بالفيديو.. "العين" شاهدة على جرائم الحوثي: تهجير أهالي قرية غرب تعز

المليشيات الانقلابية تواصل تهجير المدنيين من قرية تبيشعة في جبل حبشي غربي تعز، وكانت المليشيا قد اقتحمت القرية ليل أمس الأول السبت

تواصل المليشيات الانقلابية تهجير المدنيين من قرية تبيشعة في جبل حبشي غربي تعز (جنوب غرب اليمن)، وكانت المليشيا قد اقتحمت القرية، ليل أمس الأول السبت، وطلبوا من السكان مغادرة القرية. 

في مشهد مأساوي جسد حقد المليشيات الانقلابية على المواطن اليمني.

وأفاد مواطنون مهجّرون لبوابة "العين" الإخبارية بأن المليشيات بعد تهجير الأهالي تقوم بتلغيم الكثير من المنازل لتفجيرها بعد أن فجروا بالأمس 7 منازل أخرى. 

وكان الحوثيون قد اقتحموا القرية، ليل السبت، وطلبوا من السكان مغادرة القرية.

 وبحسب إحصائية أولية فإن أكثر من 140 أسرة تم تهجيرها خلال اليومين الماضيين إلى قرى مديرية جبل حبشي ومنها من انتقلت إلى مدينة تعز خلال الساعات الماضية.  

ويقول مراسل بوابة "العين"في تعز، إن الحوثيين شددوا حصارهم على قرى عزلة بلاد الوافي شمال جبل حبشي، فيما تستهدف قناصاتهم تحركات المواطنين بعد منع وصول المواد الغذائية إلى القرى المحاصرة.

وحصار الحوثيين مستمر على قرى موليه والعنيين وقشيبة وبني خيله والمحشا والقحفة في عزلة بلاد الوافي، المحاذية على خط الحديدة تعز.

حيث ترزح منطقة بلاد الوافي بمديرية جبل حبشي غرب مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تحت وطأة حصار خانق تفرضه عليها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح منذ أكثر من شهرين ما تسبب بمعاناة كبيرة للسكان.

وتسيطر المليشيا على الطرق الرئيسة وتمنع حركة التنقل في المنطقة؛ ما أجبر الأهالي على اتخاذ بدائل عبر طرق جبلية وعرة ومسافات طويلة لنقل احتياجاتهم لحمل المواد الغذائية الضرورية على الدواب وعلى أكتاف الرجال ورؤوس النساء.

كاميرا بوابة "العين" صورت رحلة المعاناة اليومية التي يتكبدها أهالي بلاد الوافي؛ حيث يخرج الأهالي فجراً ويتنقلون عبر جبال وطرق مستحدثة لجلب الاحتياجات الضرورية ولا يعودون إلا في المساء، وهو ما جعل من هذه القرى مناطق منكوبة نتيجة صعوبة حصول السكان على احتياجاتهم من غذاء ودواء.

وتضم منطقة بلاد الوافي المحاصرة عشرات القرى والتجمعات السكانية منها قرى قشيبة، والشيخ سعيد، والميهال وموليه والسفاء والقحفة والعنين وبني خيلة وإيناعة والحبيل والقبع وبيت الوافي وهر والبسقة والحجر والشجن.

وتعد عزلة "بلاد الوافي" أكثر مناطق مديرية جبل حبشي من حيث عدد السكان؛ إذ تقدر بـ(19.658 نسمة) في آخر إحصائية رسمية، وتتمتع بتضاريس جبلية وعرة.

حصار كلي

مصادر محلية من أبناء المنطقة تقول إن المليشيات أغلقت الطرق الفرعية المؤدية إلى عشرات القرى في بلاد الوافي منها طريق الرمادة وطريق الهيجة بشكل نهائي.

وأوضحت المصادر أن طريق الرمادة المغلق نهائياً يربط أكثر من 10 قرى بمدينة تعز ومدينة هجدة، وبعد إغلاقه لا وجود لأي بديل إلا الجبال الوعرة التي يصعب المشي فيها على الأقدام.

مشيرين إلى أن الحصار الذي فرضته المليشيات على المنطقة بدأ تدريجيا قبل 4 أشهر، ولكن طبق الحصار كليا قبل 3 أشهر من الآن.

وتتحدث المصادر لبوابة "العين" أن جميع القرى المحاصرة في بلاد الوافي لا يوجد فيها أي مرفق صحي حكومي أو خاص، وهو ما فاقم من معانات المصابين والمرضى؛ نظراً لسقوط قذائف مدفعية على تلك القرى قرب أماكن المواجهات والمعارك من القرى المحاصرة.

وضع إنساني صعب

يقول أحد سكان المنطقة، إن المليشيات الانقلابية أحكمت سيطرتها على الطريق الذي يعد الأساسي في تزويد أبناء قرى بلاد الوافي باحتياجات الحياة اليومية، ولم تكتفِ بقطع الخطوط الرئيسية، بل نشرت قناصتها فوق بعض التباب لمنع الأهالى من استخدام الطرق الفرعية.

وأضاف: "يعاني أبناء بلاد الوافي الأمرين في جلب احتياجاتهم اليومية, عبر طرق وعرة تم شقها حديثاً حيث يتم حمل احتياجاتهم فوق الأكتاف، الوضع الإنساني صعب جداً لا نستطيع وصفه".

مشقة وعناء

مصادر محلية تقول: "إن الحصار يشمل أغلب قرى عزلة بلادالوافي، الطريق الوحيد الذي يصل هذه القرى بالمدينة هو الطريق المؤدي إلى منطقة الرمادة، وهو الذي قامت المليشيا بقطعه". 

كاميرا العين صورت مشاهد المعاناة ومكابدة المشقة والعناء لأبناء القرى المحاصرة الذين يقومون بقطع مسافات مشياً على الأقدام تستمر لساعات طويلة ذهاباً وإياباً للوصول إلى شراء احتياجاتهم.

الأطفال وكبار السن والشباب "ذكوراً وإناثاً" كلهم اضطروا إلى سلك هذه الطرق من أجل توفير سبل المعيشة.

في هذا الطريق الوعر صورنا معاناة امرأة حامل أجبرتها المليشيا على أن تسلك هذه الجبال الوعرة حتى تصل إلى المدينة وتطمئن على جنينها.

ويقول أحد المارين من هنا إن مليشيات الحوثي وصالح تعاقب سكان بلاد الوافي بطريقة وحشية بذريعة منع أي تحرك لقوات الجيش الوطني باتجاه خط تعز الحديدة المار قرب جبال العينين والصراهم في بلاد الوافي.

واعتبر أن هدف مليشيات الانقلاب من عقاب سكان بلاد الوافي هو منع تعاون سكان بقية قرى غرب محافظة تعز مع قوات الجيش الوطني.

ويعد حصار مليشيات الحوثي وصالح قرى عزلة بلاد الوافي في جبل حبشي نموذجاً مبسطاً لحصارهم المفروض على مدينة تعز منذ قرابة عامين، ويعد الحصار من جرائم حربهم بحق أبناء المحافظة.