"الجارديان" تحذر من الهجوم الحوثي: مأرب على شفا كارثة
حذرت صحيفة الجارديان البريطانية المرموقة، السبت، من حدوث أسوأ موجة نزوح جماعي منذ سنوات، في مأرب اليمنية، جراء عدوان الحوثي.
وذكرت الصحيفة أن "مأرب واجهت هجمات متقطعة شنتها مليشيات الحوثي على مدار العام الماضي، لكن سرعان ما تحولت خلال الشهر الماضي إلى إحدى أكثر المعارك ضراوة في الحرب الدائرة باليمن منذ 7 أعوام".
وتابعت: "تتصاعد الحرب في مأرب، وهو تطور يهدد بتفاقم ما يعتبر بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بل يقوض بشدة عملية السلام".
وقبل الحرب، كان يعيش في مأرب؛ وهي محافظة صحراوية غنية بالنفط وتقع على بعد 120 كيلومترًا شرق صنعاء، حوالي 400 ألف نسمة.
وبعد تمكن القوات الحكومية من التصدي لهجوم أولي للحوثيين على المحافظة في 2015، أصبح ينظر لمأرب باعتبارها ملاذا آمنا للهاربين من القتال في أماكن أخرى من البلاد، ووصل عدد سكانها إلى نحو 2.7 مليون نسمة، أغلبيتهم العظمى من النازحين.
وفي الوقت الحالي، يوجد في مأرب نحو 138 مخيمًا للنازحين، لا تتوافر فيها خدمات كافية، بل تتعرض لهجمات حوثية مكثفة في الفترة الأخيرة.
الأكثر من ذلك أن خمسة مخيمات أصبحت مهجورة بسبب الهجمات الحوثية، ونقل سكانها إلى أماكن أخرى منذ فبراير/شباط، بحسب ما قالته ياسمين القاضي، رئيسة مؤسسة فتيات مأرب (غير حكومية)، في تصريحات صحفية، الأربعاء الماضي.
وقالت حماس المسلمي، وهي طالبة تعيش في مأرب منذ عدة سنوات لجارديان: "نحن قلقون من تطور القتال لمنعطف سيئ آخر.. الوضع غير مستقر للغاية"، مضيفة: "القتال يبعد بضعة كيلومترات فقط.. وليس لدينا مكان آخر نذهب إليه".
وفيما تزداد وتيرة القتال في مأرب، تعاني المناطق التي تخضع لسيطرة مليشيات الحوثي من صعوبات حياتية جمة.
وعلى سبيل المثال، ذكرت الجارديان أن مليشيات الحوثي فرضت قواعد دينية قمعية على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وعمدت إلى احتجاز وتعذيب المعارضين وسرقة المساعدات الإنسانية.
وكان محافظ مأرب، سلطان العرادة، قال في مؤتمر صحفي قبل أيام إن المعارك توقفت في مناطق أخرى من اليمن، ما أثر بالسلب على حدة الهجوم في مأرب، مع تركيز مليشيات الحوثي على محاولة التقدم في المحافظة.
وتابع: "لا شك أن القوة الجوية للتحالف العربي تصنع فارقًا في مأرب.. بدون دعمهم، كان الموقف سيبدو مختلفا جدًا".
فيما قالت ياسمين القاضي: "إذا سيطر الحوثيون على مأرب، فستظهر كل أنواع الصراعات؛ وستتحول الحرب إلى صراعات طائفية وعرقية وإقليمية".
والجمعة، وجهت مقاتلات التحالف ومدفعية الجيش اليمني ضربات موجعة ضد التعزيزات العسكرية لمليشيات الحوثي في عدة جبهات للقتال في مأرب.
ودمرت الضربات العديد من الآليات والدوريات، بالإضافة إلى "سقوط الكثير من عناصر المليشيات الحوثية بين قتيل وجريح"، بحسب بيان للجيش اليمني.
وتواصل القوات المشتركة والجيش اليمني ورجال القبائل ومقاتلات التحالف العربي ردع هجمات مليشيات الحوثي في الجوف ومأرب والضالع وتعز والحديدة وحجة وصعدة عقب تصعيدها العسكري ورفض كل جهود السلام الدولية.