سياسة
في زمن الحوثي.. مفتٍ بمرجعية إيرانية ومخاوف من فتاوٍ طائفية
خطوة يراها مراقبون أنها تهدف لتجيير الفتوى الدينية وإشهارها كآخر أسلحة الحوثي في الفتك بخصومهم
رمى الحوثيون بكل أوراقهم في ساحة المعركة دون جدوى، وخلال الأيام القادمة يبدو أن الفتوى الدينية، ستكون آخر تلك الأوراق التي سيتم استخدامها في الحرب التي يخوضونها ضد القوات الحكومية الشرعية مسنودة بالتحالف العربي.والاثنين الماضي، أعلن الحوثيون، عبر ما يسمى بـ"المجلس السياسي"، تعيين مفتٍ جديد، وهيئة إفتاء، في خطوة اعتبرها الشارع اليمني، تهدف إلى بدء موجة من الفتاوى التي قد تصل إلى "الطائفية"، واستخدامها ضد الشرعية.
الحوثيون، أطاحوا بالمفتي "محمد بن إسماعيل العمراني"، الذي يشغل المنصب منذ سنوات طويلة، وقاموا بتعيين أحد الموالين لهم بديلا عنه، هو " شمس الدين محمد شرف الدين"، "رئيسا لهيئة الإفتاء، ومفتيا للديار اليمنية".
وحشدت جماعة "أنصار الله" عدداً من الموالين لها في هيئة الإفتاء، على رأسهم الداعية "سهل بن عقيل" و"محمد علي مرعي"، بالإضافة إلى "محمد عبد الله عوض" و"يونس محمد المنصور"، و"محمد سقاف الكاف"، وجميعهم يجاهرون بميولهم الحوثية.
ويتخوف الشارع اليمني من أهداف تعيين الحوثيين مفتياً جديداً وهيئة للإفتاء، ويقولون إن الأيام القادمة قد تشهد إصدار فتاوٍ طائفية تبيح دم كل المناهضين لهم.
ونشر ناشطون يمنيون صوراً للمفتي الجديد، وهو في حوزات إيرانية، ويعقد لقاءات مع رجال دين في طهران.
وقال مهتمون في الشأن الإيراني، إن شرف الدين، زار طهران 8 مرات في العام 2016، ومرتين عام 2015، للدراسة في الحوزات الإيرانية.
واستنكرت الحكومة اليمنية، القرار الحوثي، وقال وزير الأوقاف أحمد عطية، إن التعيين يؤكد أن الانقلاب لم يقتصر على الجانب السياسي والاجتماعي والعسكري، بل امتد إلى المؤسسات الدينية والشرعية.
واعتبر عطية، في تصريحات نقلتها مواقع حكومية، أن تشكيل "دار إفتاء انقلابية، يعني أن ينتظر اليمنيون فتاويَ جديدة لاستباحة دمهم وشرعنته باسم الدين لتكريس الطائفية والشحن المناطقي".
كما اعتبر نشطاء يمنيون القرار الحوثي بأنه يهدف إلى تجييش الناس بشكل أكبر في حربهم العبثية ضد أبناء الوطن، وينذر بكوارث.
وقال الناشط، أيمن الواقدي لـ"بوابة العين الإخبارية": "خلال الفترة الماضية دعا علماء حوثيون في أكثر من مناسبة للجهاد ضد خصومهم، لكن الأمر لم يجد أي صدى، لأن الناس يعرفون أن مفتي اليمن هو المرجع الديني البارز، محمد العمراني، ولذلك أرادت الجماعة طمس صفحة العمراني".
وأضاف "هناك أنصار موالون للحوثيين ويقتادونهم كقطيع إلى جبهات القتال وليسوا بحاجة إلى فتوى، وهناك رافضون، لكن الخوف أن تصدر فتاوٍ بالإعدام، أو أخرى تجبر اليمنيين والأُسَر على تسليم أحد أفرادها من أجل الذهاب للقتال".
واعتبر مراقبون، وجود الغالبية العظمى في هيئة الإفتاء من أسر الحوثي المقربة، هو دليل على نية مبيتة في تجيير الفتوى الدينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني "عارف أبو حاتم " لـ"بوابة العين الإخبارية" إن "وجود خمسة من أصل ستة أشخاص على رأس هيئة الإفتاء جميعهم من الأسرة الهاشمية المؤمنة بفكرة الاصطفاء الإلهي، هو مؤشر على نية مبيتة في تجيير الفتوى الدينية وإشهارها كآخر أسلحة الحوثي في الفتك بخصومهم".
وأردف: "لن نذهب بعيدا في الاستدلال، فقد سبق لمحمد المطاع وهو أحد علماء الأسرة الهاشمية المتعصبة، أن أفتى قبل سنة من الآن بوجوب الذهاب لقتال أبناء تعز الشوافع، وهذا تقسيم مذهبي هو غاية إيران في اليمن".
وأشار إلى أن "المفتي الجديد الذي عينه الحوثيون، هو شاب تخرج على يد المخابرات الايرانية في مدينة قم وسيفتي وفقا للمذهب الجعفري".
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA= جزيرة ام اند امز