عشية ذكرى الوحدة.. الرئاسي اليمني: عازمون على استعادة الدولة
أكد رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، عزم كافة القوى على استعادة الدولة، والانتقال لفضاء يحدد فيه اليمنيون مستقبلهم السياسي.
ووجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي خطابا للشعب اليمني عشية ذكرى عيد الوحدة الـ32 بين الشمال والجنوب، حيا خلاله الاصطفاف الواسع للقوى الوطنية، والإقليمية ضد الانقلاب الحوثي الغاشم، على طريق استعادة الدولة وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
وأشار العليمي إلى دلالات التوافق الوطني الاستثنائي في إطار مجلس القيادة الرئاسي.
وقال إن "اصطفاف شركاء الهدف والقرار من جنوب وشمال الوطن في العاصمة المؤقتة عدن، يعكس عزم كافة القوى على استعادة الدولة، والانتقال إلى فضاء أكثر تشاركاً يحدد فيه اليمنيون مستقبلهم على أساس التعايش".
وأضاف: "في كل لحظة تاريخية اجتمع الشركاء من الشمال والجنوب لإحداث التحول، ويمكننا فعل ذلك الآن، لأنه بدون الاتحاد سيكون علينا جميعاً انتظار مصير بلدنا، الذي تحدده التدخلات الأجنبية التوسعية للنظام الإيراني".
وثمن العليمي، وأعضاء مجلس القيادة، التضحيات الغالية لأبطال القوات المسلحة والأمن، دفاعاً عن الشرعية الدستورية والنظام الجمهوري والوحدة الوطنية.
وجدد توجيهاته للحكومة اليمنية بالإسراع خلال شهر واحد من الآن بإنشاء الهيئة الوطنية الخاصة بعلاج ورعاية جرحى ومصابي الجيش والأمن والمقاومة، وعائلات الشهداء منهم وإصدار قانون بصندوق خاص لمواردها.
وكشف عن أنه سيتم إعلان في الأيام القليلة المقبلة تشكيل "لجنة عسكرية وأمنية" لتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، بموجب اتفاق الرياض، وإعلان نقل السلطة.
في السياق، أكد الرئيس أولوية المسألة الاقتصادية، بما في ذلك العمل على تنشيط الصادرات وتنمية الإيرادات، والانتظام بدفع رواتب موظفي الخدمة العامة والقوات المسلحة والأمن والمعاشات التقاعدية.
مجدداً التزام القيادة والحكومة، بتحسين الخدمات في كافة المحافظات وفي المقدمة العاصمة المؤقتة عدن، التي ستحظى بالاهتمام الخاص، الذي يليق بمكانتها وتاريخها ومدنيتها، وجمالها، وطيبة ونقاء سكانها.
وأكد أن المجلس الرئاسي سيعمل بشكل أساسي على مكافحة الفساد من خلال تطوير جهاز الرقابة والمحاسبة، واختيار هيئة وطنية عليا جديدة لمكافحة الفساد خلفا للهيئة القائمة.
سياسيا، شدد العليمي على ضرورة تنفيذ كافة بنود الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز والمدن الأخرى، مؤكدا دعم الجهود الأممية، من أجل تمديد الهدنة الإنسانية وثمن الجهود الأممية والدولية من اجل السلام.
ودعا رئيس المجلس الرئاسي المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغط لدفع المليشيات الحوثية نحو استكمال إجراءات تبادل الأسرى والمحتجزين والمخفيين قسراً، وصرف رواتب الموظفين من رسوم سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة، وإنهاء حرب الخدمات التي يديرها الانقلابيون ضد الشعب اليمني.
وجدد العليمي التمسك بالمبادرة السعودية، واعتبارها أساساً عادلاً لعملية سلمية شاملة.
وأعرب العليمي نيابة عن "أعضاء المجلس الرئاسي، والشعب اليمني، عن جزيل الشكر والعرفان، للأشقاء الأوفياء الشجعان في دول تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، على كل ما قدموه وما يزالون لأشقائهم في اليمن من دعم عسكري وسياسي ودبلوماسي واقتصادي ومالي وإغاثي، في مواجهة الانقلاب ومطامع داعميه الإيرانيين".
كما أشاد بدور بقية الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، "الذين ما عرفوا إلا سندا وعضدا لليمن في كل الظروف، مع أمل أن يأتي اليوم المنشود الذي يكون فيه بلدنا عضوا كاملا مع أشقائه في هذا الصرح العربي العظيم".
كذلك عبر العليمي عن الشكر والتقدير، لكل الأشقاء العرب، والأصدقاء المانحين، وخصوصا جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي فتح أبواب مصر لمئات الآلاف من أبناء شعبنا سواء بالإقامة، والاستقرار المؤقت بسبب ظروف الحرب، أو العلاج، والتعليم.
وسلم الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، السلطة في أبريل/نيسان الماضي إلى مجلس القيادة الذي يمثّل قوى مختلفة، وذلك في ختام مشاورات الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.
ويأتي العيد الوطني للوحدة اليمنية وسط نزعات انفصالية يكرسها الحوثيون عبر تشطير البلاد وتسعير الحرب وعزل شمال اليمن عن جنوبه وزرع شرخ اجتماعي وحاجز وجداني بين اليمنيين لصالح المشروع الفارسي.