ميناء الحديدة..منفذ إغاثة حوّله الحوثي لمنصة إرهاب
استمرار تهديد الملاحة الدولية يبرز خطر مليشيا الحوثي ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي.
بالرغم أن ميناء الحديدة غربي اليمن يعد أحد أبرز المنافذ البحرية لاستقبال الإغاثات الإنسانية في محافظات البلاد الشمالية، إلا أن جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، تصر على تحويله إلي منصة إرهابية لتهديد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.
فبعد أيام من قيام المليشيا الانقلابية بحرق مستودعات الإغاثة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي القريبة من الميناء، تعرضت إحدى ناقلات النفط السعودي، ظهر اليوم الثلاثاء، لهجوم إرهابي جديد من قبل المليشيا الإيرانية.
وجاء الهجوم الفاشل لتصاب الناقلة السعودية بأضرار طفيفة وذلك بعد ساعات من تجديد الحكومة اليمنية، مطالباتها بضرورة إجراء تحقيق دولي في الهجوم الذي وقع السبت الماضي، على مخازن برنامج الغذاء العالمي في ميناء الحديدة.
وحسب بيان المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد ركن تركي المالكي، فشل الهجوم الحوثي الإيراني على الناقلة السعودية بعد تنفيذ إحدى سفن القوات البحرية للتحالف عملية التدخل السريع ، لتستكمل الناقلة خطها الملاحي والابحار شمالاً ترافقها إحدى سفن التحالف البحرية .
تهديد خطير لحرية الملاحة
ومنذ الأحد قبل الماضي، دشنت المليشيا تصعيدا عسكريا خطيرا في وجه الجهود الدولية لإحياء عملية السلام وذلك بالتزامن مع جولة المبعوث الأممي الجديد، مارتن جريفيث، إلى صنعاء.
وبدأ التصعيد الحوثي الإيراني، عبر إطلاق 9 صواريخ باليستية صوب الأراضي السعودية خلال أسبوع، ثم هجوم إرهابي جديد على ممرات الملاحة الدولية، ما يكشف نوايا الانقلابيين باغتيال السلام في ربوع اليمن ووقف عملية انقاذه من أيدي المليشيات الكهنوتية.
وقال المالكي،إن الهجوم الإرهابي في الحديدة "يشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر ما يتسبب أيضاً بأضرار بيئية واقتصادية".
ولفت إلى أن استمرار تهديد الملاحة بالمياه الدولية يبرز خطر المليشيات الحوثية ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد استمرار استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للعمليات الإرهابية و تهريب الصواريخ والأسلحة.
وشدد المتحدث باسم التحالف، على أهمية وضع ميناء الحديدة تحت الرقابة الدولية ومنع استخدامه كقاعدة عسكرية لانطلاق الهجمات ضد خطوط الملاحة.
الميناء منصة للإرهاب
ورفضت مليشيا الحوثي، العام الماضي، مقترحا أمميا تقدم به المبعوث السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بتسليم الميناء إلى طرف محايد من أجل إدارته وتجنيب الحديدة أي عمليات عسكرية، بما يضمن تدفع الإغاثات والبضائع لليمنيين.
ولم يرق المقترح لمليشيات الحوثي رغم ترحيب الحكومة الشرعية والتحالف العربي، حيث تعتبر الميناء أحد مصادر القوة بالنسبة لها، فعلاوة على الرسوم الجمركية المهولة التي تجنيها وتستخدمها في تمويل الحرب، تستخدم المليشيات الميناء في تهريب الأسلحة.
كما يهدف الحوثي من وراء تمسكه بالسيطرة على الميناء إلى إطالة أمد الحرب ومفاقمة معاناة اليمنيين، لكن القوات الحكومية تؤكد أنها لن تقبل بذلك.
وقال الناشط السياسي اليمني، عصام المحمودي، إن مليشيا الحوثي تعيش في وضع عسكري حرج خلال الوقت الحالي بعد محاصرتها في جبهات صعدة والبيضاء والساحل الغربي، ما جعلها تلجأ لتنفيذ ضربات عشوائية فاشلة صوب السعودية، وهجمات إرهابية لتعطيل الملاحة في المياة الدولية.
وقال المحمودي لـ" العين الإخبارية": " الإرهاب الحوثي تجاه الملاحة موجود منذ 3 سنوات، لكن بعد إصابة سفينة نفطية في المياة الإقليمية كانت ستتسبب بكارثة بيئية لليمن، يجب على التحالف والمجتمع الدولي بشكل عام اتخاذ موقف حازم تجاه الإرهاب الحوثي وعدم التردد لحظة واحدة في تحرير ميناء الحديدة".
وشدد الناشط اليمني، على ضرورة إيلاء جبهة الجراحي والساحل الغربي اهتماما أكبر مع الدفع بأكبر قوة عسكرية من الجيش اليمني لتحرير باقي مناطق الحديدة، في مقابل تنفيذ عملية عسكرية بحرية للتحالف العربي للسيطرة على الميناء بدلا من أن يظل في يد إيران التي تستخدمه في ابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الملاحة الدولية.