المتابع للحكومة اليمنية يكتشف أنها -عبر كل المراحل التي أعقبت تحرير عدن- دائمة البحث عن سبب خارجي (شماعة) لتعليق فشلها عليه
لا نكترث في الإمارات، غالباً، بتصريحات أذناب «الإخوان»، لكن عندما يمثل هذا الذَّنَب حكومة «شرعية» تدين للتحالف ببقائها ووجودها فالأمر مختلف!
هل مثل هذه الحكومة تستحق كل ذلك الدعم؟ وهل هي الحليف الأجدر والأصلح الذي يجب أن نعوّل عليه لحل أزمة اليمن وبناء نهضتها؟ أليس من الأجدر إعادة النظر في علاقتنا مع هذه الحكومة؟!
وزير النقل اليمني صالح الجبواني، أحد وجوه حزب الإصلاح البغيض، طالب أمس بإعفاء الإمارات من قوات التحالف، ونقول له ولمن هو على شاكلته، بل نقول لهادي ووزراء حكومة «الفنادق» اليمنية: قبل أن تتطاولوا على الإمارات، وتكشفوا عن وجوهكم القبيحة ضد من بذل الغالي والنفيس لنصرتكم وحمايتكم، عليكم ألا تتجاهلوا الإجابة عن أسئلة مهمة، أولها أين سيكون موقع هذه الحكومة؟ وما مصيرها؟ وأين كرامتها؟ وهل سيتبقى لأعضائها لسان يفجرون به لو لم تتدخل قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة الإمارات لردع الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران؟!
وهل يتوقع هادي رئيس اليمن الشرعي أن شرعيته اليوم ستظل كما هي لو أجريت انتخابات حرة مرة أخرى؟ هل يتوقع أن يختاره الشعب اليمني بعد أن اكتشف الجميع عجزه وضعفه في إدارة الدولة، وبعد أن عرف الجميع فساد حكومته ووزرائه، وبعد أن تأكد الشعب اليمني من أن حكومته مختطفة من قبل حزب الإصلاح، الذي لم يسعَ يوماً إلى تحقيق مصالح اليمن بل مصالحه الحزبية الضيقة، ولم يحقق أي نجاح يذكر على جبهات القتال مع الحوثيين، بل سعى طوال الوقت إلى وضع العراقيل أمام قوات التحالف ومنعها من الوصول إلى أهدافها التي تصبّ في مصلحة اليمن أولاً وأخيراً، بالإضافة إلى أن عناصر تلك الحكومة هم مجموعة من المتسلقين والفاسدين وأصحاب مصالح وأجندات «مشبوهة»، وكلهم وبال على اليمن وأهله!
المتابع للحكومة اليمنية يكتشف أنها -عبر كل المراحل التي أعقبت تحرير عدن- دائمة البحث عن سبب خارجي (شماعة) لتعليق فشلها عليه، وها هي الآن تستخدم اسم الإمارات لتُغطي على الأسباب الحقيقية التي جعلتها عاجزة عن حل مشكلات اليمنيين اليومية، وهذا التصدير المتعمد لأزمة حكومة «الفنادق» للخارج محاولة مكشوفة ومفضوحة لتغطية الفشل في الداخل!
ما تقوم به الحكومة اليمنية من الزج باسم الإمارات في قضية يمنية بحتة يعبر عن سياسة هذه الحكومة بالهروب الدائم إلى الأمام، والتنصل من مسؤوليتها في الحوار مع جميع المكونات اليمنية، هذه المكونات موجودة في المجتمع اليمني ولم تصنعها الإمارات، فما السر في انتقائية الحكومة لمن تريد إشراكه في العملية السياسية أو إقصاءه منها؟ ابحثوا هنا عن المصالح.. وستعرفون الإجابة.
الدعم غير المحدود الذي قُدم من الإمارات والتحالف العربي بقيادة السعودية، والذي تمثل في مساعدات مليارية، لم يسبق أن توافر بهذا الشكل في تاريخ هذا البلد، لكن مع عجز الحكومة وضعفها وابتعادها عن اليمنيين لم ينتج عنه حل لمشكلاتهم اليومية، فأي نجاح حققه هادي ووزراؤه سوى التلفيق والجحود والكذب على الشعب اليمني باسم الشرعية، ومحاولة إحداث الوقيعة بين الإمارات والمملكة العربية السعودية؟! وهي محاولة سيكون مصيرها الفشل كعادة هذه الحكومة.
الإمارات قدمت الكثير والكثير، وجادت بأرواح أبنائها دفاعاً عن اليمن وشعبه، وتضحيات أبناء الإمارات من أجل تحرير اليمن لا ينكرها إلا جاحد وحاقد، وللأسف هذا الجحود هو فعل الحكومة اليمنية التي ردت بنكران الجميل وإطلاق التصريحات الباطلة والمزيفة، فهل مثل هذه الحكومة تستحق كل ذلك الدعم؟ وهل هي الحليف الأجدر والأصلح الذي يجب أن نعول عليه لحل أزمة اليمن وبناء نهضتها؟ أليس من الأجدر إعادة النظر في علاقتنا مع هذه الحكومة؟!
نقلاً عن "الإمارات اليوم"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة