"أحببت طبيبة".. رواية لأصغر كاتب جزائري عمره 19 عاما
من اسمه "الغريب والنادر" تبدأ "أكبر قصة تحدٍ لأصغر كاتب وروائي جزائري"، دخل عالم الكتابة بقصة حب لا تختلف عفتها عن عفة طموحه المبكر.
"أحببت طبيبة"، هو الاسم الذي اختاره الجزائري موح نعمر بن عسال، عنوانا لروايته، وهكذا اسمه النادر المستوحى من أسماء التراث الأمازيغي القديم.
- أصغر روائي جزائري لـ"العين الإخبارية": أطمح للعالمية
- ترجمة رواية "سانكا".. أحدث إصدارات "كلمة" الإماراتي
"موح نعمر" هو أصغر روائي وكاتب جزائري، أصدر أولى رواياته وهو في الـ19 من عمره، وكتبها في سن الـ16، إلى هنا قد يعتقد الكثيرون أن له ميزتين فقط، هما الاسم النادر وصغر سنه.
لكن قصة "موح نعمر" تخفي في تفاصيلها ميزات مخفية، تصلح لأن تكون سيناريو رواية أخرى، لخصت في طياتها عناوين عريضة للتحدي والصبر وعشق الكتابة والطموح الجارف الذي يتعدى سنه.
عناوين اكتشفتها "العين الإخبارية" عندما راح أصغر كاتب وروائي جزائري يسرد "قصته مع أول رواية"، وهو يعيش في تفكيره بزمان يكبره خبرة وتجربة وعمرا، لكنه اختصر مسافات تلك التجارب والعمر المثقل بالمتاعب والسقطات، والنجاحات والتحديات.
يعتبر قصة حياته "قصة تحدي مع المحيط والطبيعة التي نعيش فيها، وسط انعدام فرص التشجيع" حتى أن عائلته والمقربين منه كانوا آخر من علم بصدور روايته، وهو النجاح الذي حققه "دون تشجيع أو دعم ولو لفظي".
"العين الإخبارية" تواصلت مع "موح نعمر" على "أنه أصغر كاتب جزائري"، لكنها وجدت في إجاباته شاباً ألغى طموحُه الكبير عثرات ورغبات ومتطلبات سن المراهقة، ألغاها من قاموسه الحياتي، وعوضها بمشروع طويل الأمد بدأ من فترة طفولته.
لا ينتظر أي دعم أو سند من أي كان، أو مقربين من العائلة أو الأصدقاء أو المعارف أو بعيدين من الجهات المشرفة على الثقافة في بلاده، لأن "كل ثقته في الله" كما قال لـ"العين الإخبارية".
قد تكون تلك الثقة المطلقة في الله سر نجاحه المبكر، أو هي كذلك بالمطلق، وهي الحقيقة التي كشف عنها "موح نعمر" دون أن ينطق بها، وهو يسرد كل تفصيلة ومرحلة سبقت وتلت إصدار أول رواية له في مشواره الذي يريده أن يسجل في التاريخ مثل بقية الروائيين العالميين.
أحدثت روايته "أحببت طبيبة" اهتماماً غير مسبوق من قبل الجزائريين، المعروفين بلهفتهم واهتمامهم بالإصدارات الروائية، رغم تشكيك البعض في توقيت طرحها.
وتداول جزائريون باهتمام كبير عبر منصات التواصل صدور رواية أصغر كاتب جزائري، ودعوا إلى تشجيعه ومنحه فرصة الإبداع، لعله يكون يوماً "اسماً عالمياً" يعيد أمجاد الرواية الجزائرية.
"أحببت طبيبة" هي قصة حب عفيف من وحي خيال "موح نعمر"، علقت عليها إحدى الجزائريات بأن "كل صفحة تشجعك لقراءة الثانية، لتكتشف في الأخير أن موح أصابك بالإدمان والعلاج الوحيد، ترياق الخاتمة بيد الطبيبة".
قصة الروائي الصغير
"موح نعمر بن عسال" ليس مجرد روائي، بل هو صانع المحتوى الأدبي الوحيد على "أنستقرام" بالجزائر، استطاع في ظرف 4 أشهر أن يصل لأكثر من 10 آلاف متابع، مستفيدا أيضا من اسمه الغريب والنادر في الترويج لطموحه.
يقول إنه يحاول من خلال ذلك الحساب "نشر الطاقة الإيجابية للجزائريين" الذين يرون له أسرارا وقصصاً محزنة من حياتهم.
هو أيضا طالب جامعي، لكن يرفض الكشف عن تخصصه الجامعي، معتبرا أن ذلك "يدخل في خانة الحياة الخاصة" وحتى "يتركها مفاجأة لجمهوره" كما قال لـ"العين الإخبارية".
من عنوان الرواية "أحببت طبيبة" اعتقد الكثيرون أن "موح نعمر" سرد قصة حب شخصية أو حقيقية، لكنه أوضح في حديثه مع "العين الإخبارية" بأن كتابته لتلك الرواية كان وهو في سن الـ16، وهو الذي كتب في إحدى منشوراته بأن "الحب الحقيقي يتأخر".
قدم أصغر كاتب جزائري ملخصاً عن روايته "أحببت طبيبة"، وذكر بأنها قصة حب مراهقة بين شابين بدأت من فترة الدراسة الثانوية إلى غاية دراستهما الجامعية وتخرجهما، تاركاً للقارئ لهفة طبيعة نهايتها، إن كانت سعيدة أو كلاسيكية بأن تنتهي بالزواج بعد وفاء نادر، أو حزينة بالفراق لظروف قاهرة أو بنهاية "غير متوقعة ولا تخطر على بال" كما قال.
لكن قصة رواية "موح نعمر" أرادها أن تكون محبوكة بأحداث مشوقة، بنهايتين "تعيستين" عندما افترق الحبيبان وعادا للقاء بعد سنوات، وكيف غيرتهما الحياة وحتى تلك الكيمياء التي كانت تجمع حبهما الذي لم يكن يعرفان أنه حب حقيقي أم إعجاب مراهقة، وإن كان قادرين على إعادة إحيائه ووضعه في القفص الذهبي.
لم يستنبط "موح نعمر" تلك القصة من إحدى تفاصيل الأفلام السينمائية التي قال إنه لا يتابعها نهائياً، بل من وحي الخيال، حتى إنه "اختار أسماء شخصيات الرواية بعيدة عن واقعه ومحيطه وحياته الخاصة".
كشف أيضا عن أسباب تأجيله طرح روايته طوال 3 سنوات كاملة، وقال: "لم أملك الجرأة وكل المحيطين يتوقعون فشلي"، قبل أن "يقرر الطلاق مع الخوف"، وكان الحجر المنزلي الذي فرضته الجزائر بعد تفشي جائحة كورونا "علاجاً لذلك الخوف" الذي لازمه 3 سنوات كاملة.
اتفق على كل التفاصيل مع دار النشر لإخراج روايته الأولى، وهنا كشف عن زاوية أخرى من قصته مع الرواية، عندما تحدث عن "تكفله بكل مصاريف الرواية دون مساعدة من أهله أو أصدقائه" رغم صغر سنه.
و"أحببت طبيبة" أول مولود أدبي للشاب الجزائري، حتى إنه قال لـ"العين الإخبارية" بأنه "الجزائري الوحيد الذي كان 2020 عام خير عليه"، وكانت بداية لمحطة أدبية وروائية طويلة.
وكشف لـ"العين الإخبارية" عن مشاريعه المستقبلية، بينها إعداد "كتاب لمادة الرياضيات" يتضمن طرقاً جديدة في التمارين يدمج فيه بين "الكتاب والفيديو، يظهر فيه وهو يشرح طرق حل التمارين الرياضية بطرق مبسطة" كما قال.
ويعتبر الكاتب والشاعر والرسام اللبناني الراحل جبران خليل جبران "قدوة الكتابة" للروائي الجزائري "موح نعمر بن عسال" وأكثر الروائيين الذين تأثر بكتاباتهم.
أما أكثر الأشخاص الذين تأثر بهم، فهو طيار وكاتب جزائري اسمه أنس ختاش يعتبره "موح نعمر" مثالا للشاب الجزائري الطموح، وكشف عن الدعم الكبير الذي قدمه له في بداياته.