هذه المعركة ضد الإرهاب تخوضها قوات الشرعية والتحالف نيابة عن المجتمع الدولي كله،
حملت التطورات الأخيرة في المشهد اليمني المزيد من بشائر التقدم الذي أحرزته قوات الشرعية، بدعم وإسناد من القوات الإماراتية في التحالف العربي على جبهة الساحل الغربي، وما تخلل تلك الجبهة من تقدم سريع، أثار هلع ومخاوف «الحوثيين» المهزومين في جو من الفوضى والفزع المريع، وقد خابت مساعيهم في الإفلات من إطباق طوق قوات الشرعية، وقوات التحالف، الخناق عليهم من أكثر من جبهة.
وقد بات المرتزقة «الحوثيون» الآن بين فكي كماشة مُحكمة، ولا فكاك لهم من هزيمة محققة على جبهة الساحل الغربي، وفي كافة جبهات المواجهة الأخرى، على طول خطوط الصراع، حيث باتت عملية استكمال التحرير وشيكة، وأقرب مما كانوا يتوهمون. وقد فشلت محاولات مليشيا «الحوثيين» الإيرانية في تجميع فلولهم المنهزمة والدفع بتعزيزات لإبقاء احتلالهم لمدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي الذي اتخذه «الحوثيون» منطلقاً لسرقة المواد الأساسية والإغاثية وقطع الطرق ومحاولة القرصنة والعدوان على السفن، ولكن قرصنتهم وإرهابهم لن يجدي نفعاً، في النهاية، فالهزيمة تلاحقهم على كافة الجبهات.
هزيمة فلول «الحوثيين» الآن على الساحل الغربي تحقق في الوقت نفسه غاية أبعد هي إنجاز مهمة كف خطر الإرهاب «الحوثي- القاعدي» في اليمن، ورُعاته في الدوحة وطهران، وحلفائهم الإقليميين الآخرين.
وقد جعلت الهزائم المتلاحقة مليشيات «الحوثي» تدفع بالقيادي فيها صالح الصماد إلى محافظة الحديدة للحشد في حال يائس من الانهيار والاندحار يخيم الآن على قيادات التمرد «الحوثي»، خشية تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وتخليصها من احتلالهم واستغلالهم، وإرهابهم وجرائمهم الكثيرة وشرورهم المستطيرة. وفي محاولة يائسة أخرى راح رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي التابع للمليشيات «الحوثية»، يتوسل ويتسوّل أبناء الحديدة للوقوف إلى جانب مليشياتهم ومساندتها في مواجهة التقدم المتسارع لقوات المقاومة في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة، ولم يلق لدى اليمنيين سوى كل جفاء وازدراء، يستحقهما كأي متمرد خارج على الشرعية، وكأي عميل ذليل تحركه عن بعد أصابع الأجندة الإيرانية.
وفي تفاصيل المواجهات الميدانية الأخيرة على الأرض ألحقت قوات التحالف هزيمة مدوية بالمتمردين المجرمين أدت إلى مقتل أكثر من 70 عنصراً من مليشيات «الحوثي» الإيرانية، في مواجهات مع المقاومة الوطنية وغارات التحالف العربي. كما أن وجود شخصية عسكرية مثل طارق صالح، الذي يعمل بشكل تكتيكي مع قوات الشرعية، أربك «الحوثيين» وحرر من قبضتهم مناطق عدة في الساحل الغربي مثل منطقة البرح غربي محافظة تعز، ومناطق جديدة أخرى دخلت في خريطة الأراضي المحررة من احتلال مليشيات «الحوثي» الإيرانية. وتأتي هذه التحولات الميدانية المهمة استكمالاً لعملية تحرير وتأمين الساحل الغربي كله، وفك الحصار عن تعز من الجهة الغربية. وكان آلاف من المقاتلين المدربين من أفراد المقاومة بدؤوا تقدماً كبيراً على عدة محاور بجبهة الساحل الغربي بدعم من قوات التحالف، وتعزيزات عسكرية وآليات ثقيلة ومدرعات ومدافع وغطاء جوي، في عملية عسكرية حاسمة ضد مليشيات «الحوثي» الإيرانية في الساحل.
وهذه العملية تتكامل مع عمليات قوات الشرعية والتحالف المتزامنة على جبهات أخرى، وصولاً إلى استكمال مهمة تخليص اليمن، ودول المنطقة، من تهديد الإرهاب الذي تمثله مليشيات «الحوثي» الإيرانية، وتنظيم «القاعدة»، ورعاة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله في المنطقة، وأولهم النظامان الإيراني والقطري. وبعبارة أخرى، فإن هزيمة فلول «الحوثيين» الآن على الساحل الغربي تحقق في الوقت نفسه غاية أبعد هي إنجاز مهمة كف خطر الإرهاب «الحوثي- القاعدي» في اليمن، ورُعاته في الدوحة وطهران، وحلفائهم الإقليميين الآخرين. وهذا ما يجعل الصراع في اليمن معركة دولية مصيرية ضد الإرهاب في أكثر تجلياته بشاعة وشناعة وظلامية وطائفية، ومعركة ضد أكثر رعاته خداعاً ونفاقاً ولعباً على الحبال.
وهذه المعركة ضد الإرهاب تخوضها قوات الشرعية والتحالف نيابة عن المجتمع الدولي كله، ودفاعاً عن مقررات الشرعية الدولية، ضد مليشيات طائفية إيرانية، تحارب بالوكالة وتمارس الإرهاب على الشعب اليمني وشعوب المنطقة، ولذلك فلابد من القضاء عليها تماماً لأنه لا حل آخر مع هذا التنظيم الإرهابي والتشكيل العصابي «الحوثي»، الذي يهدد الاستقرار والسلام والأمن العام. ومن هذا المنطلق فإن هذه العملية العسكرية النوعية في الساحل الغربي تستهدف تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، الأمر الذي يوحي ببدء العد التنازلي لمعركة تحرير كل ما تبقى من مديريات الساحل الغربي والقضاء على مليشيات «الحوثي» الإيرانية، ودحر المشروع الإيراني الانقلابي في اليمن واستعادة سيطرة الدولة على كامل الأراضي اليمنية، وطي صفحة المليشيات «الحوثية» الإيرانية بطريقة حازمة حاسمة، لا تقوم للتمرد والإرهاب بعدها قائمة.
نقلا عن الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة