شرطة أبين تفضح إرهاب القاعدة وتحدد هوية مسؤول التنظيم باليمن
كشفت شرطة أبين اليمنية، الثلاثاء، عن توقيف العديد من الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة، محددة هوية مسؤول التنظيم الإرهابي الذي يدير وينفذ العمليات الإرهابية.
وعقد مدير شرطة أبين العميد علي ناصر باعزب، اليوم، مؤتمرا صحفيا، استعرض خلاله سير العمليات الأمنية والعسكرية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي الذي بات يعاني من حالة ضعف بفعل عمليتي "سهام الشرق" و"سيوف حوس" التي يقودها.
وانتقد المسؤول الأمني البارز الحملات الإعلامية التي توصف "محافظة أبين" بأنها "وكر للإرهاب"، قائلا إنها "المحافظة الوحيدة التي اكتوت بنار الإرهاب وما زالت منذ عام 2011 وهي الوحيدة من تصدت وتتصدى للإرهاب من بين عموم المحافظات".
إسقاط شبكة إرهابية
وأكد باعزب القبض على خلايا إرهابية لتنظيم القاعدة كانت تخطط لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف عددا من المسؤولين في السلطة المحلية بالمحافظة على رأسهم محافظ أبين اللواء ركن أبوبكر حسين وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين.
وأوضح "أن اعترافات عناصر الخلايا الإرهابية سيتم نشرها في وقت لاحق وأن جهود محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف مديريات محافظة أبين لازالت مستمرة".
وأشار إلى أن "محافظة أبين أريد لها أن تظل في دائرة الإرهاب وأن لا تقوم لها قائمة ولكن بفضل أبنائها الأبطال ودمائهم التي سالت في مواقع المواجهة كانت هي السد المنيع لمواجهة الإرهاب".
وتحدث المسؤول اليمني عن سير العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة ابتداءً من المعارك التي تمت في لودر قبل عام 2011 ومعركة سهام الشرق (2022) وانتهاء بسيوف حوس (2023) والتي كانت النهاية لوجود هذه العناصر على تراب المحافظة ودحرهم منها بفضل الشهداء الذين سقطوا وهم يواجهون الإرهاب في طليعتهم القائد توفيق الجنيدي "حوس" ومن بعده العميد عبد اللطيف السيد".
وأكد أن "التحقيقات مع الخلايا الإرهابية المقبوضة باتت على وشك الاستكمال وسيتم بث هذه التحقيقات للعلن ليعرف الناس أن جهوداً تبذل في ظروف صعبة جدا ولكننا استطعنا أن نلقي القبض على هذه العناصر".
وأوضح أن التحقيقات الأولية كشفت عن تدريب الخلايا الإرهابية لتنظيم القاعدة، في محافظات مجاورة قبل توجيهها لتنفيذ أعمال إرهابية في محافظة أبين.
وخلال المؤتمر، عرض باعزب صورا للعبوات الناسفة ومواد التفجيرات التي تم العثور عليها بحوزة الخلايا الإرهابية المضبوطة والتي كانت تستهدف اغتيال محافظ المحافظة اللواء ركن أبوبكر حسين سالم وعدد من المسؤولين.
المشدلي.. رأس الإرهاب
وقال مدير شرطة أبين إن لديه "معلومات ووثائق وأدلة تفضح من يدعم هذه العناصر الإرهابية الخطيرة لتنظيم القاعدة ويوفر لها الظروف المساعدة ونحن نعرفهم وسيأتي اليوم الذي سنكشف القناع عنها وعرض تفاصيل أعمالها الإجرامية".
وأكد أن المدعو "حمزة صالح عبدربه المشدلي المكنى أبو صالح" هو من يقود ويمول تنظيم القاعدة لقتل أبناء أبين، مؤكدا فراره مؤخرا إلى محافظة مأرب، شرقي اليمن.
وقال إن "لديه كل الإثباتات على تورط الإرهابي أبو صالح الذي ينتحل عدة شخصيات في العمليات الإرهابية في محافظة أبين"، مشيرا إلى أن المشدلي ينحدر من محافظة البيضاء، الملاذ الآمن للقاعدة والخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ووصف مدير شرطة أبين المدعو حمزة أبو صالح بـ"المرتزق والمأجور والمجرم"، قائلا إن "كل الدعم يأتي عبر هذا الشخص، الذي تم مطاردته لكنه فر من محافظة أبين عبر محافظة شبوة إلى مأرب وقد تم إبلاغ السلطات هناك عنه".
وأضاف: "نحن نتعامل بعقلية الدولة وليس عقلية العصابات، ونقوم بالتكتم والسرية، بما يسمح في تنفيذ العمليات".
وكان باعزب الكازمي استعرض إنجازات الأجهزة الأمنية منها ضبط عدد من القضايا الجنائية والتي بلغت 636 قضية، والتي راح ضحيتها 150 قتيلاً خلال عام 2023.
كما تحدث أيضاً عن الجبايات غير القانونية التي يفرضها المتنفذون على مركبات نقل المحروقات ومركبات النقل الثقيل للسلع الغذائية والتموينية والمنتجات الزراعية.
وخلال عامي 2022 و2023, ظلت محافظة أبين مسرحا رئيسيا لعمليات مكافحة الإرهاب للقوات الجنوبية وهي جهود فرضتها أساسا عودة الهجمات للتنظيم الإرهابي إلى جانب عزم وإرادة مشتركة لمجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي في تجفيف منابع الإرهاب.
وبحسب إحصائية خاصة بـ"العين الإخبارية"، فقد شهد النصف الأول من عام 2023 أكثر من 38 عملية إرهابية لتنظيم القاعدة ما أسفر عن سقوط قرابة 100 قتيل وجريحا بينهم ضباط وقيادات ميدانية بارزة من القوات الجنوبية.