أسبوع اليمن.. "كارت أصفر" بوجه "جريفيث" ومعارك الضالع في ذروتها
الحكومة اليمنية الشرعية وجهت إنذارا شديد اللهجة للمبعوث الأممي جراء التجاوزات التي بدا فيها محابيا لمليشيا الحوثي الانقلابية.
وجهت الحكومة اليمنية الشرعية إنذارا شديد اللهجة للمبعوث الأممي مارتن جريفيث جراء التجاوزات التي بدا فيها محابيا مليشيا الحوثي الانقلابية خلال الأسابيع الماضية، ومنحته "فرصة أخيرة" الأسبوع الماضبي لتصحيح تلك التجاوزات، قبل أن تعلن رسميا عدم التعامل معه بشكل نهائي.
وجاء التصعيد السياسي من الشرعية في وجه المبعوث الأممي، على وقع تصعيد عسكري هو الأعنف منذ مطلع العام الجاري، تشهده المناطق الشمالية لمحافظة الضالع التي باتت مسرحا لمعارك دامية بين القوات الحكومية من جهة ومليشيا الحوثي التي تسللت إليها من جهة أخرى.
ومن المرجح أن يعيد التوتر في العلاقة بين الشرعية والمبعوث الأممي اتفاق الحديدة إلى مربع الصفر، بعد أن كانت الأمم المتحدة قد رحبت رسميا بـ"الانسحاب الأحادي" الذي نفذته مليشيا الحوثي من موانئ الحديدة، وظهر المبعوث الأممي، أمام مجلس الأمن، يتباهى به، ويوجه الثناء لزعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي.
جوهر الأزمة
وتتهم الحكومة الشرعية المبعوث البريطاني الجنسية بمحاباة الحوثيين في أكثر من مناسبة، لكن العلاقة بين الطرفين توترت بشكل غير مسبوق، عقب الانسحاب الأحادي الذي نفذته المليشيا في موانئ الحديدة خلال (11ـ 14 مايو/أيار الجاري).
واعتبرت الحكومة الشرعية الخطوة "مسرحية هزلية" و"التفاف على اتفاق ستوكهولم" الذين ينص على رقابة ثلاثية على كل الخطوات، أطرافها الأمم المتحدة والشرعية والحوثيون.
لكن المبعوث الأممي بارك الخطوات الحوثية، واعتبرها إنجازا في رصيده الشخصي الذي لا يزال خاليا من أي نجاحات منذ توليه مهامه في مارس 2018 خلفا للمبعوث الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
العاصفة الحكومية دشنها نشطاء موالون للشرعية على مواقع التواصل الاجتماعي، وامتدت إلى رئيس الحكومة معين عبدالملك الذي انتقد خلال اليومين الماضيين إحاطة جريفيث أمام مجلس الأمن، حتى جاء الرئيس عبدربه منصور هادي ليشهر "الكارت الأصفر" رسميا في وجه المبعوث، وذلك عبر رسالة رسمية بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.
وكما لو أن كيل الشرعية قد فاض من تحركات الأممي، سردت الرسالة التي اطلعت عليها "العين الإخبارية"، كل مساوئ جريفيث وتجاوزاته بشكل يوحي بأنه من الصعوبة أن تعود الأمور إلى مجاريها بين الطرفين بشكل سريع.
وقالت الرسالة إن الشرعية "تعاملت مع جريفيث بكل انفتاح ومصداقية بغرض تيسير مهمته وتوفير الأجواء الكفيلة بنجاحها، ومن أجل ذلك، غضت النظر عن كثير من تصرفاته واستفزازاته وعملت على تنبيهه بكل مسؤولية ولياقة مستخدمة جميع الأساليب الدبلوماسية، لكنه للأسف فهم ذلك الحرص على نحو خاطئ".
قائمة التجاوزات:
عددت الرسالة العشرات من تجاوزات المبعوث الأممي، على رأسها "إصراره على التعامل مع الانقلابيين كحكومة أمر واقع ومساواتها بالحكومة الشرعية المنتخبة".
وقالت الرسالة إن جريفيث "يحرص على لقاء منتحلي صفات حكومية لا مشروعية لها، خارج إطار القرار الدولي 2216 الذي حدد طرفين أساسيين هما الحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية وحلفاؤهم كطرف لا يملك أي صفة حكومية".
وأشارت الرسالة إلى محاولات المبعوث الدؤوبة لتوسيع أطراف الحوار عبر إصراره على إضافة ممثلين على طاولة المفاوضات، في مسعى وصفته بـ"المشبوه" من أجل خلط الأوراق وتجاوز مخرجات الحوار الوطني.
واتهمت الرسالة جريفيث بـ"عدم التعاطي مع ملف الأسرى والمعتقلين والمختفين قسريا ورفع الحصار عن تعز وهي اتفاقات مهمة ضمن مخرجات ستوكهولم، بالإضافة إلى إطالة أمد الصراع في الحديدة عبر تجزئة الاتفاق، والتوافق مع الحوثيين لتعزيز شكل من أشكال الإدارة الدولية بالحديدة في تجاوز صارخ للسيادة اليمنية".
ويبدو أن الإحاطة التي قدمها المبعوث أمام مجلس الأمن، كانت القشة التي قصمت العلاقة بين الطرفين، حيث أشارت الرسالة إلى أنها كانت "نموذجا للخرق الفاضح للتفويض من الأمم المتحدة بعد أن أشاد جريفيث بمجرم حرب (عبدالملك الحوثي) وتقديمه كحمامة سلام وهو ضمن العقوبات التابعة للأمم المتحدة وعدم الإشارة للتنازلات الحكومية".
معركة قطع النفس بالضالع
عسكريا، استطاعت العملية التي أطلق عليها "عملية قطع النفس" شمال الضالع، دحر الحوثيين من مدينة قعطبة، وتطهير عدد من المواقع الاستراتيجية الفاصلة بين محافظتي الضالع وإب.
وللمرة الأولى، حققت قوات الجيش الوطني والحزام الأمني والمقاومة الشعبية والوطنية وألوية العمالقة، تحت قيادة عمليات مشتركة وبوقت قياسي، نجاحات نوعية دحرت خلالها الحوثيين إلى تخوم منطقة "الفاخر"، وكبدت المليشيا أكثر من 800 قتيل في أسبوعين، وإسقاط طائرتين مفخختين بدون طيار للمليشيا الانقلابية.
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز