أصغر روائي جزائري لـ"العين الإخبارية": أطمح للعالمية
محمد أيمن حمادي يكشف حصريا لـ"العين الإخبارية" عن روايته الجديدة، وعن مشواره وطموحاته المستقبلية.
احتفى، الإثنين الماضي، معرض الجزائر الدولي للكتاب في دورته الـ23 بأصغر روائي جزائري ينحدر من عمق الصحراء، وهو الكاتب والروائي محمد أيمن حمادي البالغ من العمر 17 عاماً.
- معرض الجزائر للكتاب يحتفي بأصغر روائي في الدورة الـ23
- طرح الرواية الفرنسية "عن إخواننا الجرحى" باللغة العربية في "الجزائر للكتاب"
وأشرف وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي على تكريم الروائي الصغير، بعد أن قرر دعمه في الخطوات الأولى من مسيرته الأدبية، وحظي أيضا بتكريم من وزيرة التربية والتعليم الجزائرية نورية بن غبريط بمقر الوزارة.
وشهد حفل تكريم محمد أيمن حضور بعض الوزراء الجزائريين، وإقبالاً كبيراً من زوار المعرض، الذين تهافتوا على اقتناء الرواية الأولى له "لم أكُ بغيا"، بحسب ما أكده مسؤولو المؤسسة الجزائرية للفنون المطبعية التي تكفلت بطبع الرواية ونشرها.
وينحدر محمد أيمن حمادي من منطقة "برج عمار إدريس" بمحافظة إيليزي، التي تبعد عن العاصمة الجزائرية جنوباً بـ1758 كلم جنوب، وهو طالب في السنة الثالثة بالمرحلة الثانوية، في شعبة الآداب والفلسفة، وهو التخصص الذي يميل إليه محمد أيمن.
محمد أيمن صغير في سنه، لكنه كبير في مستواه اللغوي والأدبي وفي طموحه، وهو ما وقفت عنده "العين الإخبارية" في هذا الحوار الذي أجرته مع أصغر روائي جزائري، عن روايته "لم أكُ بغيا" التي أهداها إلى روح والده الطاهرة التي ظلت معه بعد وفاته، وإلى كلماته التي ما زالت ترن في أذنه، كما كتب محمد أيمن في بداية روايته.
لماذا هذا العنوان: "لم أكُ بغيا"؟
اخترت العنوان "لم أك بغيا" لأنه يمثل الفكرة الأساسية المهمة للرواية، ثانيا التشابه الذي أتحدث عنه في بداية روايتي هو عن قصة مريم عليها السلام، حين أتاها المخاض عند جذع النخلة وتمنت الموت، وأن تكون نسيا منسيا.. تمنت ذلك من شدة الألم، ولأنها تعلم أن المجتمع سيكون قاسياً، وروايتي تتحدث عن نظرة المجتمع القاسية لخطأ المرأة، والمرأة حين تخطئ كيف تنتظر ردة فعل المجتمع.
أعطنا ملخصا عن رواية "لم أك بغيا".
الرواية تطرقت إلى نظرة المجتمع لخطأ المرأة، وكيف تنتظر المرأة نظرة المجتمع، دائما ننتظر في مثل هذه الحالات نظرة المجتمع القاسية.
حاولت في روايتي تغيير هذه الفكرة، بمعنى أن المجتمع لا يحمل دائما تلك النظرة السلبية والقاسية عن خطأ المرأة، فقد يقابل أحياناً الخطأ بالعكس.
أحداث الرواية تقع بين الجزائر وباريس ولندن، وهي قصة اجتماعية وعاطفية عن امرأة تعيش قصة حب لأول مرة، لكنها تصطدم بنظرة المجتمع.
ألا تعتقد أنك جازفت في أول رواية لك؟
كيفية دخولي لهذا الموضوع هي الأساس، دخلت بطريقة ذكية، لم تتضمن الرواية أي مساس بالقيمة الإسلامية أو الأخلاقية.
هل تعتقد أن بيئة محمد أيمن أسهمت في بروزه كأصغر روائي في الجزائر؟
من جانب المنطقة التي أنحدر منها، لم أجد أي تشجيع، على العكس من ذلك، بدأت الكتابة بشكل سري، لأن كل من سبقوني في كتابة الشعر والخواطر قمعوا في بداية كتاباتهم ومشوارهم وتعرضوا لإحباط وتثبيط شديديْن.
المجتمع لا يهتم بهم، ويعمل على كسرهم بضرورة ترك الكتابة إلى ما بعد نيل شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، وهو ما حدث لي في بداياتي عندما كشفت للبعض عن كتاباتي، لكن الحمد لله لم أستمع إليهم، ولم أتأثر بكلامهم.
لكن ما ساعدني هو جو الأساتذة الذي كان يحيط بي، غالبيتهم مبدعون على غرار الأستاذ العيد بودة وأستاذ التربية الفنية يحيى بوشلاغم وأستاذ اللغة العربية عبد السلام عبد العزيز صاحب ديوان "تباريح"، والأستاذ بوجمعة صالح حمادي، والكثير من المبدعين والكتاب والمفكرين.
كان لي تواصل دائم معهم، وتبادل للأفكار، ومختلف النصائح والإرشادات التي يقدمونها لي، وتعلمت من خبرتهم في هذا المجال الحمد لله.
ما جديد أعمالك؟
عملي المقبل سيكون بمثابة الجزء الثاني لرواية "لم أك بغيا"، وسيكون بعنوان "مريم عبرات الموت"، وهناك أعمال روائية أخرى قيد الكتابة والتحضير.
بمن تأثرت من الروائيين أو الكتاب الجزائريين أو العالميين؟
تأثرت كثيرا بالروائي وسيني الأعرج، ليس مثلي الأعلى لكن تأثرت كثيرا بأسلوبه في الكتابة، رواياته ليست شاعرية بالكامل وليست جافة تماماً، هناك ازدواج بين الشاعرية والأسلوب العادي، والمقتطف الذي يتحدث عنه إن كان بحاجة إلى شاعرية فإن وسيني الأعرج يعمل على ذلك، وإذا لم يحتج يلجأ إلى البساطة.
من هم كتابك المفضلون؟
أقرأ كثيرا للكتاب الجزائريين، من بينهم الروائي عز الدين ميهوبي، عبد الرزاق بوكبة، رشيد بوجدرة، الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، والأديب والكاتب المصري نجيب محفوظ، وللغربيين مثل فيكتور هيجو وغيره، حتى إنني أقرأ للكتاب الشباب، وليس لدي أي إشكال في القراءة.
ما الرسالة التي توجهها للشباب الذين يملكون طموحا أدبيا؟
أنصح الشباب قبل كل شيء بالقراءة، والكاتب الجيد عليه أن يكون قارئاً جيداً، ويجب أيضا أن يكون كاتباً وقارئاً في الوقت ذاته، كما أن دخول الكتابة من جانب دقيق أو ذكي أو إبداعي، أو كيفية اختيار المواضيع، يتطلب التأمل والتفكير.
لاحظت أن بعض الكتاب لا يقرأون كثيرا لكنهم يكتبون، فعلا أستغرب الأمر، كيف يكتب وهو ليس بالقارئ الجيد، والقراءة بشكل نهم تأتي بالأفكار التي يحتاجها الكاتب والروائي في تنويع رواياته.