حشود صالح تتفرق بخيبة الأمل وتتساءل: لماذا تراجع أمام الحوثي؟
خيبة الأمل العنوان الأبرز لمهرجان السبعين الذي أقامة المخلوع صالح الذي لم يروِ عطش أنصاره بقرارات تحد من سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء
تفرقت الحشود التي دعا إليها المخلوع علي عبدالله صالح بعد مشاركتها في ذكرى تأسيس حزبه بصنعاء، الخميس، تملؤها خيبة الأمل، وهي تتساءل لماذا تغير خطابه تجاه الحوثيين عن اليومين الماضيين.
فالاحتفالات التي جرت بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في ميدان "السبعين" انتهت بخيبة كبيرة وإحباطٍ ضربا هذه الحشود الكبيرة التي حملت آمالاً كبيرة بأن تخرج الاحتفالية بخطوات ترجّح كفة صالح على كفة الحوثيين في الصراع الدائر بالعاصمة.
وتصاعدت هذه الآمال بعد التهديدات المتبادلة بين المخلوع ومليشيات الحوثي في اليومين الماضيين، وتبادل الاتهامات حول المسؤول عن تدهور الأوضاع في البلاد.
لكن صالح الذي ظهر من خلف زجاج مضاد للرصاص اقتصرت كلمته على تحيته لحزب المؤتمر، وأنه يثمن موقف المتوافدين من المحافظات للمشاركة في حفل السبعين.
وبدلا من التصعيد المنتظر من صالح تجاه الحوثيين الذين وصفوه بالمخلوع، قال إنه سيرسل عشرات الآلاف من المقاتلين إلى الجبهات لمحاربة التحالف العربي؛ ما يعني استمرار دعمه لجبهة الحوثي التي تريد مزيدا من المليشيات ضد التحالف لإطالة أمد الحرب.
ولم يتعرض المخلوع في خطابه القصير جدا لأي من قضايا التهميش والاعتداءات التي تطال أنصاره على يد مليشيات الحوثي المسيطرة على مؤسسات الدولة.
وظهرت ردود الفعل سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي حول المهرجان الذي دام لنحو ساعتين، وانتهى سريعًا بشكل لا يتناسب مع عمليات الحشد والحشد المضاد التي شهدها اليومان الماضيان، وبدا أنصار صالح مستائين من كلمته.
ولخص ذلك محمد المصعبي، أحد أنصار حزب المؤتمر، الذي قال على موقع "تويتر": "تمخّض الخيل (شعار المؤتمر) فولد فأرًا".
بل وزاد من الاستياء ما تردد عن أن المخلوع عقد صفقة مع مليشيات الحوثي ليسمحوا لأنصاره بالتوجه السلس من المحافظات إلى صنعاء، تتضمن تسليم بعض أنصاره المطلوبين للمحاكمة لدى مليشيات الحوثي.
وغادر صالح الميدان فور إلقائه كلمة وبعد قليل من دوي أعيرة كثيفة من مكان قريب، قال أنصاره إنها أطلقت احتفالا بالمناسبة، بل ونفوا أنباء عن اشتباكات مع مقاتلين حوثيين.
وكانت أنباء ترددت صباح اليوم عن تعرُّض صالح لمحاولتي اغتيال على يد مليشيات الحوثي، إلا أن وسائل إعلام محلية نقلت عن قيادات مقربة منه- لم تسمّها- نفيها لحدوث هذا الأمر.
ويأتي هذا المشهد متناقضا تماما مع أجواء اليومين الماضيين النارية.
فأمس الأربعاء أوصت قيادة الحوثيين بإعلان حالة الطوارئ ووقف كافة أشكال النشاط الحزبي للحد من تجمعات صالح.
وقالت لأنصار صالح إن أية تجمعات حاشدة يجب أن تكون على جبهات القتال لا في الميادين العامة. إلا أن عملية الاحتشاد مضت قُدما اليوم الخميس.
وبدا اليمن على صفيح ساخن خلال اليومين الماضيين بعد أن حشد الحوثيون مليشياتهم في صنعاء مقابل أنصار صالح الذين كانوا يستعدون للاحتشاد في ميدان السبعين.
وطفت الخلافات بين الجانبين بعد أن وصف صالح الحوثيين بالمليشيات، رافضا هيمنتها على صناعة القرار في صنعاء.
وردا على ذلك أصدرت قيادة ما يسمى بـ"اللجان الشعبية" التابعة لمليشيات الحوثي، بيانا قالت فيه إن "وصْف صالح للجان الشعبية بالمليشيا طعنةٌ في الظهر وهو الغدر بعينه".
وأضاف البيان أن ما قاله صالح تجاوز لخط أحمر، ما كان له أن يقع فيما وقع إلا متربصا شرا، متنكرا لنهر من الدماء، مهددا صالح بأن "عليه أن يتحمل ما قال، والبادئ أظلم".
من ناحية أخرى، ورغم عدم تصعيد صالح لهجته ضد الحوثيين في خطاب السبعين، إلا أن قيادات حوثية دعت إلى استمرار بقاء تجمعات أنصارها بهدف الاعتصام على مداخل صنعاء، دون تحديد موعد انسحابها ما يوحي بتصعيد مليشياوي جديد يشبه حصارهم واجتياحهم للعاصمة قبل عامين.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز