الأزمة اليمنية.. الرهان على مسقط لإنفاذ مسار الكويت
بوصلة الملف اليمنى تتجه إلى العاصمة العمانية مسقط التي تشهد حراكاً سياسياً للأطراف المنخرطة فى الأزمة والراعية لتسويتها.
تتجه بوصلة الملف اليمنى إلى العاصمة العمانية مسقط التي تشهد حراكاً سياسياً للأطراف المنخرطة فى الأزمة والراعية لتسويتها، بهدف التوصل لصيغة مشتركة، تمهد الطريق للتوقيع على وثيقة اتفاق نهائي لحل شامل لاحقاً فى الكويت، والتى رعت مفاوضات بين الفرقاء اليمنيين دامت لـ3 أشهر لم تفض إلى حصاد ملموس يعول عليه فى الانتقال من مسار الحرب إلى مسار السلام عبر انتقال سياسي يطوى صفحة الحرب الأهلية التي اندلعت في صيف 2015.
المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، الذي يقود مسار المشاورات، طرح خطة عمل تبدأ بتهيئة الأجواء لمشاورات عبر إقرار هدنة لوقف النار والغارات على الجبهات المختلفة لمدة 72 ساعة بين التحالف الدولي ومليشيات الانقلابيين، يواكبها إفساح المجال لإدخال مساعدات إنسانية للمناطق المتضررة من الحرب، ودعماً لهذا الاتجاه يقوم مساعد الأمين العام للمتحدة للشؤون الإنسانية بزيارة إلى صنعاء بدأها الأحد.
وفى السياق ذاته، ووفقاً لمصدر مراقب للتحركات الجارية في مسقط لبوابة العين الإخبارية، قال إنه يفترض أن تتضمن تلك التحضيرات التزام مليشيا الحوثي بوقف هجماتها على الحدود السعودية مقابل وقف الغارات التي يشنها التحالف على الجبهات المختلفة التي تسيطر عليها الحركة وقوات حلفيها الرئيس المخلوع على عبد الله صالح.
وأضاف المصدر، حول توقعاته لسقف المفاوضات، أن هناك أرضية محل اتفاق وهى النتيجة التي يجب أن يسفر عنها الاتفاق، لكن الخلاف حول الجدولة والمسارات (السياسي – الأمني) أيهما له الأولوية، وفى حال الوصول لصيغة مشتركة يمكن وضع بنود اتفاق نهائي على أن يتم التوقيع عليها في الكويت.
المحلل السياسي اليمنى محمد يحي الصابري يقول المخرج السياسي للأزمة الذي يجب أن يعول عليه هو خريطة الطريق التي تم التوصل إليها في الكويت، وهي تشير إلى إمكانية تلازم المسارين الأمني والسياسي، وحسب المناخ والواقع الراهن، يمكن تشكيل لجنة من عسكريين محليين تحت إشراف دولي، وهناك قطاع عسكري محايد يمكن أن يلعب هذا الدور".
وتبدو مسقط محطة مهمه للمفاوضات إذ إنها العاصمة المفضلة لتحالف الحوثي -صالح منذ بداية الأزمة، إلا أنها شكلت قبلة للمباحثات والمشاورات كمسار غير رسمي، وعلى الرغم من ذلك لا يبدو هناك تفاؤل في أوساط المراقبين والمحللين السياسيين بهذه المحطة، حيث يرى الباحث والمحلل السياسي اليمنى عبد العزيز المجيدي أنها " فصل جديد في نفس الملهاة".
بينما يشير مصدر مقرب من الحكومة في الرياض إلى أنه على الرغم من أن هناك استجابة من جانب الحكومة الشرعية ومن جانب السعودية تجاه المسار السياسي، يرى أنه لايزال من الصعوبة بمكان التعويل على التزام الحوثي- صالح بأي مقررات يمكن أن تفرزها العواصم الخليجية الراغبة في تسوية الأزمة اليمنية"، وقال "تقديري على المستوى الشخصي أنه لا توجد أرضية حقيقية لاتفاق بسبب التطورات الجارية في صنعاء والعراقيل التي يفرضونها لعرقلة الوصول لتسوية شاملة، وبالتالي الميدان هو صانع الاتفاقات الحقيقية".
وخلال الفترة ما بين توقف مسار الكويت نهاية يوليو/تموز الماضي وبين مسار مسقط المرتقب جرت مياه كثيرة تحت الجسر، إذ اتخذ الانقلاب خطوات سياسية بالتزامن مع نهاية مفاوضات الكويت بإعلانه تشكيل مجلس سياسي مشترك، وصولاً إلى الإعلان عن تشكيل حكومة يقودها محافظ عدن السابق عبد العزيز بن حبتور عشية الإعلان عن إطلاق مسار مسقط، فضلاً عن التعقيدات الميدانية بداية من تعزيز الحصار الحوثي على تعز بالتزامن مع تصعيد الهجمات باتجاه الحدود السعودية، وصولاً إلى قصف سفينة إغاثة إماراتية بصاروخ في البحر الأحمر قبالة "المخا"، وهو ما رد عليه لتحالف العربي بتصعيد مقابل، حيث استأنف غاراته على جبهات "نهم" والكلية الحربية في منطقة الروضة شمالي صنعاء، والمنطقة الساحلية التي يتوقع أن تشهد إجراءات مشددة في أعقاب تحول الحوثي لاستهداف الحركة الملاحية فيها.
وينظر إلى هذا التطور الأخير على أنه الأكثر تصعيداً في المشهد، وفى هذا السياق يقول المجيدي: "الشريط الساحلي غير آمن منذ سيطرة الحوثيين، وحرصهم منذ بداية المعركة على السيطرة على المخا وميدى وحصار تعز، الأمر الذي يقتضي تدخلاً سريعاً لتغيير هذا الواقع الميداني، بالسيطرة عليه براً وبحراً وجواً.
وفى هذا السياق، أصدرت الخارجية الأمريكية بيان تحذير للحركة الحوثية بشأن التهديدات في البحر الأحمر الذي يعتبر ممراً دولياً لحركة التجارة العالمية، فيما تقول مصادر يمنيه أخرى أنه قد يشكل تهديداً في حال إغراء مليشيات أخرى أو موالية أو متعاونة مع مليشيات التمرد أو القاعدة بعمل مماثل يهدد أمن البحر الأحمر.
وبالإضافة إلى هذه التطورات، طرأت تحديات إضافية، يتوقع أن تلقى بظلالها على مسار مسقط الجديد، منها مبادرة كيري التي طرحت في الرياض قبل أسابيع، والتي تظهر تدخلاً أمريكياً جديداً على صعيد هذا الملف يبدو غير مقنع في توجهاته لدى البعض، خاصة وأنه يأتي مواكباً لانخراط روسي واضح بتعزيز وضع الحوثي- صالح.
ووفقاً لما كشفته مصادر في صنعاء، فإن صالح التقى مع القائم بالأعمال الروسي قبيل بدء جولة مسقط المرتقبة. وهو ما يعزز القول بأن حمى التنافس الروسي الأمريكي تتسل إلى الملف اليمني على غرار الحالة السورية.
ومن ثم، تبدو هناك تحركات في الغرف المغلقة لدى الجانبين الأمريكي والروسي، فضلاً عن أنها مبهمة في بعض أطروحاتها المعلنة من جانب كيري، مثل عملية تسليم السلاح لطرف ثالث.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز