شعلة "26 سبتمبر" تقض مضاجع الحوثي.. احتفاء يمني غير مسبوق
احتفى ملايين اليمنيين على نحو غير مسبوق بالذكرى الـ60 للثورة في البلاد، في رسالة لمليشيات الحوثي تضع تاريخ 21 سبتمبر/أيلول بموقع الانقلاب.
ويصادف اليوم الإثنين الذكرى الـ60 لثورة اليمن التي أعلنت الجمهورية في عام 1962 بدعم من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والجيش المصري الذي وفر دعما كبيرا لتنظيم الضباط الأحرار الذي فجر الثورة في شمال اليمن.
وأضاءت مدن وجبال اليمن مساء الأمس شعلة الثورة التي يرافقها احتفالات شعبية كل عام لتأكيد ولاء اليمنيين وإيمانهم بثورتهم الخالدة التي تحاول مليشيات الحوثي استبدالها بذكرى الانقلاب في 21 سبتمبر/أيلول.
ويمثل الزخم الثوري في مناطق اليمن بما في ذلك مناطق سيطرة مليشيات الحوثي رسالة صريحة للمليشيات بأن القبول بأي نظام وثورة أخرى في البلاد يعد من المستحيل.
وحاولت المليشيات منع الاحتفالات في مناطق سيطرتها باستثناء السماح بفعالية صغيرة مركزية في العاصمة صنعاء غير أن كل القيود الأمنية لم تمنع المواطنين من الاحتفاء بثورتهم حتى في أسطح منازلهم بإيقاد شعلة الثورة .
اعتقالات حوثية
وتداول نشطاء صورة للمواطن محمد اليفاعي في محافظة ذمار منعته المليشيات ورفاقه من الاحتفال بالثورة في ساحة عامة ليعود إلى سطح منزله ويوقد شعلة ثورة 26 سبتمبر متحديا المليشيات وقبضتها الأمنية
وقال حقوقيون في محافظة ذمار لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي اعتقلت اثنين من المدنيين وهما محمد محمد صالح اليفاعي وكذلك محمد الكوماني على إثر الإعداد والتحضير لإيقاد شعلة الـ26 من سبتمبر رغم التنسيق المسبق مع بعض الجهات المعنية .
واعتبر الناشط السياسي عادل السبئي الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر دليل على شعور اليمنيين أنها كانت عملية خلاص من حلقات مترابطة من الوجع، والقهر، والفقر، والجهل، والمرض، والتخلف، والأمية، نتيجة رزوح البلاد تحتج وطأة حكم سلالي امتد لألف عام حكمت خلالها اليمن بالدم والحديد والنار.
وقال السبئي في تعليق على عيد الثورة نشره على صفحته في "فيسبوك" إن عيد الـ26 من سبتمبر ليس عيداً وطنياً فحسب بل هو روح الأرض وميلاد الإنسان وأكبر الأعياد الوطنية، وأهمها.
نسخة خمينية
وفي بيان صدر بالمناسبة اعتبر المكتب السياسي للمقاومة الوطنية أن الـ26 من سبتمبر/أيلول، تمثل أيقونة للنضال الوطني، وقناعة راسخة تجسد عظمة النضال من أجل الحرية والكرامة والأمن والاستقرار.
وأكد المكتب السياسي أن مساعي ومؤامرات المليشيات الحوثية لطمس معالم الثورة الخالدة ستبوء بالفشل، وسيأتي اليوم الذي توقد فيه شعلة الـ26 من سبتمبر/أيلول مجدداً وسط ميدان التحرير في العاصمة صنعاء.
وتعهد المكتب السياسي الذراع السياسي لقوات المقاومة الوطنية بالوفاء لأهداف ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر، والعمل على تحقيق كل ما يصبو إليه الشعب اليمني من تطور وتقدم ورقي.
وأعلن المكتب السياسي أن المعركة ضد مليشيات الحوثي هي معركة مصيرية ولن تُحسم إلا بالقضاء على المشروع الإمامي برمته وبنسخته الخمينية (نسبة لروح الله الخميني المرشد الإيراني السابق) والانتصار للنظام الجمهوري.
واعتبر أي تساهل دولي مع جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية تشجيعاً لها لمواصلة ارتكاب المذابح بحق الشعب اليمني .
وأكدت الحكومة اليمنية أن بقاء جذوة ثورة 26 سبتمبر المجيدة بهذا الألق والبهاء الوطني بعد 60 عاما من اندلاعها برهان على أنها نبض حياة متجدد كونها أعادت للإنسان اليمني عزته وكرامته ومكانته بين أمم العالم بعد قرون من الانغلاق والتخلف والاستبداد.
واكد القيادي في التنظيم الناصري رشاد الأكحلي إنه لا خوف على الثورة والنظام الجمهوري بعد اليوم لأن الشعب هو الحامي لهذه المكاسب؛ فالتضحيات البطولية التي يقدمها الأحرار في جبهة الساحل الغربي ومختلف الجبهات جعلت الانقلاب المشؤوم يترنح بفضل يقظة الشعب والجيش والقوات المشتركة والمقاومة الجنوبية.
وقال الأكحلي في خطاب بذكرى الثورة القاه في الساحل الغربي أن القوات المشتركة ألحقت هزائم نكراء بمليشيات الحوثي في الساحل الغربي وتعز ومأرب وشبوة والضالع، ومهما حاولوا أن يهربوا إلى الأمام، فلن يستطيعوا الإفلات من غضب الشعب.
وأشار الأكحلي إلى أن الحوثي الذي سعى طوال ثماني سنوات لتجريف الهوية الوطنية وفرض الفكر الإرهابي الخميني على شعبنا وخنق تعز بحصاره الجائر، ومهما تجبّر سيرضخ في الأخير ويرحل صاغرًا عن تعز الصامدة، التي لم ترضخ طوال ثماني سنوات وفضّل أبناؤها الموت جوعًا تحت الحصار على حياة العبودية.
اختفاء غير مسبوق
وصباح اليوم تواصلت في محافظة تعز ومناطق عديدة عروض عسكرية واحتفالات كبيرة بذكرى ثورة اليمن الكبرى بعد ليلة صاخبة بالاحتفالات التي عمت كل أرجاء اليمن .
واعتبر مراقبون أن الزخم الشعبي الكبير في إحياء ذكرى الثورة رسالة رفض صارمة ضد المليشيات وإعلان حرب شعبية ضد الانقلاب بمختلف الوسائل والإمكانيات.