صنعاء عشية مهرجان الانقلابيين.. استجداء للقبائل وابتزاز للتجار
المليشيا توهم أنصارها بأنها من تحقق الانتصارات على حساب القوات الحكومية وتحشد أنصارها للاحتفال ما يصفونه بـ"الصمود".
تشهد مدينة صنعاء توترا أمنيا كبيرا عشية مهرجان تحشد إليه مليشيا الحوثي للاحتفال بمرور 3 أعوام من العمليات العسكرية، وسط مخاوف من حضور باهت جعلها تلجأ إلى استجداء القبائل بالمشاركة، وابتزاز التجار لدعم المهرجان.
ومنذ 3 أعوام، تلجأ مليشيا الحوثي للاحتفال مع أنصارها بما يطلقون عليه "الصمود"، وإيهامهم بأنها من تحقق الانتصارات على حساب القوات الحكومية المسنودة بالتحالف العربي.
وانطلقت "عاصفة الحزم"، بقيادة السعودية، قبل 2 سنوات، ونجحت في إفشال المخطط الإيراني لإسقاط اليمن.
وأفاد سكان محليون لـ"العين الإخبارية" بأن شوارع صنعاء ومداخلها تشهد انتشارا مكثفا لمليشيا الحوثي الانقلابية ودوريات عسكرية، مع فشل حملة التحشيد للمشاركة في مهرجان السبعين، غدا الإثنين، والذي يسعون من خلاله لإثبات حضورهم على الأرض.
وتشعر المليشيا الحوثية بالورطة بعد انفراط تحالفها مع حزب المؤتمر الشعبي العام منذ انتفاضة صنعاء العروبة مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وخلال الساعات الماضية لجأت إلى استخدام كل وسائل البطش والقوة والابتزاز لكل سكان المحافظات الخاضعة لسيطرتها؛ من أجل دفعهم للمشاركة في المهرجان المزعوم.
ابتزاز للتجار وشركات الاتصالات
وأجبرت مليشيا الحوثي الإيرانية، خلال اليومين الماضيين، كل التجار والشركات الخاصة في صنعاء على دفع مبالغ مالية طائلة من أجل المشاركة في مهرجان السبعين، وذلك من أجل المشاركة في عملية نقل القبائل من المحافظات المحيطة بصنعاء.
وقال تجار لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا الحوثية، كلفت قيادات أمنية رفيعة بالنزول إلى كل الشركات والبيوت التجارية التي ما زالت تعمل في صنعاء من أجل المشاركة في إنجاح الفعالية، وتقديم الدعم اللوجيستي.
ووفقا لمصادر خاصة، فقد أجبرت المليشيا، شركات اتصالات الهاتف النقال العاملة في صنعاء، على إرسال رسائل مجانية لكل مشتركيها، تدعو الجميع رجالا ونساء لأن يكونوا غدا في ميدان السبعين، وهددت بإغلاقها وفرض المزيد من الضرائب عليها في حال رفضت.
وأشار سكان إلى أن جميع الشركات بعثت برسائل نصية مجانية لمشتركيها تدعوهم للمشاركة بعد الابتزاز الحوثي.
كما قامت المليشيا بسحب جميع حافلات نقل العمال في المصانع والشركات؛ وذلك من أجل استخدامها في نقل المشاركين في المهرجان.
وفي المقابل، قالت مصادر إن المليشيا قدمت العديد من الإغراءات للمشايخ في قبائل طوق صنعاء؛ من أجل المشاركة، ودفعت للمئات منهم ملايين الريالات من أجل إقناع المواطنين بالمشاركة.
حضوري إجباري للطلاب وفتح البيوت للمشاركين
وعلى الرغم من التحركات المكثفة لتحشيد القبائل وتقديم التنازلات لها من أجل المشاركة، وتوجيه عدة كلمات من قبل زعيم المليشيا، عبدالملك الحوثي وكل قيادات الجماعة، إلا أن الانقلابيين يشعرون بأن ميدان السبعين الذي كان مسرحا لمهرجانات حزب المؤتمر على مدار السنوات الماضية، سيُظهر حجمهم الصغير.
وفرضت المليشيا التي تتحكم بوزارة التربية والتعليم في صنعاء، إجازة إجبارية على كل المدارس الحكومية، وألزمت المديرين بضروة إحضار جميع الطلاب والطالبات إلى ميدان السبعين.
وقال أحد أولياء أمور الطلاب لـ"العين الإخبارية"، إن مديري المناطق التعليمية في مديريات "السبعين" و"الثورة" و"أزال"، حضروا إلى المدارس صباح الأحد، وأعلنوا للطلاب إجازة رسمية، مشددين على ضرورة الحضور إلى المهرجان الحوثي.
وفي دعوة أثارت انتقادات في الشارع اليمني، وجهت مليشيا الحوثي، كل قياداتها بأحياء العاصمة صنعاء بالتنسيق لحضور المشاركين، وفتح منازلهم للوافدين من خارجها بشكل إجباري.
كما تم إجبار فنادق في العاصمة على استقبال الحاضرين من المحافظات وتسكينهم مجانا.
موجة سخرية من المهرجان
وأثار المهرجان الحوثي للاحتفال بذكرى عاصفة الحزم، موجة سخرية في الشارع اليمني من طريقة تفكير المليشيا في إحياء مناسبة كل ما فعلته أنها قامت بتعريتهم ووضع حد لمشروعهم الإيراني.
واعتبر الناشط السياسي فؤاد الصامت، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي تتعامل مع القاطنين في مناطق سيطرتها مثل القطيع وتقودهم لإحياء ذكرى توهمهم فيها بأنهم يحققون الانتصارات، رغم أن الواقع يقول غير ذلك".
وقال الناشط اليمني: "الشرعية من يحق لها الاحتفال بهذه المناسبة؛ لكون عاصفة الحزم مكنتها من استعادة أكثر من 85 بالمائة من الأراضي اليمنية، لكن مليشيا الحوثي والأدوات الإعلامية الإيرانية التابعة لحزب الله والحرس الثوري توهم الناس بالعكس".
وأضاف: "لا يوجد جماعة تحتفي بذكرى الانقلاب وتجريع اليمنيين الأزمات المتواصلة سوى الحوثيين، والاحتفاء بالمظلومية والصمود هو تراث شيعي يمتد منذ قرون، وجميعنا نرى كيف يتعاملون مع المناسبات الشيعية من عاشوراء إلى الولاية وغيرها".
ويعتقد مراقبون، أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال الاستنفار الكبير لمهرجان السبعين، إلى إظهار أنها لم تتأثر بعد انفراط تحالفها مع صالح واغتيالهم له في 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأن شعبيتهم في صنعاء والقبائل المحيطة بها لم تتأثر.