"عطاؤك دواء".. حملة يمنية يتبرع فيها الميسورون لعلاج الفقراء
أكثر من 50 صيدلانيا في اليمن يدشنون حملة تطوعية، تحت عنوان "عطاؤك دواء"، تهدف إلى تدوير أدوية تبرع بها مرضى ميسورون لإنقاذ الفقراء.
أزهقت الأمراض والأوبئة المتفشية في اليمن جراء انهيار النظام الصحي منذ الانقلاب الحوثي قبل 3 أعوام، أكثر مما أزهقته الحرب، حسب منظمة الصحة العالمية.
وعلى الرغم من المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية، والهيئات الخليجية وعلى رأسها الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان للإغاثة، إلا أن الحصول على الدواء في بلد كاليمن أصبح مجرد حلم لكثير من الأسر الفقيرة.
ومع توسع رقعة الفقر داخل المجتمع اليمني ووقوع أكثر من 22 مليون نسمة تحت خط الفقر، لم يجد عشرات الصيادلة في العاصمة صنعاء من طريقة سوى تدشين حملة مجتمعية خيرية، تحث الميسورين على التبرع بالأدوية لمن هم بحاجتها.
تدوير الأدوية
تسبب الانهيار الحاصل للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في ارتفاع غير مسبوق لأسعار الأدوية التي جعلت وصولها إلى المرضى المعوزين حلما بعيد المنال.
وإلى جانب سوء التغذية الذي يهدد بالمجاعة، وجد عشرات الآلاف أنفسهم يتسولون الشفاء من محلات بيع الأدوية، وهو ما دفع أكثر من 50 صيدلانيا في العاصمة صنعاء لتدشين حملة تطوعية، يشارك فيها أكثر من 200 شاب وشابة، تحت عنوان " عطاؤك دواء"، تهدف إلى تدوير أدوية تبرع بها مرضى ميسورون لإنقاذ المرضى الفقراء.
ووفقا لمنظمي الحملة، يكمن جوهرها في توزيع صناديق لتبرعات الدواء على 30 صيدلية كمرحلة أولى، حيث تستقبل تلك الصيدليات تبرعات المواطنين مما تفيض به صيدلياتهم المنزلية من أدوية وكبسولات وحقن أو أجهزة طبية، ويتم منحها للمرضى المعسرين.
وقال الدكتور سعد البرطي، مدير الحملة، في تصريحات لـ" العين الإخبارية"، إن سبب إطلاق الحملة هو ظهور فئة من الناس أصبحت غير قادرة على شراء الأدوية الضرورية الخاصة بالأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن هناك حوالي 200 شخص من المتطوعين، وهم من بدأوا بالحملة من الأساس، لافتا إلى أن عددا من الصيدليات باتت تتصل أسبوعيا بالحملة وتخبرهم بأن الصناديق المطروحة باتت تمتلئ بشكل دائم ثم يذهبون لسحبها وتوزيعها للمحتاجين بناء على روشتات أطباء.