تجنيد الصيادين.. "العين الإخبارية" تتعقب شباك الحوثي في حجة والحديدة
خرابٌ في الأرض وغُرابٌ في السماء وأخطبوطٌ في البحر، ثلاثيةٌ نسجت شباكا حوثية افترست أبناء اليمن ودفعت بهم إلى محارقها.
فها هي دوامات الحوثي تبتلع أبناء الصيادين في مياه اسلاحل الغربي، وتضعهم طُعما لجبهات الموت.
فظائعٌ وانتهاكات حوثية اقتفت "العين الإخبارية" أثرها على شواطئ الحديدة، لتبدأ بخيط التجنيد في شباك القيادي عقيل الشامي.
ويؤسس الحوثي مليشيات بحرية للدفاع الساحلي كقوة بوحدات متخصصة، حيث دفع بالإرهابي الأكثر تطرفا عقيل الشامي إلى تصدر مشهد تجنيد الصيادين وقيادة هذه القوة، إلى جانب قوة أخرى يقودها القيادي منصور السعادي المدرج عالميا بلائحة الإرهاب.
ويتخذ الشامي من محافظتي حجة، والحديدة المشمولة باتفاق سلام أممي، مقرا له لتشكيل مليشياته البحرية الجديدة والتي جُل عناصرها من الصيادين لتولي مهام بحرية في التهريب ومهاجمة سفن الشحن بالبحر الأحمر.
فمن هو عقيل الشامي؟
لسنوات عمل عقيل أحمد الشامي بصفته أحد القيادات العسكرية في الظل قبل أن يبرز اسمه على مدى 3 أعوام مضت بعد قيادته قوة عسكرية تحت اسم "ألوية النصر" اتخذت من محافظتي حجة والحديدة، مسرحا لعملياتها
وتشكلت ما تُسمى "ألوية النصر" لتكون موازية لـ"قوات المنطقة الشمالية" الحوثية، ليصبح الشامي الرجل الأول عسكريا للمليشيات في محافظتي الحديدة وحجة، بل وأخطر القيادات العسكرية في عموم تهامة بعد الإرهابي يوسف المداني.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر عسكرية يمنية أن مليشيات الحوثي عملت من خلال عقيل الشامي على استقطاب عدد كبير من الأطفال والشباب من أبناء العاملين في قطاع الصيد التقليدي ومن سبق لهم العمل في الصيد والمهام البحرية سواء النقل أو التهريب.
تجنيد تحت وابل الوعود
وقالت المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لدواع أمنية-: إن المليشيات الحوثية شكلت قوة بحرية ودفاعا ساحليا بوحدات متخصصة مكونة من 5 ألوية عسكرية، لتكون تابعة للشامي المقرب من زعيم الجماعة الانقلابية عبدالملك الحوثي، الذي منحه رتبة لواء رغم حداثة سنه.
وبتكليف من الشامي، نشرت المليشيات مندوبين أمنيين لتجنيد مجاميع من الأطفال الذين يعملون مع آبائهم وأقاربهم في مهنة الصيد مقابل وعود بمنحهم رواتب شهرية وامتيازات، إضافة إلى استقطاب عشرات من الشباب الذين سبق لهم العمل في الاصطياد والنقل البحري التقليدي أو اشتراكهم في أنشطة تهريب.
ووفق المصادر فإن المليشيات وبدعم إيراني تركز على الأطفال الذين تقترب أعمارهم من 13 عاما ويشاركون أهاليهم في أعمال الصيد واجتياز البحر لإدخالهم معسكرات خاصة تبدأ بالتعليم الديني الطائفي المتطرف أو ما تسميه المليشيات "التربية الجهادية"، وبعد ذلك تدريبهم عسكريا ضمن مجاميع المليشيات البحرية التي يتم تشكيلها في الحديدة.
المصادر نفسها، كشفت عن أن القيادي الحوثي عقيل الشامي المشرف على تشكيل القوات البحرية والدفاع الساحلي رفض السماح للجنة فنية مدعومة من الأمم المتحدة قدمت من صنعاء، دخول معسكراته، وذلك رغم وجود ممثلين لجهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيات، إضافة إلى ممثلين لجهات أخرى حوثية.
مهرب عابر للحدود
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "العين الإخبارية"، فإن الشامي أصبح هو صاحب القرار في العمليات العسكرية الإرهابية للحوثيين التي تتم في البحر الأحمر.
كما يشرف الرجل بشكل مباشر على كل أنشطة التهريب التي تنفذها المليشيات الحوثية عبر خطوط التهريب في البحر الأحمر من خلال التنسيق مع مافيا التهريب الدولية في القرن الأفريقي.
كما أن للشامي ارتباطات وثيقة بعمليات تهريب السلاح من اليمن عبر الحديدة إلى دول القرن الأفريقي، إذ تحولت سواحل اليمن الغربية إلى مرافئ لنقل السلاح إلى مناطق النزاعات في دول أفريقية عديدة بينها إثيوبيا والسودان والصومال، وفق المصادر ذاتها.
ومن خلال تشكيل المجاميع البحرية الجديدة في غرب اليمن على سواحل البحر الأحمر يتضاعف خطر مليشيات الحوثي على نشاط الملاحة وأمن دول المنطقة المشاطئة للبحر الأحمر.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA== جزيرة ام اند امز