدالملك الحوثي في أحد كهوفها.