هجرة الشباب من تركيا ترتفع بنسبة 63%.. والبطالة في ازدياد
نسبة هجرة الشباب تبلغ مرحلة خطيرة لأول مرة في تاريخ تركيا التي تعاني من زيادة مستمرة في معدلات بطالة الشباب بلغت 27%
قال تمل قره ملا أوغلو، زعيم حزب السعادة التركي المعارض، الخميس، إن معدل هجرة العقول الشابة من بلاده، ارتفع بنحو 63%، مطالبا نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بعدم تهميش وملاحقة المعارضين، وتصنيفهم إرهابيين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لحزب السعادة، عُقد في المركز التعليمي بمنطقة بالجات بالعاصمة أنقرة، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" التركية المعارضة.
وأوضح المعارض التركي أن "نسبة هجرة الشباب بلغت مرحلة خطيرة لأول مرة في تاريخ تركيا التي تعاني من زيادة مستمرة في معدلات بطالة الشباب بلغت 27%".
ولفت إلى أن "الغالبية من المهاجرين تتشكل من الشباب في مرحلة التعليم العالي، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً".
وأكد زعيم حزب السعادة أن "الوضع واضح وجلي للجميع، غير أن الرئيس رجب طيب أردوغان، يزعم أن عملية هجرة العقول توقفت، بل ويزعم أن تركيا أصبحت تجذب عقولاً من الخارج".
واستطرد: "لا يمكن التزام الصمت خلال فترة ينقطع فيها رجاء الشباب من بلدهم ويتدفقون إلى الخارج. يجب جعل المناخ في تركيا قابلاً للعيش فيها. لابد من تحقيق العدل والاستقرار والسلام".
كما شدد على "ضرورة عدم تهميش من يعارضون السلطة وتصنيفهم إرهابيين. سنتطور فقط بالتعبير عن الآراء المعارضة بكل سهولة ويسر. حينها سيقبل الشباب المكوث في بلدهم".
وأكد أنه "يتوجب على الحكومة التركية عدم خلق انطباع مخادع، وحل الأزمة القائمة ومشكلة الاقتصاد، فالحقائق واضحة للجميع رغم محاولتهم التحكم في الانطباع العام بقدر المستطاع".
وبيّن أن "تركيا في مأزق، وأن الحزن والبؤس باتا يسيطران على مواطنيها؛ ولعل هجرة العقول المتزايدة أبرز مثال حي على ذلك".
وكشفت إحصائيات رسمية تركية صادرة عن معهد الإحصاء الحكومي، في يوليو/تموز الماضي، أن 137 ألف تركي تقريباً هجروا بلادهم خلال عام 2018، بمعدل يقترب من 11 ألفاً و400 كل شهر، و381 شخصاً يومياً، وبزيادة نحو 20% مقارنة بالعام السابق عليه.
جاء ذلك حسب تقرير صادر عن المعهد الإحصاء، تحت عنوان "إحصائيات الهجرة الدولية"، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "قرار" التركية المعارضة، يوم 23 يوليو/تموز الماضي.
وكشف التقرير عن ازدياد أعداد المهاجرين من تركيا خلال العام الماضي، حيث غادر البلاد 323 ألفا و918 شخصا، 53.3% منهم من الذكور، و46.7% من الإناث، بزيادة بلغت 27.7% مقارنة مع 2017.
ومن بين هذا العدد 187 ألفاً و178 شخصا من الأجانب، و136 ألفا و740 من الأتراك.
وبحسب البيانات، فإن أغلب المهاجرين من فئة الشباب، فمن غادروا البلاد من الفئة العمرية بين 25 و29 يحتلون المرتبة الأولى بين المهاجرين، بنسبة 15.7%، مقابل 13.2% للفئة العمرية بين 20 و24، وبالنسبة نفسها للفئة العمرية من 30 إلى 34 عاماً.
وأوضحت البيانات أن مدينة إسطنبول تأتي على رأس المدن من حيث أعداد الهجرة منها، حيث بلغ عدد من غادروها 113 ألفا و430 شخصاً، تلتها العاصمة أنقرة بـ28 ألفا و410 أشخاص، ثم أنطاليا بـ18 ألفا و408 أشخاص.
تجدر الإشارة إلى أن أوضاع حقوق الإنسان في تركيا تدفع آلاف الأتراك؛ ومن بينهم رجال الأعمال بصفة خاصة؛ سنوياً للبحث عن العيش في بلدان أخرى، لا سيما أوروبا.
وفي دلالة على الهروب الجماعي لرؤوس الأموال من تركيا، كشف بنك آفروآسيا في تقريره لعام 2019 حول "انتقال الثروات العالمية"، أن ما يزيد على 4 آلاف مليونير غادروا تركيا خلال عام 2018 وحده.
وبدأت موجة هروب الأتراك من بلادهم بعد محاولة الانقلاب الفاشل في صيف 2016، لكنها شهدت ذروتها بعد الاستفتاء على تعديل الدستور ومنح الرئيس أردوغان الصلاحيات المطلقة.
ورغم رفع حالة الطوارئ الصيف الماضي بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، فإن هروب رؤوس الأموال والمستثمرين من تركيا ازداد بشكل ملحوظ، خصوصا في ظل توتر العلاقات السياسية لأنقرة مع جيرانها ومع الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، إضافة للأزمة الاقتصادية الخانقة والركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد للمرة الأولى منذ 10 سنوات.
ويدفع الوضع السياسي في تركيا كثيرا من أبنائها الأثرياء إلى البحث عن أوطان بديلة، عبر شراء جنسيات دول أخرى، أو من خلال الحصول على الفيزا الذهبية مقابل الاستثمار في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كاليونان مثلاً.
وذلك في مسعى لتأمين أنفسهم وثرواتهم من تداعيات التطورات السلبية التي تتجه نحو تركيا، بسبب سياسة النظام ورئيسه رجب طيب أردوغان.
وفي وقت سابق، قال أردوغان طوبراق، كبير مستشاري رئيس حزب الشعب الجمهوري ونائب الحزب عن مدينة إسطنبول، تعليقاً على هذه الهجرات، إن "الأتراك الذين أصابهم اليأس من مستقبل البلاد، وغير الراضين عن طريقة إدارة البلاد، يغادرون بلدهم، ويحصلون على جنسية بلد آخر".
وأضاف طوبراق أن "الأتراك من الأثرياء يقدمون على شراء العقارات في البرتغال ومقدونيا والجبل الأسود والجزر اليونانية، ويستثمرونها ويحصلون على جنسية هذه الدول ويغادرون بلدهم".
وتابع: "أما الأتراك الذي يعجزون عن إيجاد فرصة عمل في تركيا، ولا يحصلون على مقابل لجهودهم، ولا يتم تقديرهم، يهربون وتتسارع وتيرة هجرة العقول".
وأضاف: "ما يحدث ليس صائباً، والمواطنون بلغوا مرحلة سيغادرون فيها وطنهم بسبب أخطاء السلطة الحاكمة".
ويشير البرنامج الرئاسي إلى وجود 6.5 مليون تركي بالخارج، حيث تجاوز عدد المهاجرين في تركيا 5 ملايين شخص.